اخبار السودان من كوش نيوز - هل تمر بدون حساب؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
السؤال الذى يراودنى الآن ويشغل بالى أكثر من أى وقت مضى، خصوصًا بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب التى تشنها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، هو: هل تمر تلك الحرب من دون حساب؟. هل تمر الحرب مثلًا من دون محاسبة نتنياهو من المجتمع الدولى والمؤسسات الدولية المعنية على كم الجرائم التى ارتكبها فى القطاع، وعلى الأرواح البريئة التى أزهقتها قراراته وانفعالاته، التى جنح بها إلى الحد غير المعقول، فضلًا عن رغبته فى الهروب من مسؤوليته أمام شعبه؟.
ربما لا يخشى نتنياهو حساب المجتمع الدولى قدر خشيته وخوفه من الحساب الداخلى، حساب شعبه الإسرائيلى، الذى أعتقد أنه يعمل له ألف حساب. ربما هو مدرك أنه لن يستطيع الإفلات منه مهما أطال أمد الحرب، ومهما كانت نتائجها، فرئيس الوزراء الإسرائيلى ينتظر تحرير الرهائن المُحتجزين منذ السابع من أكتوبر الماضى، وكذلك ينتظر أن يقضى جيشه على حركة حماس، وأن يؤسس لوضع جديد فى قطاع غزة، فهذه هى الأهداف التى من دونها سيكون فى مرمى سهام شعبه، وأظن أنها ستكون سهامًا قاتلة.
أيضًا، هل تمر الحرب من دون حساب قيادات حماس؟، قيادات حماس التى أدارت المشهد ككل بشكل أقل ما يوصف به أنه كارثى، ليس فقط بسبب نتائج ما حدث فى السابع من أكتوبر، والحسابات التى مازلت أؤكد أنها كانت خاطئة، بل بسبب تقديمهم خدمة لإسرائيل على طبق من ذهب لتصفية القضية الفلسطينية، بعد أن صار الشعب أشلاءً بفعل القصف العنيف المستمر والاجتياح الكامل لأرض القطاع.
هل تمر الحرب من دون حساب قيادات حماس، الذين يديرون المشهد بمعزل عن الجميع، وكأنهم احتكروا الوطنية والمقاومة؟. أعتقد أن مسألة وجود كيان يتحرك بمفرده أمر من الضرورى أن ينتهى، فإما التنسيق الكامل بين جميع الحركات المقاومة والسلطة الفلسطينية، وإما التفكيك الكامل، فالشعب الفلسطينى لا يحتمل أى تفتيت جديد فى صوته.
وأخيرًا، هل تمر الحرب من دون حساب المنظمات الدولية المعنية، التى فشلت تقريبًا فى إيقاف الحرب بعد كل هذا الوقت، وبعد كل تلك الدماء التى سالت، والتهجير المستمر لأبناء قطاع غزة؟. لقد فشلوا فى ملفات الصراعات خلال الفترة الأخيرة، والحرب الروسية- الأوكرانية دليل آخر.
لن أبالغ لو قلت إن مَن هم على رأس تلك المنظمات صاروا مجموعة من العاجزين أمام الفيتو وأمام تكتلات الأحلاف الكبرى والقوية، فقد صارت أصواتهم لا تقارن بأصوات القنابل التى تطلقها آلات الحرب.
لن أبالغ لو قلت إنه آن الأوان لمراجعة شعوب العالم موقفها من تلك المنظمات والأدوار التى كان من المفترض أن تمارسها.
عبداللطيف المناوي – المصري اليوم

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودارس ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودارس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق