اخبار اليمن الان المبتعثون اليمنيون.. بين جحيم الغربة ونار الانقلاب

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
مُسند للأنباء - الخليج أونلاين   [ الأحد, 01 يناير, 2017 02:07:00 صباحاً ]

 يعيش المبتعث اليمني عبد الكريم وضعاً معيشياً وإنسانياً صعباً في (حيث يدرس)؛ من جراء تأخر مستحقاته لنحو 6 أشهر، حتى إنه يعيش على الاستدانة، ولا سيما أن عائلته فقيرة لا تستطيع دعمه بأي مبالغ مالية خلال الفترة الراهنة في ظل أزمة اقتصادية تطحن الداخل اليمني.

 

الشعور بالخيبة يسيطر على حديث عبد الكريم، الذي غادر قبل نحو عامين وهو يطمح للعودة كمهندس اتصالات، وهو يقول لـ"الخليج أونلاين": "زملائي المبتعثون من بقية الجنسيات يعيشون أروع لحظاتهم ويتعلمون في أجواء مريحة، والمبتعث اليمني على النقيض؛ قلق ومعيشة صعبة وتحولت مهمتنا من الدراسة إلى الاحتجاج والصراخ".

 

وكأن قدر اليمني الشقاء سواء كان داخل بلاده المشتعلة بالحرب أو خارجها، حيث فساد البعثات الدبلوماسية اليمنية التي لا تجعل مشكلات الطلاب على رأس أولوياتها، "والتي ساهمت في وصولنا إلى هذه الحالة"، يضيف عبد الكريم.

 

-معاناة متجذرة

ويصل عدد المبتعثين اليمنيين في الخارج، وفق إحصائيات وزارة التعليم العالي اليمنية الأخيرة، إلى 9300 طالب وطالبة، موفدين من 30 جهة حكومية إلى 38 بلداً؛ منهم 6139 طالباً وطالبة ابتعثتهم الوزارة نفسها.

ووفقاً لبيانات الميزانية فإن هؤلاء الطلاب تنفق عليهم الحكومة اليمنية نحو 15 مليار ريال؛ أي ما يُعادل 50 مليون دولار أمريكي.

 

معاناة الطلاب اليمنيين في الخارج ليست وليدة اللحظة الراهنة بل هي متجذرة منذ سنوات؛ بسبب فساد السفارات والقنصليات اليمنية في الخارج، إلا أنها في زمن المليشيا الحوثية المدعومة من إيران تعمقت، حيث عملت الوزارة (التي يسيطر عليها الانقلابيون) على تنزيل بعض الأسماء منهم 317 طالباً في روسيا وحدها، وتأخير المستحقات على مدى العام 2016.

 

بدورها اعتبرت رابطة الطلبة اليمنيين في روسيا أن قرارات التنزيل التي أقرتها المليشيا الانقلابية لا تستند إلى أي مرجع قانوني. إلا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك فالطلاب في ظل تأخير المستحقات قلصوا عدد وجباتهم، وأصبح بعضهم مهدداً بالطرد لعدم دفع رسوم الجامعة، وغيرها من الحالات الحزينة التي ينشرونها في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وعقب قرار نقل البنك المركزي إلى بلغت الأزمة ذروتها، حيث تنصل الجميع من حقوق الطلاب، لتعلن اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج عدداً من الاعتصامات بدأت في وماليزيا وروسيا.

 

-تفاعل رئاسي

الفعاليات الاحتجاجية تفاعل معها الرئيس عبد ربه منصور هادي، ووجه وزارة الخارجية بمعالجة أوضاع الطلاب، والتي بدورها شكلت لجاناً مع التعليم العالي وبدأت الصرف بعملية انتقائية، حيث لم تصرف لمبتعثي الجامعات اليمنية وغيرها من الجهات، كما لم تصرف للطلبة المبتعثين في العام 2015 أو 2016.

 

وبدأ الصرف في ماليزيا والأردن، في حين تعمل السفارات الأخرى بنسق بطيء لعمل قواعد البيانات، كما اكتفت حكومة الانقلابيين بمحاولة ادعاء تحويل المستحقات للطلبة؛ وهو أمر لاقى استهجاناً في مواقع التواصل.

 

أحد الطلبة المبتعثين إلى تونس قال لـ"الخليج أونلاين" إن عدد الطلبة اليمنيين في تونس قليل ولا يتجاوز 50 طالباً، وما زالت اللجنة المكلفة تقوم بعمل قاعدة بيانات منذ أسبوعين، متهماً السفارة بالمماطلة والتضييق على الطلبة.

 

الطالب (الذي رفض الكشف عن هويته حتى لا يتعرض لمضايقات من السفارة) كشف أنه يعيش منذ نحو عام دون أي مستحقات، وأنه مستمر في الدراسة على التحويلات من أقاربه المغتربين، خاصة أنه لا يملك حتى قيمة تذاكر العودة إلى اليمن والتي تصل إلى نحو 1500 دولار.

طلاب اليمن في ألمانيا هم الوحيدون الذين تم دفع مستحقاتهم بفضل منحة مالية من الحكومة الألمانية ومنظمة (داد)، بلغت مليوناً ومئتين وثلاثين ألف دولار، وزعت على 548 طالباً، والذين أشادوا بجهود طاقم السفارة هناك نظير تحمله مسؤولياته والبحث عن حلٍّ للمشكلة.

 

-عودة الاحتجاجات

اللجنة التنسيقية لطلاب اليمن في الخارج أعلنت أنها ستستأنف احتجاجاتها في حال استمرت تجزئة الحلول التي تقوم بها اللجنة الوزارية، بعدم صرف مستحقات جهات الابتعاث الأخرى من طلبة الجامعات والتعليم الفني.

 

وأفادت اللجنة في بيان أنها علقت الاعتصامات في كل الدول؛ لمنح الحكومة فرصة لإيجاد الحلول بعيداً عن أي معوقات، مؤكدة في الوقت نفسه المطالبة بمعالجة قضايا جميع الطلبة الموفدين من الجمهورية اليمنية وصرف مستحقاتهم، بعيداً عن المعالجات الجزئية.

 

بدوره دعا الاتحاد العام للطلاب اليمنيين في إلى اعتصام مفتوح في مقر السفارة ابتداء من يوم 2 يناير/كانون الثاني المقبل، إذا لم يتم صرف المستحقات قبلها. وقال الاتحاد في بيان إن الجهات المعنية "تتعامل مع القضية ببطء شديد، والحلول التي تقوم بها جزئية وليست ناتجةً عن حرصٍ متكامل، بل إن المعالجات التي وضعت حتى الآن زادت القضية تعقيداً أكثر".

 

-شكاوى متعددة

المشكلة المالية ليست هي الوحيدة التي يعانيها الطلاب؛ حيث اشتكى عدد من المبتعثين لـ"الخليج أونلاين" من سوء المعاملة التي يلقاها الطلاب المبتعثون من قبل السفارات؛ تتنوع بين منعهم من الاحتجاج وإغلاق أبواب السفارات كما حدث في موسكو، أو استدعاء الأمن لاعتقال الطلاب، والتمييز المناطقي شمالي وجنوبي، أو التهديد بإجراءات الترحيل، أو عدم منح أي وثائق مطلوبة من السفارة، فضلاً عن عدم تفاعل هذه البعثات مع أي مشكلات تواجه الطلاب.

 

وتتزامن هذه الإهانات التي يتعرض لها المبتعثون اليمنيون من قبل سفاراتهم وسلطاتهم مع التضييق الدولي على اليمنيين في منح التأشيرات (الفيزا)، حيث لم يعد أمامهم سوى السودان للدخول دون تأشيرة لإجراء تعاملاتهم الدولية؛ بفعل الحرب التي أشعلها انقلاب وقوات الرئيس المخلوع علي صالح منذ 2014.


0ea730e837.jpg لمتابعة الموقع على التيلجرام @Mosnednews



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مسند للأنباء ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مسند للأنباء ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق