اخبار السعودية - بعد المصارحة والمكاشفة .. لماذا يجب قبول اعتذار عائض القرني؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

لم تكن الحلقة التي جمعت الدكتور عائض القرني؛ بالإعلامي عبدالله المديفر؛ على قناة “روتانا خليجية” مجرد اعتذار من داعية إسلامي، وأحد أهم رموز ما يُسمّى تيار “الصحوة”، عن مجرد فترة سابقة، لكنها كانت مصارحة ومكاشفة مهمة في توقيتٍ حسّاس، وفي ظل دفع الدولة باتجاهاتها السياسية والدعوية والثقافية والشعبية نحو العودة إلى الإسلام الوسطي الذي لطالما كانت السعودية إحدى أبرز مناراته، وأهم روافده، وحلقة جديدة من سلسلة المراجعة الفكرية التي بدأها “القرني”؛ قبل أعوام عديدة بعد تخليه عن تشدُّده القديم.

ردود الفعل الواسعة حول الحلقة تُعطينا خلفيةً جيدةً حول ما تعنيه تلك المكاشفة لفئات الشعب السعودي، على اختلاف مشاربهم وتنوعاتهم؛ لأنها تأتي من رجلٍ يحظى بشعبية كبيرة؛ ليس في المملكة فقط، لكن في جميع أنحاء العالمين العربي والإسلامي، كما أنها تمثل شجاعة فائقة للعودة إلى جادة الصواب، والاعتراف بخطأ سنين خلت، خاصة أن “القرني” كان يعلم أن اعتذاره لن يأتي على هوى “البعض”، وسيفتح عليه أبواب الانتقادات والتخوين وسيل الاتهامات من الإعلام القطري وأذنابه المؤدلجين. وفي ظل ردود الفعل الواسعة التي اتسم سوادُها الأعظم بالإيجابية، فإن القبول بمراجعة “القرني”؛ واعتذاره الشجاع، أمرٌ مهمٌ لفتح صفحة ومرحلة جديدة في التاريخ السعودي، نحو مشروع البلاد الحضاري الذي تسير فيه باتزان للأمام.. ويمكن إيجاز الأسباب من خلال السطور الآتية:

باب “المراجعة” مفتوح

– تفتح مراجعة “القرني” الباب أمام مراجعات أخرى من رواد تيار “الصحوة”، وغيرهم ممّن أخذهم الغُلو الديني بعيداً عن سماحة الإسلام ووسطيته؛ للتراجع عمّا اقترفوه من ذنبٍ في حق المجتمعيْن السعودي والعربي؛ بسبب آراءٍ وأفكارٍ ظلامية لا تنسجم مع تعاليم الدين السمحة التي غزت المجتمع خلال الـ 40 سنة الماضية، وضيّقت عليه في معيشته، كما أنها فرصة للشباب الذين قد تأخذهم الحماسة لتبني أفكار متشدّدة للعودة إلى الطريق الصحيح بعد سماع كلام داعية إسلامي له وزنه في عالم الدعوة.

الأخطاء واردة

– حدوث الأخطاء دائماً واردٌ في جميع مناحي الحياة، سواء للمشتغلين بالعلم والفكر والدعوة، أو غيرهم من عوام الناس، كما أن التراجع عن الخطأ، والقيام بما يُسمّى “المراجعة الفكرية” من بين الأمور المعتادة في الوسط الفكري، وبين الدعاة والفقهاء والفلاسفة، فاختلاف الأزمان والأحوال والمكان، يستدعي تغيير طريقة التفكير بما يتناسب، كما أن للنضج الفكري، والرصيد المتراكم من الخبرات والعلم على مدار السنين دوراً في تجديد الرؤى والمفاهيم، ولا يستطيع غير أصحاب المرونة الفكرية والعقلية تقبُّل ذلك، والعمل بمقتضاه.

خياران لا ثالث لهما

– تضع مكاشفة “القرني”؛ أهل التشدُّد والغُلو أمام خياريْن لا ثالث لهما، إما الاعتدال والبدء بمراجعاتهم الفكرية بما يتناسب مع وسطية الإسلام وسماحته، وبما يقتضيه واقع الأمة التي مزقتها مخالب التطرُّف، وأدّى إلى نشوء جماعات تكفّر المجتمع، وتحارب أهله، وتضع نفسها فوق القانون، ونصبت نفسها ولياً على الناس مضطلعة بأدوار الدولة، أو أن يلفظهم المجتمع نهائياً ويصبحوا جزءاً من التاريخ، لا مكان لهم في حاضر السعودية الجديدة ومستقبلها ومشروعها الحضاري، الذي رسم سمو ولي العهد معالمه برؤية 2030، التي بدأنا نراها تحقق الكثير من أهدافها على المستويات كافة.

تعرية الدور المشبوه

– يعرّي حديث دكتور عائض القرني؛ الدور المشبوه الذي تقوم به قطر وتركيا في الداخل السعودي، بعد أن أكّد محاولة قطر التقرُّب من كل مَن يبتعد عن السعودية، واستقطابها المعارضين، وترحيبها بهم، ومنحهم الأموال والجنسية لممارسة أدوارٍ مشبوهة ضدّ بلدهم وعبر منبرهم “الجزيرة”؛ لافتاً إلى عقدة النقص التي تعتري النظام القطري من السعودية، وسعيهم الدائم إلى التقرُّب من خصوم المملكة، والغدر بها.. كما تعرّي كلماته “الخطاب الأردوغاني” الذي وصفه بـ “المراوغ”، وأنه انخدع فيه كغيره من الكُتاب والدعاة والعوام.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مزمز ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مزمز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

0 تعليق