اخبار السودان من كوش نيوز - زينب تتحدى جيجي

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
ما الذى أصاب أصابعك يا زينب؟، هل اعتلت، هل أصابها مكروه، ما الذى يدفعنا لترك تلك الأصابع الذهبية التى اعتدناها وأحببناها وأدمناها، لنتجه إلى أصابع أخرى، نسميها جيجى، نسميها فيفى، أيا ما كانت المسميات؟ هل غضبنا على زينب؟، هل غضبت هى منا وغيرت ملتها وجلدها فى 2024 وأصبحت جيجى؟ إذا أرادت من الدلع قدراً، فكان أولى بهم تسميتها زيزى بدلاً من جيجى، ثم إنه مَن الذى لا يحب زينب وأصابعها؟ أيها الناقمون المغيرون لثوابت الأشياء، ستظل زينب هى زينب، قابعة فى القلوب راسخة فى كل المعانى، نحن أبناء الزينب ومحبوها، نحن من أكلنا زينب حتى أصابعها، ولن تغنينا جيجى بأظافرها عن ما تمثله لنا زينب بأصابعها. فى هذا التحدى، الخاسر هو من يصنع المقارنة، لزينب جماهير عريضة راسخة فى التاريخ، تعود إلى أقدم العصور، قد لا ندركها نحن، قد تمتد فى قدمها إلى الدولة الفاطمية أو ما سبقها، قد نكتشف فى دراما الحشاشين أن حسن الصباح قد ذاقها يوماً، أما جيجى، فقد ظلمت نفسها، هل يقارن التاريخ بالحداثة، الأهرامات ببرج خليفة، من يعتقد أن زينب قد تنهزم فى أى مواجهة فهو لا يدرك عظمة ما يمتلكه من تاريخ وتراث وأثر.. بعضنا يحب جيجى، فهى نموذج ومثال صارخ لما تغير فى مجتمعنا، لتلك الألسنة التى صارت تتحدث من اليسار إلى اليمين، لتلك المدن والكمبوندات التى غزت كل ربوع ، لا يعيب سكانها سوى أن هيئتهم وطباعهم وطريقتهم قد نعتتهم بوصف «أبناء Egypt» فيما احتفظنا نحن بوصفنا الأصلى، أبناء مصر، أبناء زينب، نتحسر على أحوالنا، وفى الوقت نفسه لا نملك تغييرها، والأحرى أننا لا نريد تغييرها.
نعم لا نريد، من أحب السيدة زينب فلن تغريه أى سيدة أخرى، من سار فى شوارعها تتلمس أكتافه أكتاف الآخرين، لن يغريه البراح الذى تعيشه المدن الجديدة، والآن بعد أن ذقت أصابع زينب وأظافر جيجى، أؤكد أنه لا فارق بينهما، العجينة وطريقة التحضير هى نفسها، اختلفت المسميات، نحن من نسمى الأشياء بمسميات، نحن من نخلع العباءة لنرتدى القفطان، نحن من نستبدل الهيلز بالكعب العالى، نحن من نترك أثراً وبصمة ونصنع لكل شىء عشرات المسميات، لكن المعنى واحد.
استوقفنى قبل أيام فيديو متداول للعبقرى محمود السعدنى مع مدحت شلبى، وقتها كان شلبى محاوراً عادياً وليس ناقداً رياضياً بالصورة التى اعتدناه عليها، سأل شلبى ضيفه السعدنى: لماذا تغرق فى استخدام المفردات الغريبة؟ مستشهداً بكلمتى «سكلانس وويكا»، فهاله رد السعدنى الغارق فى السخرية اللاذعة: «لو انت ماتعرفش معنى سكلانس.. يبقى انت ويكا بجد».
.. وعليه، فإننى من منبرى هذا، وبعد أن أكلت زينب حتى أصابعها، أؤكد بملء الفم أنه لا بديل عن رموش الست زينب وأصابعها وعيونها، فى مواجهة كل المستحدثات والمدخلات التى لم تغير من هوية الشىء، أعرفها منذ أن كانت ب75 جنيهاً، وأراها بعد أن زادها صفر عن اليمين، غيّر من قيمتها ومذاقها، قد نهادى بها أحبابنا، لكننا حين نحب أن نستمتع نعود إلى الست زينب لتصنع لنا بأيديها أغلى وأحلى طبق أصابع.
الخلاصة: لا تعقدوا المقارنات الفاشلة، ابقوا فقط عند حدود الأمان، انظر إلى ما تحب واستمتع به، ولا تنظر إلى ما لا تحب وتبغضه على غيرك، فمن يراها «جيجى» فهنيئاً له، ومن يحبها «زينب» فألف هنا وشفا.. فنحن نأكل بقلوبنا قبل ألسنتنا، ولزينب رصيد يعززها ويثمنها ويجعلها أغلى أصابع فى الكون حتى لو كانت بربع ثمن أظافر جيجى.
شيماء البرديني – الوطن نيوز

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودارس ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودارس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق