يعيد تنظيم الإخوان، بأجنحته وأذرعه المتعددة، تدوير بضاعته المعتادة، بالخلط بين ما هو ديني وسياسي، وذلك كلما ضاقت عليه السبلفتوى جديدة تلبس غطاءً دينيا في خدمة هدف سياسي، صادرة هذه المرة عما يسمى بهيئة علماء اليمن، أحد الكيانات التابعة لتنظيم الإخوان، وذراعه السياسي حزب الإصلاحتصب الفتوى مزيدا من الزيت على نيران القتال في اليمنفقد اعتبر بيان، أو فتوى للهيئة، المجلس الانتقالي الجنوبي "كيانا متمردا"، مما يعني عمليا دعوة لمزيد من القتل وسفك الدماءوتجاهلت فتوى الهيئة ما ينبغي أن يكون عليه الخطاب الديني من دعوة للتسامح والحكمة، وتبنت خطابا سياسيا متشددا يزيد الصراع اشتعالاالبيان المتستر تحت عباءة فتوى دينية، تزامن مع ما تشهده محافظات جنوبي اليمن من قتال وصراع، كما لا تختلف تلك الفتوى الجديدة عن أخرى سبقتها بأكثر من ربع قرن سوغت الحرب بين الشمال والجنوب عام 1994فقد وصفت الهيئة الجنوبين وقتئذ بالمرتدين عن الوحدة وأجازت قتالهم، وبالمثل تصف الهيئة الآن الجنوب بالمتمرد، وتدعو للتعامل معه بالقوةفتوى "الإصلاح" في اليمن، امتداد لتاريخ طويل لتنظيم الإخوان في فتاوى تكفير وقتل المخالفين، ولا تختلف عن فتاوى القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، ومن قبله سيد قطب، وبقية الجماعات التي انبثقت عن تنظيم الإخوان، أو تبنت أفكاره الضالة