اخبار السودان من كوش نيوز - محمد عبد الماجد يكتب: المشكلة في المعارضة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
تبقى (المعارضة) في أي دولة هي المقياس الحقيقي لنجاح الحكومات او فشلها وهي الجهة التى تعرف بها تطور الدول وتقدمها. الحكومات في الدول المتقدمة تبقى حكومات (برنامج)، تسأل من بعد ذلك اذا فشلت فيه ولا يثنى عليها اذا نجحت لأن الطبيعي يجب ان يكون كذلك.
البرنامج نفسه لا تضعه الحكومات.. البرنامج يضعه الشعب ومؤسسات الدولة المختصة.
لا يعقل ان يحدد لك (عسكري) قدراته العلمية محدودة وآفاقه ضيقة سياسات الخارجية واقتصاد البلاد والسلم التعليمي والنظام الغذائي الذي يجب ان تتبعه ولون القميص الذي يجب ان تلبسه والبرنامج التلفزيوني الذي يجب ان تتابعه.
فساد الحكومات يبدأ من فساد المعارضة، عندما تكون هنالك معارضة محترمة وشريفة وقائمة بدورها على الوجه الاكمل لا تستطيع الحكومات ان تفسد او ان تتجاوز الخطوط الحمراء مهما كانت قوتها. المعارضة الهادفة قادرة على ان تجعل الحكومات بكل جبروتها وسلطاتها (تمشي في العجين ما تلخبطو).
كذلك علينا ان نفرق بين المعارضة من اجل الهدم والمعارضة من اجل البناء.. هنالك معارضة من اجل المعارضة وهذا امر يمكن ان يتجسد في الحزب الشيوعي السوداني.. فهو حزب عارض يعارض معارضة.
ليست هنالك عدالة مطلقة، لن نصل في هذا الجانب الى الطموحات ونحن نعاني من الانحسار في كل شيء في الاقتصاد وفي السياسة وفي الثقافة وفي الرياضة وفي المجتمع.
بلاد تفتقد للبنية التحتية في الصحة وفي التعليم وفي الطرق وفي الرياضة وفي الثقافة هل يمكن ان تتحقق فيها العدالة؟
النهضة تبدأ من البنية التحتية.
في ظل هذه الاوضاع البحث عن العدالة الكاملة ضرب من الجنون .. لكي نصل الى العدالة الكاملة علينا ان نمشي خطوة خطوة .. لن يتحقق لنا ذلك بصورة عشوائية او بين ليلة وضحاها ان لم يكن هنالك برنامج وسياسة نمشي عليها لمدة دهور.
العدالة في المعارضة مفقودة .. هل يمكن ان نجدها في الحكومة؟
النخلة لا تطرح ثمرها إلا بعد (10) سنوات او (4) او (3) سنوات على حالة وكذلك شجر وكل الاشياء المثمرة والناجحة تحقق ذلك بعد عمل دءوب وفترة زمنية طويلة ومنظومة جماعية ولنا في (النحل) الذي يخرج من بطونه شراب مختلف الالوان العظة والعبرة.
نحن نريد ان نحصد قبل ان نزرع.
هنالك نجاحات الوصول اليها يتم عبر المنظومة (الجماعية) .. والحكومات الناجحة لا تنجح وحدها .. ولا تنجح من فراغ.
النجاح منظومة كاملة... مثل فريق كرة القدم لا يحقق البطولات إلا اذا كانت هنالك منظومة كاملة تسعى من اجل ذلك.
(2)
من الاخطاء التى وقعنا فيها اننا كلنا عارضنا الحكومات الديمقراطية واعتبرنا ان الجهد الذي يمكن ان نقدمه للوطن في ظل الحكومات المدنية والديمقراطية يتمثل في معارضة تلك الحكومات.
اسهل شيء ان تعارض الحكومة المدنية.. الامر لن يكلفك غير (قيقا) واحدة.
حكومات الصادق المهدي في فترات مختلفة من (الديمقراطيات) كنا نحاسبها على الورقة والقلم.. حاسبنا حكومة الصادق المهدي بعد ثورة ابريل المجيدة على (رطل السكر) وكان الشارع يخرج اذا حدثت زيادة في الرغيف او في تعرفة المواصلات.
طلبة المدارس كانوا يخرجون رفضاً لزيادة سعر (الجبنة).
انف الصادق المهدي الطويل لم يكن يسلم في حالة زيادة أي سلعة.
حكومة حمدوك وقفنا لها على سعر (رطل اللبن).. وأصبح هنالك معارضة شعبية، سعر (رطل اللبن) هو المحرك الفعلي لها وهو شاغلها وبرنامجها الاساسي.
الشارع السوداني نفسه يمكن ان يصبر على الحكومات العسكرية (الدموية) والفاسدة (30) سنة او (16) سنة لكن لا يصبر على الحكومات الديمقراطية (3) سنوات.
حتى الحزب الشيوعي السوداني ظل يعارض الحكومات العسكرية من تحت الارض برفق، اما الحكومات الديمقراطية فقد عارضها من سطح الارض بقوة وضراوة.
يمكن طبيعة الحكومات الشمولية القاسية تفرض على المعارضة اسلوباً معيناً في معارضتها .. لكن الثمن الذي كان يدفعه الوطن حيال تلك المعارضة (الناعمة) كان كبيراً والمسؤولية هنا تقع على (المعارضة) وليس على (الحكومة) وحدها.
كيف صبرنا على حكومة الانقاذ (30) سنة وهي بكل هذا السوء والفساد والقمع والدم؟
الذي جعلنا نصبر على حكومة الانقاذ (30) سنة يجب ان يجعلنا نصبر على غيرهم (5) سنوات .. الحكومات الديمقراطية لا تريد فترة زمنية اكثر من ذلك لإثبات نجاحها.
(3)
من بين ادماننا للمعارضة والاعتراض والرفض ان هنالك اجساماً مشاركة في الحكومة تقوم بمعارضة الحكومة التى تشارك فيها.
تخيلوا ان مناوي وجبريل واردول عارضوا حكومة كانوا هم جزءاً منها من اجل حكومة ان يكونوا هم كل شيء فيها.
وكذا الحال بالنسبة للبرهان وحميدتي.. كل منهما يعارض الاخر.
البلاد الآن في مرحلة انفتاح ونمو وهذا الامر يحتاج للاستقرار .. لذلك يستهدف النظام البائد (الاستقرار) ، لأنه يعلم ان المهدد الرئيسي له (استقرار) البلاد.
اذا لم تكن هنالك قوانين ولوائح انضباط ومحاسبات سوف ينقطع عقد هذه البلاد، والعقد الذي نتحدث عن انقطاعه ليس العقد السياسي وحده وإنما العقد الاجتماعي ايضاً.
مؤسف ان تعارض من اجل الفوضى والتفلتات والخراب.
المدنية لن تتحقق إلا عن طريق السلمية والحوار والتضحيات العظيمة.
الفوضى تحقق اهداف الاطراف الاخرى فاجتنبوها.
البندقية لا منتصر معها.
ابعدوا الوطن عن اهدافكم ومطامعكم الخاصة.
(4)
بغم
الحكومة القادمة لا تهمنا كثيراً.. تهمنا المعارضة الراشدة.
معارضة صاح تعني حكومة صاح.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودارس ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودارس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق