هيئة علماء اليمن تدعو لمعالجة تدهور سعر صرف الريال وتقترح عدة وسائل لذلك

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

أكدت هيئة علماء اليمن ان تدهور سعر صرف الريال اليمني يؤثر بشكل خطير على حياة الناس ومعيشتهم واقواتهم ودعت الهيئة في بيان صادر عنها  إلى سرعة معالجة تدهور الريال اليمني واقترحت عدة وسائل لذلك منها استئناف تصدير النفط والغاز وطالبت الحكومة بالسعي لدى التحالف للمساعدة في معالجة التدهور الاقتصادي. نص البيان :  

الحمد لله رب العالمين القائل في وصف عباده المؤمنين الصادقين{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 2 - 4]، والذي أنزل سورة كاملة في ذم من لا يحض على طعام المساكين ومن شابههم فقال سبحانه: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: 1 - 7]

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه القائل " أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "(رواه البخاري ومسلم)، والقائل "  اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به"(رواه مسلم).       

  أما بعد :
فإن هيئة علماء اليمن استشعارا منها بالمسؤولية الملقاة على العلماء بوجوب النصح والبيان، والإسهام في اقتراح ما يمكن من معالجات لما يحصل من تدهور في سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأخرى، وما نتج عنه من ارتفاع نسبة التضخّم، وزيادة أسعار السلع والخدمات، وانعكاس ذلك بشكل خطير على معيشة اليمنيين وأقواتهم وسائر ضرورياتهم وحاجياتهم التي تحفظ حياتهم وكرامتهم وبصورة غير مسبوقة في تاريخ اليمن المعاصر.
 فإن هيئة علماء اليمن تبين ما يلي:

أولاً: تُذكّر الهيئة بأن الانقلاب المشؤوم  في21 /سبتمبر / 2014م  ، قد أنتج مآسي وكوارث على الشعب اليمني دولة ومجتمعاً، وبأن ما يجري اليوم من تدهور لسعر صرف الريال اليمني ما هو إلاّ احدى هذه الكوارث، سيما بعد نهب الانقلابيين لاحتياطي النقد الأجنبي للجمهورية اليمنية الموجود في البنك المركزي بصنعاء.

ثانياً: تؤكد الهيئة أن على الدولة اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية بذل كل ما في وسعها لتوفير المتطلبات الضرورية لمعيشة المواطنين، وأنه في ظل تدهور سعر صرف الريال اليمني، وحصول الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية والدواء، فإن على الدولة السعي الحثيث لتوفير النقد الأجنبي لتمويل استيراد تلك السلع وبيعها للمواطنين المحتاجين بأسعار مخفضة تتناسب مع الوضع الذي تمر به البلاد، وأن يكون ذلك من أهم أولويات مهامها في هذه المرحلة.
ثـالثـاً: تدعو الهيئة الحكومة الشرعية إلى الإسراع في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإعادة الاستقرار إلى السوق المصرفي والتجاري اليمني وتقترح في سبيل ذلك مايلي:

1- الاسراع في استئناف صادرات النفط والغاز ليشمل جميع القطاعات الإنتاجية، واعادة تشغيل مصفاة عدن وتوسيع طاقتها الانتاجية لتلبي كل احتياجات الشعب اليمني من النفط في كل مناطق الجمهورية، والعمل على استخراج ثروات اليمن النفطية والغازية والمعدنية، وتسويق انتاجها عالمياً، مع الاستفادة في هذا الشأن من خبرات أشقاءنا في دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية .

2- إستئناف تصدير المنتجات اليمنية الزراعية والسمكية والصناعية والمواد الخام.
3- وقف استيراد السلع الكمالية وغير الضرورية بصورة مؤقتة حتى يستقر سعر الصرف.

4- السعي لدى أشقائنا دول التحالف العربي وغيرها من الدول التي يوجد بها مغتربون يمنيون لتسهيل وتسريع عمليات تحويلات المغتربين اليمنيين، بما لا يخالف الأنظمة المتبعة في هذا الشأن.
 
5- السعي لدى أشقائنا في التحالف العربي والدول العربية والإسلامية لتقديم منح وودائع إضافية لدعم البنك المركزي اليمني في العاصمة الموقتة عدن.

6- اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لإعادة ثقة المواطنين والمستثمرين بالبنوك الحكومية والتجارية اليمنية ، وبما يشجعهم على القيام بعملياتهم  المالية والمصرفية في النظام المصرفي الرسمي الحكومي والأهلي، بعيدا عن السوق السوداء.

7- منع بيع وشراء العملات الأجنبية في السوق السوداء، واتخاذ العقوبات الصارمة بحق من يثبت قيامه بذلك .

8 – ترشيد النفقات الحكومية ، واخضاعها لهيئات رقابية تضمن تحقق الشفافية والاستخدام الأمثل لتلك النفقات، واتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الفساد.

9- ضبط موارد الدولة وتوريدها إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.

10- الالتزام بقانون طباعة العملة ، ومراعاة الشكل المتعارف عليه، فقد احدث تغيير شكل العملة الجديد ارباكاً وتخوفاً لدى المواطنين من احتمال الغاء الشكل القديم.

11- التزام الدولة بتوفير العملة الأجنبية لجرحى الجيش الوطني والمقاومة والمدنيين والمرضي، وفقاً لآليات محددة حتى يخف الطلب عليها من السوق السوداء.

12- إشراك القطاع الخاص اليمني والبنوك التجارية وجمعية الصرافين اليمنيين مع اللجنة الاقتصادية الرئاسية في وضع الحلول والمعالجات المستمرة لأزمة سعر الصرف ، والاستفادة من خبراتهم في هذا الشأن، بما يحقق تكامل الجهود الرسمية والشعبية لمنع انهيار الاقتصاد اليمني، ويعزز الثقة بالريال اليمني كعملة وطنية مستقرة.

13- تسهيل وتشجيع الاستثمار للأفراد والشركات والقطاعات الحكومية، والشركات الأجنبية بما لا يتنافى مع الشريعة الإسلامية الغراء ومصالح اليمن.
رابـعـاً: تحذر الهيئة من الجهات السياسية التي تقف خلف تدهور العملة بغية اسقاط الحكومة وصولا لإسقاط الشرعية لتحقيق مكاسب فئوية أو مناطقية.
خامساً: تدعو الهيئة الحكومة الشرعية بالتعاون مع أشقاءنا في التحالف العربي، لاتخاذ كل ما من شأنه بسط الأمن والاستقرار وتثبيتهما، وعودة الرئاسة اليمنية والحكومة وقيادات الدولة إلى داخل الأراضي اليمنية لممارسة وظائف الدولة، والقيام بمسؤولياتهم وأنشطتهم ، وتثبيت سلطة الدولة وحكم القانون، والعمل على عودة ثقة المجتمع الدولي بالدولة اليمنية، وعودة البعثات الدبلوماسية والقنصلية للعمل في البلاد.
سادساً: توصي الهيئة الميسورين من أبناء اليمن بالتراحم وتفقد الفقراء والمحرومين، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون: 10، 11]، وقال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد: 7]
   أخيراً نسأل الله العلي القدير أن يرفع هذه المحنة عن أبناء اليمن، وأن يفتح لهم من بركات السماء والأرض، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.  
 
صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 24 ذي الحجة 1439هـ.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة وطن الغد ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من وطن الغد ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق