اخر اخبار لبنان : رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا: الموارنة هم القلب النابض للمسيحيين في الشرق

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل انعقاد منتدى “المقدس بين القيم الأخلاقية وحرية التعبير في أوروبا، الذي جاء ثمرة تعاون بين منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث (إدارا)، وحضره وزير الرفاهية البلجيكي، وممثل عن المفوضية الأوروبية، وشارك في أعماله عدد من المجموعات البرلمانية الأوروبية، ونخبة من الباحثين بمراكز التفكير، وقيادات منظمات المجتمع المدني، إلى جانب مجموعة من الخبراء التربويين وقيادات المجموعات الدينية في أوروبا.

وقد كان المنتدى فرصة لمناقشة سبل الرد على السلوكيات العدائية في أوروبا حيال المعتقدات، لا سيما بعد حوادث حرق نسخ من المصحف الشريف.

وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، أوضح السفير خالد فتح الرحمن، مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري، أن القرآن الكريم يفيض بقيم السلم والإخاء، ويقدم أنموذجا عقديا مثاليا يتحتم على من يتعاملون معه فهم سياقاته قبل اتخاذ مواقف إزاءه. وأشار إلى الإنجازات التي حققتها الإيسيسكو من منطلق رؤيتها وتوجهاتها الاستراتيجية، على صعيد تعزيز قيم الحوار الحضاري والتعايش والسلام.

ومن جانبه قدم الدكتور إبراهيم ليتوس، مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث، رؤيته حول دوافع التعدي على المقدس في أوروبا، والفرص المتاحة لتفويت الفرصة على من يبتغون افتعال سلوكيات العداء ضد المعتقدات.

وقدم السيد محمد الهادي السهيلي، مدير إدارة الشؤون القانونية والمعايير الدولية بالإيسيسكو، ورقة تناولت الأبعاد التشريعية لحماية المقدسات في القانون الدولي، مؤكدا أن التشريعات المرجعية في أوروبا تضع ضوابط لحرية التعبير لكي لا تتعدى على القيم الأخرى.

من جهته اكد رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا وممثل المجلس العام الماروني في اوروبا المهندس مارون كرم “انه لا جـدال فـي كون الحرية وإحترام حقوق الإنسـان حقـا مكفـولا للجميـع، لكنهـا منظومـة متكاملـة لا يمكـن تجزئتهـا، فحريـة التعبيـر وقـذف الآخـر فـي آن واحـد والسـعي للتحريـض ضـده، أمـران لايلتقيـان ولا يجتمعان”.

وقال: “سأتكلم عن الموارنة في اوروبا ودورهم التاريخي والتعايش بين مختلف الأديان والحضارات،فالموارنة منتشرون في العالم وفي العديد من البقع الجغرافية تشكل بذلك تجمعات ثقافية ولغوية كبيرة:

-اولاً الوجود الماروني في الشرق اي في ، ، قبرص، والأراضي المقدسة، (فلسطين- الأردن)،وهذا يعتبر النابض لوجودهم.

-ثانياً : الوجود الماروني في الدول العربية و الأوروبية حيث رباط الموارنة المنتشرين في هذه البقعة وطيدة اكثر من غيرها لوطنهم لبنان، بحكم المسافة الجغرافية القريبة.

-ثالثاً : الوجود الماروني في البلدان الناطقة بالإنجليزية. نرصد تجمعين جغرافيين كبيرين : شمال أميريكا واستراليا بالرغم من بعد المسافة بينهما الا و انهم ينتمون الى نفس الثقافة الغربية الانجليزيه (باستثناء الكيبيك)

-رابعاً: الوجود الماروني في أميريكا اللاتينية. نرصد تجمعين ثقافيين : اولا الدول الناطقة بالاسبانية ثانيا البرازيل الناطقة بالبرتغالية. ويقدر عدد الموارنة المسجلين في الكنيسة المارونية قرابة المليون و نصف،لذلك الوجود الماروني في هذه البقعة الجغرافية هو الاقدم انتشارا و لكن بحكم الحروب في لبنان انضم العديد من المتحدرين من اصول مارونية الى الكنيسة اللاتينية و يقدر عددهم قرابة الخمسة ملايين من اصل ماروني متواجدون في أميريكا اللاتينية و لا سيما في البرازيل.

-خامساً: اضافة الى الوجود الماروني في القارة الأفريقية .

وهنا سأشير الى العلاقات التاريخية بين فرنسا وموارنة لبنان وأبعادها حيث حظي الموارنة على مدى فترات طويلة بعطف فرنسا ومساعدتها. وخير دليل عليهما ما جاء في رسالة لويس التاسعLouis IX ، ملك فرنسا، عام 1250م إلى موارنة لبنان: “إننا موقنون، أن هذه الأمة، التي قامت تحت اسم القديس مارون، هي جزء من الأمة الفرنسية” .

وقدم كرم شرحا لقوة الموارنة بأبعادها الثلاث:

البعد الأول يتعلّق في تكوينهم المجبول بالحرية والانفتاح على كل ثقافات العالم، وإذا كانت الحرية جعلتهم في مواجهة دائمة مع كل مستبدّ ومحتلّ وظالم، فإن الانفتاح جعلهم في تفاعل دائم مع كل جماعة أو فرد أو فئة تتقاسم معهم غنى الحياة المشتركة، فكانوا في حالة مدّ مع زوال الخطر، وحالة جزر مع عودة الخطر، وذلك حفاظاً على وجودهم وحضورهم.

البعد الثاني يرتبط في دورهم ومساهمتهم الأساسية في هندسة لبنان وصناعته كدولة غربية في حداثتها وتطورها وديمقراطيتها وحرياتها، ودولة شرقية في احترامها للأديان ودورها، إنما ضمن دولة مدنية في نصوصها وتشاركية في سلطتها كانعكاس للمجتمع وتعدديته، وسعيهم كان دائماً من أجل دولة لجميع اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، لا أولوية فيها تعلو على أولوية لبنان والمصلحة العليا للشعب اللبناني.

اما البعد الثالث يتصلّ في صمودهم اللافت على الرغم من العوائق والصعوبات ولإرساء دولة متطورة بنمط عيش شعبها واقتصادها وحرياتها ودستورها وقوانينها وأجسامها الاستشفائية والتعليمية والسياحية…

وختم كرم :”لقد أظهرت الأحداث أن قوة الموارنة تشكل قوة للبنان الدولة والسيادة والحياد والحرية والعدالة والمساواة.

وفي ختام أعمال المنتدى، تم إصدار بيان أكد ضرورة تعزيز الحوار الحضاري بين الديانات، وحماية المعتقدات، ومواجهة جميع الأفعال التي تهدد السلم الاجتماعي. كما جرت مراسم توقيع اتفاقية الشراكة بين الإيسيسكو والأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث، من أجل التعاون في تعزيز الحوار الحضاري


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نافذة لبنان ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نافذة لبنان ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق