قصة تأسيس المملكة العربية السعودية

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

قصة تأسيس المملكة العربية السعودية هي قصة مليئة بالمعاني والعبر امتدت لثلاثة قرون من الزمن، وتروي حكاية شعب قدم الكثير من التضحيات ليحيا وطنه حراً أبياً، وتصور هذه القصة الالتحام بين القائد وأمته، واستبسال هذا الشعب في حماية أرضه ورَايته والالتفاف حول قائده، حتى استطاع بالنهاية توحيد المملكة العربية السعودية التي نراها الآن واقفة بِشموخها وعزتها وتطورها ونموها الدائم، وقد ارتبط حدث تأسيس المملكة مؤخرا بأحدث عيد وطني في المملكة، والذي خصص له إجازة يوم التأسيس، وفي مقالنا اليوم عبر موقع ثمانية سوف نتعرف على تفاصيل هذه القصة الملحمية وكل ما يخصها.

لمحة تاريخية عن المملكة العربية السعودية

كانت وما زالت المملكة العربية السعودية جزءًا من جغرافية شبه الجزيرة العربية، والتي تعرف على أنها امتداد لجغرافية بلاد الشام وبلاد الرافدين من الشمال وحتى الجنوب، وطبيعياً، ليس لشبه الجزيرة العربية حدود برية سوى حدودها الشمالي، وباقي حدودها محاطة بالماء، من البحر الأحمر غرباً إلى الخليج العربي أو الفارسي شرقاً، وحتى بحر العرب والمحيط الهندي جنوباً، وكانت الجزيرة العربية مقسمة إلى عدة أقاليم، أكبرها إقليم نجد في الوسط، والحجاز وعسير في الغرب، إضافة إلى الأقاليم الأخرى في الجنوب والجنوب الشرقي، ولطالما دخلت القبائل العربية في تلك المناطق في صراعات إقليمية امتدت لمئات السنوات، والتي تمخض عنها لاحقاً الدول العربية التي نعرفها بحدودها السياسية المصطنعة، بما في ذلك أكبر الدول في شبه الجزيرة العربية وهي المملكة العربية السعودية.[1]

قصة تأسيس المملكة العربية السعودية

تبدأ قصة التأسيس كلها من إمارة الدرعية المستقلة في حكمها والتي أسسها بن ربيعة المريدي، وتدرج في حكمها الأمراء من السلالة ذاتها، حتى وصل الحكم فيها للإمام محمد بن سعود القرني منذ عام 1720م، وبناءً على هذا الحدث الأولي، وتبعاً للتسلسل الزمني للأحداث اللاحقة، يتم تقسيم التأسيس للمراحل التالية:[1]

تأسيس الدولة السعودية الأولى

تزامناَ مع تولي الإمام محمد للحكم في الدرعية، كان الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب يحاول نشر دعوته للعودة إلى الدين الصحيح بعيداً عن البدع التي طالته، وعندما تم مواجهة دعوته بالاضطهاد، ما كان منه إلا أن لجأ إلى الإمام محمد بن سعود، حيث لقيت دعوته إقبال شديد من الإمام، وبعد تلاقي الرؤى بينهما، تم الاتفاق على تأسيس الدولة السعودية الأولى بتاريخ 22 فبراير عام 1727م، وبعد قرابة 17 سنة بتاريخ 1744م، تم تأسيس الدولة بشكل فعلي، وسرعان ما توسعت حتى شملت غالبية المناطق التي تمثل المملكة حالياً، لكن الوضع لم يكن مريحاً الدولة العثمانية، والتي أرسلت حملة عسكرية معدة بالمدفعية الحديثة وبقيادة إبراهيم باشا، فهدمت الدرعية وأسقطت الدولة الأولى عام 1818م.

تأسيس الدولة السعودية الثانية

بعد سقوط الدولة الأولى، لم يمضي وقت طويل حتى ظهر الأمير تركي، وهو ابن عبدالله الذي كان آخر حكام الدولة الأولى عندما سقطت، واستطاع الأمير تركي بن عبد الله أن يؤسس الدولة الثانية عام 1824م، التي توسعت في عهده وعهد ابنه فيصل، وازدهرت في عدة مجالات مختلفة، في هذه الأثناء عادت الدولة العثمانية إلى تجهيز الحملات لبناء إمبراطوريتها المنهارة جزئياً، فدارت اشتباكات كبيرة بين الجيوش العثمانية وجيوش الدولة الثانية استمرت لعدة سنوات، مما اضطر الدولة العثمانية للاستعانة بحكام آل الرشيد، الذين تمكنوا في النهاية من هزيمة الأمير عبد الرحمن بن فيصل، فلجأ الأمير مع عائلته وابنه عبد العزيز إلى قطر ثم البحرين حتى استقروا في الكويت منذ عام 1891م.

-ADVERTISEMENT-

تأسيس الدولة السعودية الثالثة

عندما لجأ الملك عبد الرحمن إلى الكويت، كان مع ابنه عبد العزيز، الذي اكتسب خبرة في الأمور السياسية والعسكرية من المحيط الذي عاشه هناك، وبعد أن اشتد عوده، عاد عام 1902م ليأخذ بثأر أبيه من حكام آل الرشيد الذين ساندوا الدولة العثمانية ضده، وقاموا بسلب الحكم منه وجعلوا عاصمة الدولة السعودية الثانية الرياض هي عاصمتهم، حيث هاجم حامية آل الرشيد في الرياض، ودارت بينهم المعركة التي عرفت باسم قلعة المصمك، واستطاع مع أربعين رجلاً فقط أن يستعيد العاصمة الرياض ليبدأ منها حكمه من جديد، ولينشأ بذلك الدولة السعودية الثالثة، واستمر في التوغل في محيطه ليكمل توحيد البلاد. 

توحيد المملكة العربية السعودية

خلال السنين التي تولى فيها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الحكم، حاول جاهداً أن يقوم بتوحيد البلاد التي خسرها سابقاً والده، فبعد أربع سنوات فقط، استطاع أن يضم نجد بأكملها تحت لوائه، ومن ثم توجه إلى الحجاز حتى وصل إلى مكة والمدينة المنورة وتوجه إلى عسير، وكانت آخر معاركه في الحجاز مع جيش الشريف حسين، وبعد انتصاره عليه، أصبحت الجهود المبذولة من قبله كلها متجهة نحو توحيد البلاد تحت حكم واحد بدل الحكومات المستقلة، وفي تلك الفترة واجه العديد من الممانعات إضافة إلى عدة حروب متفرقة مع القبائل، ومع ذلك، استطاع أن يوحد الجميع تحت رايته، إذا أصدر قراراً ملكياً يقضي بتوحيد البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية بتاريخ 23 سبتمبر عام 1932م، وأرغم الجميع على الامتثال لهذا القرار الملكي.[2]

بناء الدولة الحديثة

بعد أن تم إعلان التوحيد عام 1932م، باشر الملك المظفر بنصره عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في توطيد حكمه من جهة، وتنمية البلاد من جهة أخرى، وكان الملك عبد العزيز ملماً بكل أمور الدولة، مما جعله واثق الخطى بما يفعله، فقام بتطوير المملكة في كافة المجالات معاً، ففي الحج، قام بتوسعة الحرمين الشريفين لخدمة حجاج بيت الله وتأميم الخدمات اللازمة لذلك، وتوجه أيضاً إلى تدعيم البنى التحتية، لخلق جيل جديد متعلم ومعافى ومتحضر، فقام بإنشاء المدارس والمستشفيات وبنى القرى واهتم بالخدمات فيها، كما عمل على إنعاش الاقتصاد، فأمر بتأهيل التربة ليُقوي الزراعة، كما عمل على تأمين مصادر المياه اللازمة لها في وسط البيئة الصحراوية، كما بدأت في عهده عمليات التنقيب عن النفط منذ عام 1933م، ولم يكتفي بأموره الداخلية، بل كان فاعلاً في القضايا العربية والإسلامية، ومنها دعم حركات التحرر والاستقلال لكثير من الدول العربية، إضافة إلى اهتمامه بالشؤون الخارجية بقدر الداخلية منها، فتعامل مع جميع دول العالم بدبلوماسية رفيعة المستوى، مع حفاظه على استقلالية المملكة وضمان سيادتها في قراراتها رأيها وعلاقاتها مع جميع الدول، دون أن يكون هناك أي مساس بمكانتها الدينية والحضارية بين الدول المسلمة بشكل خاص.[2]

ملوك الدولة السعودي منذ التأسيس وحتى الوقت الحاضر 

عبر خمسة مراحل أساسية من تاريخ المملكة العربية السعودية، ومنذ عام 1727م وحتى الوقت الحالي، حكم المملكة العربية السعودية 18 حاكم من آل السعود، وهم وفق المراحل التاريخية ما يلي:[2]

الحاكم بداية حكمه  نهاية حكمه إمارة الدرعية من عام 1727 وحتى عام 1744م حكام الدولة السعودية الأولى من عام 1744 وحتى عام 1818م  محمد بن سعود بن محمد آل مقرن 1744م 1765م عبد العزيز بن محمد بن سعود 1765م 1803م سعود الكبير بن عبد العزيز 1803م 1814م عبد الله بن سعود الكبير 1814م 1818م حكام الدولة السعودية الثانية من عام 1824 وحتى عام 1891م الإمام تركي بن عبد الله آل سعود 1824م 1834م الإمام فيصل بن تركي آل سعود 1834م 1865م الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود 1865م 1871م  الإمام سعود بن فيصل بن تركي آل سعود 1871م 1875م الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود 1875م 1876م الإمام عبدالله بن فيصل بن تركي آل سعود 1876م 1887م الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود 1887م 1891م حكام الدولة السعودية الثالثة من عام 1902 حتى التوحيد عام 1932م الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود 1902م 1932م  حكام المملكة العربية السعودية بعد التوحيد عام 1932 وحتى الوقت الحالي الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود 1953م 1964م الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود 1964م 1975م الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود 1975م 1982م الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود 1982م 2005م الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود 2005م 2015م الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود 2015م وحتى الوقت الحاضر

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان قصة تأسيس المملكة العربية السعودية، والذي تعرفنا من خلاله على تاريخ المملكة وقصة تأسيسها بكل تفاصيلها وكيف تم توحيدها وبنائها، كما تعرفنا على قادتها منذ تأسيسها وحتى اليوم الحالي.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مقالات ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مقالات ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق