اخبار السعودية الان - من خطب الجمعة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
6dd1b5d93b.jpg

من صلاة الجمعة بالمسجد الحرام (مكة)

1124894.jpeg

من خطبة الجمعة بالمسجد الحرام (مكة)

1124895.jpeg

من صلاة الجمعة بالمسجد النبوي (مكة)

مكة - مكة المكرمة

الثبات على الحق

«إن صاحب المبدأ الثابت على الحق لا يزحزحه عن منهجه شيء، فلا يترك رضا الله ليرضي الخلق ويتبع أهواءهم، فهذا نبي الله يوسف عليه السلام ظلت امرأة العزيز تراوده عن نفسه، وتحاول مرارا إثارة غريزته البشرية لإغوائه، وتبذل كل ما تستطيع في سبيل إغرائه وهو في كل ذلك لا يلتفت إليها، بل يهرب منها وينأى بنفسه عن الوقوع في سخط الله ويعرض عن الفتنة وما دعته إليه من الرذيلة؛ فتبقى صفحته بيضاء نقية، ويخلد اسمه في سجل الأبرار الأتقياء الأنقياء الأطهار الورعين المتعففين الأخيار.

من الظواهر الخطيرة التي بـلي بها كثير من المسلمين، وارتكب بسببها العديد من المخالفات والمنهيات، التي تعطل المرء عن العمل الجاد وموافقة الحق، ظاهرة الالتفات لما يقول الناس والخوف من كلامهم، وتقليدهم في عاداتهم الباطلة وأهوائهم، حتى أصبح بعضهم يخاف من كلام الخلق أكثر مما يخاف من الخالق تعالى، ويتقي كلامهم أكثر مما يتقي النار عياذا بالله.

إنك عندما تتأمل في حال كثير من الناس ممن تركوا اتباع الهدى وسلكوا سبيل الردى، ونظرت في سبب ارتكابهم لكثير من المنهيات كالإسراف والتبذير، وعدم تحري الحلال في كسب الأموال، ورد الأكفاء من الخاطبين وتأخير الزواج، وغلاء المهور، وتعاطي بعض المحرمات من المأكولات والمشروبات، وإضاعة الأوقات في اللغو واللهو، وارتياد أماكن الفحش والمنكرات، والثرثرة في المجالس والمنتديات، تجدهم يقعون في هذه الأفعال وغيرها، التفاتا لأقوال الناس وإرضاء لمبتغاهم مع أن الشرع يرفضها ولا يقرها، ولا ينقضي عجبك عندما تراهم لا يكتفون بارتكاب المحظورات بل يذمون من لا يتابعهم عليها ويقلدهم، ويعيبون على من لا يقتدي بهم ويوافقهم، وكأن هذا المخالف لهم ترك شيئا من أصول الدين أو أهمل واجبا من واجبات الشرع القويم».

فيصل غزاوي - المسجد الحرام

النجاة من الخسران

«يا أيها المسلمون يقول الله تعالى في كتابه العظيم (والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، فأقسم الله بالعصر وهو الدهر، وهو الوقت الكائن آخر النهار، ووقع القسم به على أن جنس الإنسان في خسار، فمن كان كذلك فمآله إلى دار البوار وبئس القرار.

إن الله جل وعلا استثنى من الخاسرين من اتصف بأربع صفات دلت عليها الآيات البينات، فالصفة الأولى هي قوله تعالى (إلا الذين آمنوا) والإيمان في أصله وكماله لا يحصل إلا بالعلم، والصفة الثانية في قوله تعالى (وعملوا الصالحات) والعمل الصالح ما كان خالصا لله على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، والصفة الثالثة في قوله تعالى (وتواصوا بالحق) وحقيقتها الدعوة إلى الله عز وجل، والصفة الرابعة في قوله تعالى (وتواصوا بالصبر) أي على هذه الخصال المنجية من الخسار.

إن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، وعلم عن الله محابه وفهم من وحي الله ومراده وعمل لله الصالحات وخلصها من شرك الإشراك وشناعة الابتداع، فكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح، ثم سعى إلى كمال غيره بالدعوة إلى ذلك الحق الذي حصله، فوصى واستوصى بما سيسأل عنه كل أحد في قبره من معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن معرفة دين الإسلام، معرفة متعلقة بأدلتها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آثار الصحابة والتابعين وأئمة الدين المهتدين، وصبر على الإيمان والعمل الصالح، وعلى الدعوة إلى الله عز وجل عملا وتعلما وتعليما، وعلى ما يقع من الأذى على من أخذ نفسه بمنهاج النبوة فقد نجا ورب العصر من الخسر».

أحمد بن طالب - المسجد النبوي



ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة مكة ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة مكة ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق