اخبار السودان الان - محمد عبد الماجد يكتب: بغلة في موقف جاكسون!

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
 وصل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لقمة (العدالة) عندما قال : (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر ؟)... هذه عدالة تشمل حتى (البغال) قبل ان تظهر منظمات الرفق بالحيوان ومنصات التواصل الاجتماعي.  عدالة سيدنا عمر خرجت من هنا وليس من الشعارات او المبادرات.
 تمهيد الطريق يسأل عنه رأس الدولة .. عمر بن الخطاب كان يخشى الله ان يسأله عن تمهيد الطريق لبغلة في العراق .. فكيف ان افسد او بطش او قتل ؟ ..أية عدالة اعظم من تلك العدالة التى يجسدها عمر بن الخطاب لبغلة في العراق.
 نحن في السودان ما زلنا في انتظار تقرير لجنة اديب لمجزرة حدثت قبل اكثر من عامين.
 الفاروق قال قولته تلك قبل اكتشاف الكهرباء والأقمار الصناعية والجرارات وتمويلات البنوك الدولية والمنظمات العالمية ... قالها الفاروق والعراق كانت تبعد عن مركزه وتقع في اقصى حدود ولايته وتحتاج للوصول اليها من الحجاز مسيرة قد تصل للشهر.
 حياة البغلة كانت اكرم في ذلك العهد الذي كان يطبق فيه الاسلام بصورة صحيحة من حياة الانسان الآن.
 الاكيد لو ان البغلة التى كان يمهد لها الطريق في العراق لو مرت بموقف جاكسون لأصيبت بحالة من الاكتئاب يمكن ان تودي بحياتها. ويمكن ان تموت منتحرة بسبب المناظر التى يمكن ان تشاهدها في جاكسون.
 الحكومة السودانية ليست عاجزة فقط عن تمهيد (الطرق) للبغلة .. بل هي عاجزة عن تمهيد الطرق للإنسان . الأنكأ من ذلك انها عاجزة عن القضاء على (النفايات) التى اضحت ابرز معلم في الخرطوم.
 يحدث ذلك في العاصمة (محل الطيارة تقوم) وفي الطرق الرئيسية ، ولا عجب في ذلك اذا كان مطار الخرطوم نفسه غارق بسبب مياه الامطار.
 الامر تعدى مرحلة تعثر بغلة وأصبح يشكل خطراً على حياة الناس في الخرطوم بسبب تدهور البيئة وتوالد الذباب والبعوض.
 وقع هذا في عاصمة رفعت اللاءات الثلاث ضد الانكسار والخنوع والتراجع .. رفعتها ضد الاعتراف و التصالح والتفاوض.
 الآن نحن في حاجة الى (لا) واحدة نرفعها ضد الذباب والبعوض والنفايات.
 الخرطوم التى كانت تقرأ عندما تكتب القاهرة وتطبع بيروت غارقة الآن في بركة من المياه الآسنة.
 اعجب كيف تقبل الحكومة لنفسها هذا الوضع ؟ – لقد تحولت الخرطوم الى مكب عام للنفايات – الروائح النتنة تنبعث من كل الطرقات والمياه المتعفنة في عاصمة كانت تتميز بالمياه الصافية والخضرة والوجه الحسن.
(2)
 لن اتحدث عن الاحياء الطرفية او الشوارع الداخلية في الخرطوم، سوف احدثكم عن مناطق وشوارع تعتبر عنواناً للعاصمة.
 شارع المطار اضحى اقرب الى مناطق التنقيب عن الذهب – هذا الشارع الرئيسي والذي يدخل به الزائر للسودان اصبح في حالة مزرية – ليت ادارة المرور تشترط عند المرور بهذا الشارع اغلاق نوافذ السيارة درءاً للفضائح والروائح .. غير مقبول ان يكون الزائر الاجنبي او المواطن العائد الى بلاده اول ما تقع عليه عيناه في السودان كل هذا السوء .. اذا كان ذلك يحدث في شارع المطار كيف هو الحال في الصالحة وصابرين والكلاكلة اللفة؟
 شارع الستين اول ما تعلن هيئة الأرصاد الجوية عن امطار متوقعة يدخل الشارع برمته في حالة من الغرق – يحدث ذلك حتى وان كان المنذر أحمد الحاج قد اعلن عن توقعه لهطل امطار في الجنينة ناهيك عن الخرطوم.
 منطقة نادي الضباط وهو ناد فخيم لقوات الشعب المسلحة اصبح محاطاً بمياه الصحة.. ليته كان غارقاً في مياه الامطار – نادي الضباط يغرق في مياه الصحة – لا تستطيع ان تمر بنادي الضباط في العمارات إلّا اذا وضعت يدك على انفك.
 منطقة السوق العربي وموقف المواصلات في ميدان جاكسون والاستاد صارت عبارة عن طين وخبوب.
 في محطة (13) في شرق النيل لولا تعفن المياه لقلنا ان اهالي هذه المنطقة اكتشفوا فرعاً جديداً لنهر النيل يمر بمنطقتهم.
 كل هذه الاوضاع تعني عندي عدم وجود حكومة – حيث تغيب حكومة الولاية وتختفي المحليات.
 المنطقة التى تقع حول استاد الهلال في امدرمان جعلت الوصول لاستاد الهلال يشترط ان تجيد السباحة والرماية وركوب الخيل.
 ألا تشعر الحكومة بالخجل من هذه الاوضاع؟
 هذه الامور تحدث في المركز .. وتعيش فيها عاصمة البلاد التى تعتبر قبلة للمستثمرين وللأجانب والطلاب ورجال الاعمال.
 هذه الاوضاع لو كانت في ظل حكومة (مدنية) كنا سوف نسمع العجب!! انهم لا يملكون غير ان يلعنوا حمدوك.
(3)
 المفارقة ان البلاد بعد موسم الخريف وكوارث الامطار والسيول والفيضانات فقدت حسب الجهات المسؤولة (112) مواطناً كانوا ضحايا فقدتهم البلاد بعد بداية فصل الخريف ، في حين ان البلاد بعد اقل من عام من انقلاب 25 اكتوبر فقدت (117) شهيداً.
 من فقدتهم البلاد بسبب الاحتجاجات (السلمية) اكثر ممن فقدتهم البلاد بسبب الامطار والسيول والفيضانات.
 هذه البلاد منكوبة بالشر والخير أيضاً – امطار الخير والبركة تجعل البلاد تفقد (112) مواطناً – بينما فقدت البلاد بعد ثورة سلمية وظافرة وبعد سقوط النظام (117) مواطناً.
 صبراً آل السودان فان موعدكم (المدنية).
(4)
 بغم
 لا تستغربوا من ذلك .. ما يحدث في السودان شيء طبيعي اذا كانت خسائر (السلام) اكبر من خسائر (الحرب)!!
 اتحدث عن (الخسائر) لا اتحدث عن (الفواتير) .. لأن فواتير السلام يمكن ان تكون اعلى من فواتير الحرب اذا ذهبت في النمو والتطور والبناء.
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودارس ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودارس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق