اخبار السودان من كوش نيوز - احذروا.. المؤثّرون يُربكون حياة أبنائنا

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
يبدو أن مُصطلح الخصوصية لم يعد له وجود في عالمنا هذا، إذ طغت التكنولوجيا بشكل رهيب، فالتقاط صورة من هاتفك المحمول والإنترنت مُفعَّل خطرٌ كبير، عدم السماح بالولوج إلى خصوصيتك معناه عدم القدرة على الدخول للتطبيق الذي تريد تفعيله واستعماله. وما زاد الطين بلة هو انتهاك حرمات البيوت من خلال بعض الأشخاص الذين لا يتوانون عن عرض حياتهم وبالتفصيل المملّ لربح بعض الأموال من اليوتيوب والتيك توك وغيرها من المواقع، فأين الخلل يا ترى؟ هل في زماننا المتطور الذي نعيشه ونتفاعل معه، أم فينا نحن الأشخاص الذين لا نعرف حدودنا ولا نلتزم بأخلاقياتنا؟
المشكل عويص وكبير، وخطره يزداد يوما بعد يوم ويهدد حياة أبنائنا وشبابنا الذي أصبح يلهث وراء كل ما هو سهل، ويبحث عن الحلول السهلة والربح السريع الذي ليس عيبا ولا حراما، لكن ما يُقدَّم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام هو ما دفعنا وغيرنا لإطلاق صرخة في وجه هؤلاء الذين تعدّوا كل الخطوط الحُمر بمُحتويات لا تليق بثقافتنا ومُجتمعاتنا، يُطلقون على أنفسهم لقب "مُؤثِّر" ولا يخجلون من تقديم أشياء لا تُضيف شيئا، وهنا أطرح سؤالا لمتابعيهم: ماذا أضافت لك فلانة أو فُلان لكي تناموا وتستيقظوا على صورهم وفيديوهاتهم المخلة بالحياء في كثير من الأحيان؟ هل إستفدتم منهم شيئا جديدا إيجابيا يُساهم في تطوير حياتكم ونجاحاتكم؟ هل عرض حياتهم وسفرياتهم كان له آثر إيجابي عندكم؟ طبعا تتعدد الإجابات وتختلف حسب التوجهات والأعمار، فالمراهق(ة) بالنسبة له شخص مثل "أ" هو مثالٌ عظيم للنجاح وبناء المستقبل السهل، يتابعه وهو يعرف أنه يُساهم في زيادة مداخيله، ورغم هذا لا يسأم ولا يملّ، يترك دراسته وكل حياته لأجل هذا المؤثر(ة) ولا يرجع إلى جادة الصواب إلا بعد فوات الأوان ورسوبه في تحقيق أهدافه وأحلامه، ليضطرّ إلى البدء من جديد لإستدراك ما فاته، فهو في هذه الحالة الضحية الأول ثم يليه أبواه اللذان وجدا أبناءهما في حلقة فشل بسبب الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الفيديوهات لبعض الشباب الملقب ب"المؤثر" دون القدرة على المساعدة.
فمن هو "المؤثر"؟ هل هذا الذي يملك مُعجبين كثيرين، أم من يعرض تفاصيل حياته على منصات المواقع؟ ما هي مُميزات "المؤثرين" وماذا عن المحتوى الذي يُقدّمونه؟ أسئلة وأخرى تتبادر إلى أذهاننا حول "المؤثر" الموجود منذ بداية الإنسانية، فشيخ القبيلة، والملك والأمير وغيرهم كانوا من بين الشخصيات المهمة المؤثرة في حياة الناس، وتطور الأمر بعدها إلى الفنان والمطرب واللاعب عبر وسائل الإتصال التقليدية، لنصل في زماننا إلى أنواع مُختلفة من جنسيات وأجناس عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالمؤثر الحقيقي هو من يملك القدرة على التأثير في حياة الناس، ووجهات نظرهم وإختيارات سلوكياتهم، هو من يُضيف لي شيئا ويعطيني زادا أتزود به في الشدائد والأزمات، يتطرق إلى موضوع يُساهم في رُقيّي ومُجتمعي، لا كما نرى الآن مؤثِّرين يتكلمون عن كل شيء وبعدها يُسوّقون للعلامة التجارية المتفق عليها، يعني يُمارسون البيزنس الذي من حق كل واحد فينا مُمارسته بطريقته، مع إحترام المتلقي مهما كان سنه وجنسه، لكن الخطير في التسويق للمنتجات التجارية هو عدم فعالية بعضها وخطورتها على صحة الإنسان من كل النواحي، فمسألتا الصدق والموثوقية لتجنب خداع المستهلك ضروريتان للشركة وللمؤثِّر، لتجنب النتائج الكارثية والسلبية لكل الأطراف.
ومن هنا أضمّ صوتي لكل من يُطالب بأخلقة المواقع ووضع حد لهؤلاء الذين عاثوا فسادا في أخلاق بناتنا وأبنائنا، فمثل هذه الخُطوة يمكن أن تقطع الطريق عليهم، وتدفعهم إلى مراجعة ما يُقدّمونه، فالجميع لابد أن يتجند ويؤدي دورا إيجابيا في المحافظة على أخلاقنا وعاداتنا المشوَّهة بسبب شُلة همها الوحيد والأوحد الشُهرة الزائفة والمال، فمن تفتخر بالطلاق والخُلع، وتُمجِّد الانحراف باسم الحُرية، وتُعمِّم فشلها على غيرها، هي خطرٌ كبير وجب التخلُّص منه بأي طريقة، فيروسٌ سينتشر لا محالة إذا لم نُوقفه، فنعم للأخلاق والحياء الذي هو جمال المرأة وعفّتُها، مع المحتوى الجيد الهادف، نُشجِّعه وندعو إليه، نعم لأخلقة المواقع ومُعاقبة كل من يخرج عن معايير المجتمع.
أخيرا ندعو أولياء الأمور لمشاركة أبنائهم المحتوى المفضل لهم، والتحدث إليهم حول الموضوع المختار بكل راحة وهدوء بعيدا عن الضغط والعنف، لأن منصات التواصل الاجتماعي أداة قوية للتأثير والتغيير، ولهذا يجب علينا جميعا أن نتعلم كيف نستفيد منها بطريقة مسؤولة وعقلانية، ونحذر في التعامل مع المعلومات والمحتوى المقدَّم على هذه المنصات، فالمؤثرون سيُسيطرون على المشهد الرقمي والتأثير في حياة الناس بسبب عفويتهم وصراحتهم والعالم الرقمي الذي نعيش فيه، ودورنا نحن جميعا هو الغربلة والاختيار الجيد، وتخصيص جزء من انشغالاتنا وحياتنا الرقمية تقريبا للعائلة والأهل، بالعودة لحياة الأجداد البسيطة وغير المعقدة، ذات التقاليد والأعراف الجميلة والمؤثرة في حياتنا إلى حد الآن، بعيدا عن الرقمنة وسلبياتها في كثير من الأحيان.
وجيدة حافي – الشروق الجزائرية

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودارس ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودارس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق