أعلنت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” أنها تسلمت إدارة وتشغيل معبر “الحمران” بعد خمسة أشهر من نزاع عليه، وأكثر من شهر عن إطلاق خطة لضبط عمل المعابر.
ويفصل المعبر بين مناطق سيطرة “المؤقتة” ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب.
وقالت الوزارة في بيان اليوم، الثلاثاء 7 من آذار، إنها تسلمت إدارة وتشغيل المعبر من خلال لجنة ضمت كلًا من معاون وزير الدفاع للشؤون المالية، ومدير إدارة “الشرطة العسكرية”، ونائب مدير إدارة “الشرطة العسكرية” لشؤون المعابر والحواجز.
ويأتي تسلّم معبر “الحمران” بعد نزاع عليه من عدة أطراف منذ خمسة أشهر، خاصة مع رفض “أحرار الشام القاطع الشرقي” تسليم كتلته المالية المتعلقة بالمعبر حينها إلى “الحكومة المؤقتة”.
وقبل أيام قال مدير المكتب الإعلامي في “تجمع الشهباء” (الذي يضم القاطع الشرقي)، علي الحسن، لعنب بلدي، إن الاتفاق جرى بين الوزارة والتجمع على أن يبقى المعبر تحت رعاية “تجمع الشهباء” مع إيصال عائدات المعبر للوزارة.
ولم يلتزم “القاطع الشرقي” باتفاق فصائل “الجيش الوطني السوري” الجناح العسكري لـ”المؤقتة” حول توحيد الصندوق المالي لجميع المعابر التي تسيطر عليها، سواء الخارجية مع تركيا، أو الداخلية مع النظام السوري أو”قسد”.
وفي تشرين الأول 2022، تمكنت “أحرار الشام- القاطع الشرقي” من السيطرة على المعبر بدعم من “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، تزامنًا مع دخول “هيئة تحرير الشام” من إدلب إلى مناطق ريف حلب.

عشرات الشاحنات تقف شمال معبر “الحمران” بريف حلب- 2023 (Aron Lund/ تويتر)
عائدات مالية
تظهر صورة عبر الأقمار الصناعية التقطت في 2023، تجمعًا لعشرات الشاحنات تقف شمال معبر “الحمران” الذي يشكل تجارة كبيرة ويدر عائدات مالية مرتفعة، الأمر الذي اعتبره محللون نقطة الصراع والخلاف بين الفصائل.
في 25 من كانون الثاني الماضي، استهدفت طائرة مسيّرة مجهولة القيادي في “القطاع الشرقي” صدام الموسى الملقب بـ”أبو عدي” أمام منزله في قرية الحدث التابعة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وتبع اغتيال “أبو عدي” حديث لناشطين وصفحات محلية عن أن وراء الاستهداف معبر “الحمران”، ورفض تسليمه لـ”الوطني”.
الباحث في معهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، ذكر عبر عدة
أن “أبو عدي” اشتهر بتسهيل تقدم “تحرير الشام” إلى شمالي حلب في تشرين الأول 2022 وفي أعقابه، قام بتأمين السيطرة على معبر “الحمران” المهم، ووافق على مشاركة تدفقات إيراداتها مع “الهيئة”، وكان أيضًا لاعبًا معروفًا في تجارة الأسلحة.Is there a chance this was done in concert with pro-#Assad forces? We've already seen strong indications of #Turkey-#Assad coordinated strikes/hits on #PKK targets in the #Aleppo region.
— Charles Lister (@Charles_Lister) January 26, 2023
We'll likely never know, but this strike raises some intriguing - even if unanswerable - Qs.
وأوضح ليستر أن رفض “أبو عدي” العنيد للتراجع وإعادة “الحمران” إلى “الجيش الوطني” مصدر “إحباط حاد” لتركيا وللحكومة “المؤقتة”، وبذلت الاستخبارات التركية محاولات عديدة لطرده بالقوة والتفاوض وكان فشلهم يزعج العلاقات بين تركيا و”الجيش الوطني”.
وترك الباحث في معهد “الشرق الأوسط” الباب مفتوحًا أمام عدة تساؤلات واحتمالات منها بأن استهدافه يثير مخاطر جدية من إثارة العداء بين “تحرير الشام” والفصائل الأخرى، وكذلك احتمالية أن يكون تم استهداف “أبو عدي” بالتنسيق مع القوات الموالية للنظام.
خطة للمعابر
في 25 من كانون الثاني الماضي، أعلن “الجيش الوطني”، البدء بتنفيذ خطة تسليم جميع الحواجز الأمنية إلى إدارة “الشرطة العسكرية”، في مناطق سيطرته بريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الدفاع في “الحكومة المؤقتة”، العميد أيمن شرارة، إن الغاية من تسليم الحواجز أن تتبع إلى إدارة واحدة، ما يؤمن سهولة التواصل فيما بينها ويساهم بحفظ الأمن والأمان، وذلك عبر
وأضاف شرارة أن الخطة جاءت من أجل تنظيم عمل هذه الحواجز بشكل أفضل، من خلال اتباعها إلى إدارة مركزية واحدة، وبإشراف نائب مدير إدارة “الشرطة العسكرية” لشؤون الحواجز والمعابر.
وسترفد هذه الحواجز بكوادر مؤهلة ومدربة أمنيًا وعسكريًا والعمل على تخفيض أعداد هذه الحواجز خلال الفترة المقبلة، وفق الناطق الرسمي.
اقرأ أيضًا: خطة لتسليم “الشرطة العسكرية” الحواجز الأمنية شمالي سوريا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

0 تعليق