- أفرزت مشروعات السدود واقعاً جديداً في المعادلة التنموية بالبلاد ليس على صعيد إنتاج الكهرباء فحسب وإنما عززت من دعم التنمية في محاور البنى التحتية من طرق وكباري وخدمات صحية وتعليمية وذلك في إطار المشروعات المصحابة لقيام السدود. مشروع أعالي عطبرة وسيتيت الذي يمثل من اكبر المشروعات التنموية بولايات الشرق لانتاج 320 ميقاواط من الكهرباء شكل حالة خاصة لمواطني ولاية القضارف ،عبر مشروع الحل الجذري للمياه ، حيث لامس هذا المشروع اشواق وتطلعات المواطنين بعد معاناة طويلة مع مياه الشرب استمرت لسنوات ليست بالقصيرة.كما لم تنحصر مكاسب مشروع مجمع سدي أعالي عطبرة وسيتيت في إنتاج الكهرباء بل إتسعت لتشمل مسارات تنموية أخرى على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي فقد نفذت وحدة تنفيذ السدود في مشروعات إعادة التوطين( 30) ألف وحدة سكنية بواقع ( 11 ) مدينة سكنية وفرت فيها الخدمات كافة.لقد تحقق حلم إنشاء هذا المشروع الذي مثل الضلع الثالث في مسيرة بناء السدود الحديثة في السودان.في اليومين الماضيين أعلنت وحدة تنفيذ السدود بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء انتهاء العمل بمجمع سدي نهري عطبرة وستيت واكتمال جاهزيته للافتتاح.وقال المدير العام للوحدة عمر أبوالقاسم خلال الاجتماع الاجتماع الدوري للمكتب التنفيذي للوحدة، إن العمل اكتمل في مجمع سدي نهر عطبرة وستيت في جميع الجوانب الهندسية والفنية، مؤكداً أنه أصبح جاهزاً للافتتاح خلال الأيام القادمة بعد التنسيق مع قيادات الدولة.وأوضح أبوالقاسم أن المشروع سيسهم في إنتاج 320 ميغاواط في الشبكة القومية للكهرباء بجانب ري المشروعات الزراعية وتوفير المياه لمشروع حلفا الزراعي وإسهامه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بجميع الولايات خاصة الشرقية .وأكد اكتمال العمل في المدينة السكنية ومدن إعادة توطين المتأثرين بالمشروع وأشار إلى أن العمل في مشروع مياه القضارف يمضي باعتباره حل جذري بصورة جيدة .ويشير د. محمد عبد الرحمن الخبير الاقتصادي إلى أن مشروع سدي أعالي عطبرة وسيتيت يُعد من أكبر المشروعات التنموية في البلاد لجهة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية التى حققها المشروع في صدارة ذلك زراعة مليون فدان من الأراضي الزراعية لصالح مايقارب سبعة ملايين نسمه يشكلون ثلث سكان السودان، مؤكداً أن المشروع سيخرج الاقليم من قائمة المناطق الأقل نمواً في البلاد الى المساهمة الفاعلة في إقامة مشروعات تنموية واسثمارية ضخمه من شأنها أن توفر، كما هائلاً من الوظائف لأهل المنطقة مما يساهم في مكافحة البطالة والفقر.ومن أبرز نجاحات وثمرات المشروع تنفيذ مياه القضارف فقضية العطش بالقضارف إمتدت لسنوات طويلة ويقال أن تسمية (القضارف جاءت من كلمة (قضاريف ) من دلاله السلسلة الجبلية وطبيعة المنطقة ذات الصخور الاساسية في كثير من أجزائها مما يؤشر الى وجود تحديات في المياه الجوفية بالمنطقة.وقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة الماضية توسعاً سكانياً كبيراً على المستويين الرأسي والأفقي وهجرات متواصلة لموقعها الحدودي في ظل ضعف مواردها المائية ، الا أن موضوع العطش بالقضارف أصبح من صفحات ا لماضي بفضل انفاذ وزارة الموارد المائية والري والكهرباء ممثلة في وحدة تنفيذ السدود لمشروع مياه القضارف والذى انطلق العمل فيه في يوليو من العام 2014 بعمل حفريات الأعمال الخرصانية.ويشير المهندس محمد سليم بلل بوحدة تنفيذ السدود أن مشروع الحل الجذري يعمل على إمداد منطقة القضارف ب(75) ألف مترا مكعبا من مياه الشرب يومياً ، حيث يتم سحبها من البحيرة خلف السد ومعالجتها في محطة المعالجة الواقعة داخل مجمع سد أعالي عطبرة وستيت ثم ضخها في خط أنابيب بطول (70) كيلو مترا إلى مدينة القضارف، حيث يتخلل الخط الناقل للمياه (محطة تعزيز) تقع في منتصف المسافة أي على بعد (35) كيلو من مجمع السدين وخط الأنابيب الناقل للمياه لمدينة القضارف والذى يمتد حتى الخزان الرئيسي الواقع في (جبل الجيش) بسعة (10000) متر مكعب واضاف هناك خزان علوي توزع منه المياه لأحياء مدينة القضارف وهو خزان (الشميلياب)، الذى يقع على بعد (6) كيلو مترات شرق القضارف بسعة (10000) متر مكعب.