همسات من واقع الغربة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
اقلام حرة, صحافة نت فقط 04 نوفمبر 2019 0

1

 

بقلم – ناجي المفلحي

الإمام الشافعي: “تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلى…وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ: تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد…

يمكن القول إن شعر الإمام الشافعي لخص أهداف الاغتراب ، على إن المغترب معني باختيار  هدفه ورسم خطته وتحديد  المدة  الزمنية لتحقيق ما يريده من غربته، ولكن حين أنظر من  واقع تجربتي البسيطة المقدرة ب 11 عام  تعرفت خلالها عن الكثير من الأخوة والأصدقاء من الجاليات العربية وغير العربية وحاولت المقارنة بين كيفية وماهية الاغتراب بالنسبة لمختلف الأشخاص الذين تعرفت عليهم وقابلتهم وطبيعي أن لكل مواطن وجماعة وشعب طريقة ونظرة مختلفة ، لكن  وجدت أن قطاع كبير من مغتربي وقليل من الجالية الهندية والبنجالية يعيشون الاغتراب بتخبط وبلا هدف .. وهذا جعل الكثير  منهم عرضة للمشاكل في البلد الذي يغتربون فيه ..

فمثلا اذا نظرنا الى المغترب المصري تجده قد رسم أهدافه قبل الاغتراب ووضع جدول زمني معين للعودة النهائية بعد تحقيق الأهداف المرسومة ولايواجه مشاكل في حال صدرت  قرارت حول الاغتراب ،  فتجده يغادر الى بلاده بصدر رحب وقناعة تامة بدون ندم او حسرة فقد حقق ما جاء من اجله . لكن حال اليمني تجده منذ تطئ قدمه أرض الاغتراب وحصوله على عمل يحسن وضعه المادي تتلاشئ عنده فكرة العودة الى أرض الوطن ويوما بعد يوم تجده وكأنه صار ابن للبلد للذي يغترب فيه حتى لو كانت تواجهه اشكاليات كثيرة وينسى أنه في الحقيقة مجرد عامل ومغترب ولا يوجد لتعلقه وحبه ونسيانه لوطنه أي اعتبار  ..

والأمر والأدهى  من ذلك أن البعض يغير لهجته وعادته وتقاليده حتى على ابناء جلدته ولا يقتصر هذا عليه بل أن هناك من يغرس في ابناءه ثقافة التنكر والكره لبلده الأم وهنا تكمن مشكلة كبرى نسأل الله لمن وصلوا إلى هذا المستوى أن يهديهم الله ويعيدهم إلى الصواب .

وعلى سبيل المثال وجدنا المغترب والجالية اليمنية في المملكة العربية السعودية  أكبر  المتضررين من القرارات المتعلقة برسوم المرافقين ، وحينها  شاهدت حجم الحسرة والندم الذي لحق بغالبية   ممن اغتربوا بدون هدف ورؤية ويتمنون العودة الى نقطة البداية لكي يعيدوا ضبط وضعهم بعد أن أدركوا أن الاغتراب ليس انتماء ولا رحلة عشوائية أو اقامة سرمدية  .

والمتأمل إلى المغترب اليمني يجد أكثر من موقف وحدث يجعل من يفكر بالغربة أن يحرص كل الحرص على وضع حساباته من البداية ولعل تعرض الجالية اليمنية  للتهجير  من دول الخليج في العام 1990 بسبب قرار سياسي لم يكن لهم ذنب فيه  سواء جنسيتهم  إضافة إلى الوضع الحالي الذي يعيشه المغترب بسبب الإصلاحات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية .

فالمشكلة في الأساس فينا المغتربين وعلينا قبل نحسن وضع أسس وبدايات الاغتراب لكي تكون النهايات ايجابية وجميلة وليست كارثية .

#ناجي المفلحي

شاركنا ..

إعجاب تحميل...

وسوم :


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة يافع نيوز ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من يافع نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك