توجان البخيتي : أشعر بالوحشة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

‏‎تسببت الحروب بحدوث مشاكل كثيرة للإنسان ولم يقتصر تأثيرها على الناحية الجسدية فقط،
 بل أثرت بشكل مباشر على الصحة العقلية والنفسية، وتعرض الأطفال للخوف والشعور بالقلق والاكتئاب حيث يصاب السكان المعرضين للحروب بأمراض نفسية، 
وارتفاع معدلات الاعتلال النفسي لديهم اكثر من السكان الذين لم يتعرضوا للحروب والنكبات.

‏‎هل قرأ أحد منكم وبحث في الكم المرعب من الحالات النفسية للشعوب التي تتعرض للحروب مثل وسوريا وغيرها من البلدان!
هل لاحظتم ان الشعب اليمني بدأت اخلاقه بالإنحدار، وأصبحت كمية التنمر والسخرية واستخدام الألفاظ النابية في النقاشات 
وعلى منصات التواصل مخيفة وكأنهم يصبون غضبهم وكبتهم في قلوب الناس.
‏‎الحرب معاناة لكل من أحب الحياة وأراد الأمان والسلام، لكن لماذا بات الآمنون بمحبة الله والطيبون يعانون من حالة التشتت والضياع؟!
‏‎نعلم أن الحرب قد طالت وقد عم بلاؤها كل بيت ولكنها حرب فرضت علينا، لم نكن نريدها.
‏‎لسنا جنودا ولا نحمل بندقية ولا نحارب، لكن واجبنا أن نعقد سلاماً مع كل شي، 
أن ننشر السلام وان نؤمن بثقافة قبول الاختلاف وتجنب ثقافة التكفير ونشر الحقد والكراهية بين الناس.
‏‎اشعر بالوحشة لما ألمسه من الألفاظ التي باتت متداولة على مواقع التواصل الإجتماعي ومن الكراهية التي تجتاح نفوسنا.
ليست المشكلة بالاختلاف لأنها سنة الله الحتيمة على هذه الأرض، وواجبنا ألا يفسد هذا الاختلاف الود الإنساني ويملأ قلوبنا بالحقد والكراهية، ‏‎
لأن استمرار هذه الكراهية يهدد وحدة المجتمع اليمني وتماسك نسيجه الاجتماعي 
ويهدد الهوية الوطنية ويقلل من الشعور بالانتماء الى وطن مشترك فتكون المنطقة أو المذهب أو القبيلة بديلا للإنتماء اليمني الجامع.

‏‎لم أعد أخاف من نيران الحرب.. أخاف من الكره والحقد الذي يسيطر علينا.

 


0 تعليق