اخبار اليمن | نيودلهي: التحديات والتأثير على الشركات الهندية الصغيرة نتيجة التوتر في البحر الأحمر

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر أربكت التجارة العالمية، حيث تسببت هجمات الحوثيين على السفن في استجابةٍ من الولايات المتحدة وحلفائها، مما تسبب في فوضى في التجارة البحرية، و تتحمل الشركات الصغيرة والمتوسطة في الهند، وخاصة المصدرين، أعباء آثار هذه الأحداث. و تكشف هذه الحالة عن ضُعف مُصدري الهند وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لحلول إبداعية ومساعدة حكومية لمعاونتهم على التكيف في السوق العالمية المتغيرة. 
 لنفحص بعناية المشاكل الرئيسية ونرى كيف يمكن للمصدرين التصدي لها بأفكار جديدة والحصول على دعم من الحكومة.

 
تتمثل التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة الهندية في:
• الاضطرابات اللوجستية وتأخير الشحنات:
أحد أبرز المخاوف التي تواجه المصدرين الهنديين هو جداول الشحن المتأخرة وغير المؤكدة. حيث أدى إغلاق الممرات البحرية الرئيسية وضرورة إعادة توجيه البضائع إلى تأخيراتٍ كبيرة وجعلت من الصعب جداً على المصدرين تلبية تعهدات التسليم. وهذا، بدوره، يضغط على علاقاتهم مع المشترين الدوليين الذين يشعرون بالإحباط المتزايد تجاه عدم التنبؤ في سلسلة التوريد.


•الضغط على رأس المال العامل وقوة التفاوض:
تسببت الاضطرابات في وضع ضغطٍ كبير على رأس المال العامل للمصدرين الهنديين، وخاصة اللاعبين الأصغر. و بالتالي تسببت الشحنات المتأخرة في إجهاد المصدرين من الشركات الصغيرة والمتوسطة بالبحث عن طرق بديلة مثل الشحن الجوي، والذي يكلف أكثر، مما يؤدي إلى تزايد الضغط على رأس المال العامل. و مع تأخير المدفوعات من المشترين الأجانب والحاجة إلى العثور على طرق شحن بديلة -وغالبًا ما تكون مكلفة أكثر- تُعاني العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة من أجل الحفاظ على سيولة أموالها.
من الممكن أن يكون هذا الضغط المالي عواقب واسعة، بدءًا من قدرتهم على تنفيذ الطلبات وصولاً إلى قابلية عملهم بشكل عام. علاوة على ذلك، أبرزت أزمة البحر الأحمر ضعف المصدرين الهنديين الأصغر حجمًا فيما يتعلق بعلاقاتهم مع المشترين الدوليين. و بفقدانهم لقوة التفاوض، غالبًا ما تُجبر هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة على قبول شروط دفع ممتدة أو حتى تنازلات تزيد من ضغوط رأس المال العامل لديهم.


•الوصول المحدود إلى شبكات اللوجستيات العالمية وشفافية سلسلة التوريد:
يواجه المصدرين الصغار والمتوسطين في الهند صعوبةً كبيرة في الوصول إلى شبكات اللوجستيات العالمية. و مع تعطل الممرات البحرية الرئيسية في منطقة البحر الأحمر، يكون لدى هؤلاء اللاعبين الأصغر حجمًا خياراتٍ محدودة لإعادة توجيه بضائعهم. و هذا النقص في المرونة وعدم الوصول إلى طرق بديلة يضعهم في موقف تنافسي ضعيف مقارنة بنظرائهم الأكبر، الذين قد يمتلكون مزيدًا من الموارد وقوة التفاوض. بالإضافة إلى ذلك، عدم شفافية سلسلة التوريد تجعل من الصعب على المصدرين الهنديين الأصغر التصدي للمخاطر المرتبطة بمشتريهم الأجانب، مما يزيد من ضعفهم خلال الأزمة.


•الحلول التكنولوجية وتدخلات الحكومة أمل للمصدرين:
في ظل هذه التحديات الصعبة، يمكن أن توفر التكنولوجيا ودعم الحكومة أملاً للمصدرين الهنديين، وخاصة اللاعبين الأصغر. على سبيل المثال، يمكن أن تقدم منصات تمويل سلاسل التوريد المستندة إلى البيانات حلاً مبتكرًا لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الحصول على دعم رأس المال العامل والحصول على رؤى حول ملامح المخاطر المتعلقة بمشتريهم الدوليين. كما يعملون على توضيح ملامح المصدرين الهنديين، وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، أمام العلامات التجارية الكبرى والمتاجر في الولايات المتحدة وأوروبا، لتوليد فرص واستدامة إضافية لهذه الأعمال. و من خلال الاستفادة من هذه المنصات، يمكن للمصدرين التعامل بشكل أفضل مع المياه المضطربة لأزمة البحر الأحمر وتحسين إدارة سيولة أموالهم.
كما اتخذت الحكومة الهندية أيضًا إجراءاتٍ استباقية لدعم قطاع التصدير خلال هذه الأزمة. حيث أعلن وزير التجارة والصناعة الاتحادي مؤخرًا عن إنشاء فريق عمل مكرس تحت إشراف وزارة التجارة لتحديد وتصنيف وتطوير استراتيجيات مخصصة لحل العوائق غير التعريفية التي يواجهها المصدرون. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الحكومة المساعدة المالية من خلال برامج مثل شركة ضمان الائتمان التصدير (ECGC)، التي تقدم تأمينًا ضد مخاطر التصدير. وعلاوة على ذلك، تجري جهود تعاونية مع الشركاء الدوليين لمعالجة المخاوف الأمنية في البحر الأحمر وتشجيع شركات الشحن على استئناف العمليات العادية.


الاستنتاج:
مع استمرار أزمة البحر الأحمر في التطور، يجب أن يظل المصدرون الهنديون يقظين ومتكيفين لمواجهة التحديات المتغيرة. و من خلال استغلال قوة التكنولوجيا ومنصات تمويل سلاسل التوريد المستندة إلى البيانات ودعم الحكومة، يمكن للمصدرين التغلب على العقبات التي تواجهها نتيجة اضطراب ممرات الشحن والظروف السوقية القابلة للتقلب.
علاوة على ذلك، من خلال تعزيز التعاون والابتكار، يمكن للمصدرين الهنديين أن يستعدوا لتحقيق النجاح على المدى الطويل في منظومة عالمية تتغير بسرعة. و بينما نقود في هذه المياه المضطربة، يجب أن نتبنى المرونة والابتكار والتعاون لتحديد مسار نحو مستقبل أفضل للمصدرين الهنديين.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة يمن فيوتشر ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من يمن فيوتشر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق