اليمن والسعودية ... روابط الإخاء والتاريخ | مقال لـ ” حسن غالب “

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

العلاقات اليمنية السعودية تعد من أكثر العلاقات الدولية رابطًا ورسوخًا على المستوى التاريخي منذ التأسيس الأول للسعودية وعلى الرغم من تعاقب أنظمة الحكم وتغيرها في ظل هذا الترابط مبدأ سياسيا ثابتا كون البلدين على طول الخط السياسي يتعرضان لذات المؤامرات والمشكلات ما يجعلهما باستمرار يجدان أنفسهما ضمن ضرورة مشتركة للمواجهة الموحدة لتلك الأخطار الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار فيهما وبالنظر للحرب التي خاضتها السعودية مؤخرًا كقائدة للتحالف العربي  في اليمن فإن حقائق الواقع تشير إلى أن تلك الحرب نشأت جراء محاولات العدو الإيراني المتكررة لاختطاف اليمن من هويته العربية وتحويله إلى عنصر مهدد للسعودية والجوار ما يعني أن تلك الحرب لم تخضها السعودية ضد اليمن كما يروج مرتزقة إيران وأدواتها وإنما اضطرت السعودية للتواجد ضمن العربي إلى جوار اليمن لسد الثغرة التي من خلالها حاول المحتل السياسي والثقافي والعسكري انتزاع اليمن من عمقه العربي وجواره الاستراتيجي، فالمكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة العربية السعودية على المستوى الدولي وباعتبارها قائدة للعالم العربي والإسلامي بثقلها الفكري والسياسي والاقتصادي جعلها في رأس الحربة للدفاع عن اليمن والمنطقة العربية ضد كل المؤامرات التي تستهدف تمزيق النسيج العربي الواحد وصناعة صراعات دائمة بين الأشقاء يستفيد منها العدو الإيراني لتحقيق أطماعه التوسعية والسيطرة على المنافذ البحرية الهامة والتحكم بالتجارة والمصالح الدولية وهو ما دفع السعودية ومعها دول التحالف العربي لخوض حربًا شاملة في اليمن بهدف استعادته من مخالب المحتل الفارسي الذي تسلل إلى أرضه قاصداً تشويهه حضارياً وفكرياً وربط قراره السياسي بقرار المحتل الخارجي وتغيير تركيبته الديموغرافية لصالح الهوية القادمة مع المحتل عبر أذنابه الذين صنعهم لإنجاز هذه المهمة في اليمن وتسبب انقلابهم عام 2014م بأوضاع مأساوية مؤلمة يعيشها اليمنيون اليوم وتسعى السعودية بمسانداتها الإنسانية ومشاريعها التنموية المختلفة للتخفيف منها ودعم الحكومة للقيام بمسؤولياتها تجاه المواطنين وإنهاء معاناتهم وتحقيق احتياجاتهم من الخدمات الضرورية وتطلعاتهم بوضع آمن ومستقر. وهو ما يؤكد أن العلاقات اليمنية السعودية ثابتة في وعي مواطني البلدين ومنطلقاً لرسم السياسات في استراتيجيات قادة البلدين ومن الضروري تكريس هذا الوعي حتى لا ينفذ المحتل الإيراني مرة أخرى إلى وطننا العربي وتبقى اليمن منطقة مستقرة غير مهددة لأمن جوارها العربي

 

0 تعليق