أما من الناحية الروحانية، فيرجع ذلك لتقرب المؤمن من ربه، وبذلك يكون تصحيح مسار العبادة وتزكية النفس التي لطالما أسرفت في الفتن والمعاصي والآثام، وعليه تلين القلوب من بعد قساوتها وتتطهر الأنفس من بعد غفلتها، وهي فرصة كبيرة للمؤمن أن يغذي روحة بالعبادات.أما من الناحية السلوكية فتتباين الأخلاقيات بين فرد وآخر، وذلك نظرا للمفارقة في الفهم والمعنى في الاختلاف بين القيم والأخلاق، وبينت في مقالات سابقة أن الأخلاق مستمدة من «الخلق» أي من المبادرة والعمل، أما القيم فهي شيء آخر من النهج والمفهوم والأبعاد الاجتماعية والنفسية المنعكسة على الفرد والمجتمع، فجميع الناس لديهم خلق ولكن القليل من لديهم حصيلة قيم عالية يرتقي بها الفرد منهم إلى درجة الإحسان، ومن رحمة الله علينا أن جعل للصوم غاية في إثراء القيم حتى تغرس بالفرد بدل افتقاره.
والقيم كثيرة في معانيها ومتنوعة، ومن رحمة الخالق أن جعلها كالسلسلة الغذائية قيمة تتغذى على قيمة أخرى وبالتالي تعزز القيم بشكل كبير ويرتقي معها الفرد، على سبيل المثال: النظام يعزز الغيرة، الاستئذان يعزز الاحترام والاهتمام، ولذلك نجد أولى القيم التي أشار إليها القرآن في تنشئة الأطفال السلوكية هي قيمة الاستئذان، فرمضان فرصة لتعزيز الكثير من القيم المفقودة والتي لربما لا تستطيع الأسرة الواحدة أن تعززها جميعها في أبنائها.فكلما امتثلت العادات السلوكية في رمضان للبساطة، كان باب تعزيز القيم أوسع، وكلما كان هناك التزام كبير بالمبادئ الإسلامية كان هناك مجال أوسع في الارتقاء بالسلوكيات والفكر السليم الذي لا يعتريه الالتواء عن الفكر الصحيح القويم.
وبذلك نجد غالبية أبناء المجتمع اليوم تنشأ اهتماماتهم الرمضانية من اقتناء الأواني واللباس إلى جانب الموائد المتنوعة والمتلونة والزينة بالهلال والفوانيس،، وغيرها من تلك المظاهر التي تنم عن الجهل وعدم المعرفة بأمور الدين والدنيا.
نسأل الله السلامة من كل فتنة ومكروه، ومبارك عليكم الشهر.
شيخة العصفور – الأنباء الكويتية
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودارس ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودارس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق