وحتى إذا تركنا أمر السياسة وانتهاء صلاحية النظام وقلنا إن المشكلة في الاقتصاد فهل بلغ الأمر بالمؤتمر الوطني وحكومته أن يكون متحدثها في الاقتصاد هذا الشخص الذي تم تنصيبه على رئاسة البرلمان ثم على رئاسة قطاع الفكر والثقافة وهو يبشّر المواطنين بأن المطابع دارت وسوف تطبع العملة إلى ما شاء الله (ربربربرب) فهل يمكن أن يدار الاقتصاد دعك من السياسة بهذه (الربربة) وبطباعة رزم العملة وتصوير ذلك في التلفزيون في جولة للوزير الأول وبرفقته محافظ البنك المركزي وهما يبتسمان ربما (انبساطاً) من هذا الانجاز الاقتصادي غير المسبوق! ولا شك إن محافظ المركزي هو أول من يعلم بأن طباعة العملة (ربربرب) لا تعنى أكثر من زيادة معدلات التضخم بذات الدرجة من (الربربة) ومعناه زيادة الأسعار بمعدلات تفوق الحالية بدرجات عالية؛ فإذا كانت مجرد طباعة رزمات من العملة تحل أزمات الاقتصاد المُستحكمة، فلماذا وقد أصلحت الحكومة مطابعها - والورق موجود- لا يتم طباعة كميات أكبر تزيد على حجم أوراق الدولار وتتخلص من الأزمة بضربة واحدة؟!..هل القصد من طباعة النقود مجرد اختفاء الصفوف والسماح للناس بسحب نقودهم؟..وهل هذا إجراء سياسي أم اقتصادي؟ وهل يؤمن محافظ بنك السودان فعلاً بأن الحل في طباعة أوراق النقود؛ أم أنه (يجامل الحكومة) ويشترك في خديعة الناس بأن الاقتصاد سوف ينتعش بطباعة المزيد من الأوراق الملونة التي تسبح فيها الأسماك؟!
من أسوأ المآلات ألا يقدّم خبراء الاقتصاد النصح الحقيقي لمن يقومون باستخدامهم من باب الخبرة أو الموالاة حتى (يستحلوا رواتبهم) ولن نتكلم عن واجب الإخلاص في العمل من أجل الوطن والمواطنين! ألا يعلم محافظ المركزي ما يجري من تلاعب بمقدرات الاقتصاد وألا يرى (الثقوب السوداء) التي تبتلع عائد موارد البلاد طوال السنوات الماضية..ألا يشاهد ما يجري من مضاربات في العملة واختلالات في قروض المصارف وضماناتها؟..وما دام الحديث عن البنوك والاقتصاد فما أبلغ عبارة رجل الأعمال الأمريكي وارين بافيت التي يقول فيها (عندما ينحسر المد سوف نكتشف من كان يسبح عارياً)..!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سودارس ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سودارس ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق