تحوّل التعاطي الأممي مع الأزمة اليمنية، وطريقة مبعوث أمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في قيادة جهود السلام، إلى مصدر قلق للعديد من الأطراف ذات الصلّة بالملف اليمني، لاسيما تلك المتدخّلة فيه بشكل مباشر والمعنية بإعادة الاستقرار للبلد.وتجاوز غريفيث عتبة المرونة الضرورية في إدارة أي مفاوضات هادفة لحلحلة أي ملف في مثل تعقيد الملف اليمني، إلى التساهل مع المتمرّدين الحوثيين ومسايرتهم، في تعطيل تنفيذ اتفاقات السويد التي عُلّقت عليها آمال لأن تكون منطلق مسار سلام أشمل ينهي معاناة اليمنيين من واقع الحرب التي يشهدها بلدهم.ويخشى مراقبون من أن يكون مسار السويد هو آخر فرصة لتحقيق السلام في اليمن، وأنّ فشله سيعني اليأس من الحلّ السلمي والدفع بالخيار المضادّ، خيار القوّة العسكرية للحسم ضدّ المتمرّدين الحوثيين، وهو ما لوّح به فعلا التحالف الذي تقوده السعودية دعما للشرعية اليمنية.وطالبت حكومات اليمن والسعودية والإمارات مجلس الأمن الدولي بتعزيز الضغط على المتمردين الحوثيين من أجل ترسيخ الهدنة المتفق عليها في الحديدة على الساحل الغربي اليمني.وفي رسالة إلى المجلس، اتهمت الحكومات الثلاث الحوثيين بانتهاك وقف إطلاق النار في المدينة 970 مرة منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي.وطلبت الحكومات في رسالتها من مجلس الأمن الضغط على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين وتحميلهم المسؤولية في حال أدى استمرارهم في عدم الالتزام باتفاق السويد إلى انهياره .