اخبار سوريا مباشر - أربعة أعوام على “النكبة الحورانية”.. حين تخلت واشنطن وحلفاؤها عن الجنوب

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

قبل أربعة أعوام من اليوم، 29 من حزيران، كانت قوات النظام تدك الريف الشرقي لمحافظة درعا بقصف جوي وبري، محاولة التقدم على الأرض.

يستذكر الشاب محمد المفعلاني (25 عامًا) ذكرى التهجير من بلدته ناحتة في ريف درعا الشرقي والتي بدأت منذ نزوحه من بلدة غصم القريبة من بصرى وبعدها إلى تل شهاب في ريف درعا الغربي، بحثًا عن الأمان وهربًا من القصف الذي استهدف تلك المناطق.

لجأ المفعلاني وعائلته لبلدة “الرفيد” على الشريط الحدودي قرب الجولان السوري المحتل، وقال لعنب بلدي، “حملت وعائلتي أمتعتنا الشخصية فقط على عجل.. وخرجنا من البلدة، وطيران النظام وروسيا لا يهدأ في سماء البلدة”.

وتابع، “لن أنسى طوابير سيارات المدنيين، بكاء الأطفال ووجوه النساء وهي شاحبة، كانوا يحملون أمتعتهم كيوم الحشر، ولم نجد مكانًا نأوي اليه في الرفيد. نمنا في سيارتنا بعد أن وضعنا شادرًا يقينا من حر الشمس”.

كان محمد يعاني من إصابة في القدم نتيجة قصف البلدة، ويروي لعنب بلدي توجهه للمشافي الميدانية، ورؤيته للجرحى الذين كان من بينهم العديد من الأطفال.

“أبو باسم” (50 عامًا) من سكان بلدة “صيدا”، قال عن وقائع النزوح في ذلك اليوم، “لم نجد مكانًا نأوي إليه سوى ظل مبنى حكومي، فالحدود أغلقت ودول العالم أطلقت يد النظام والروس علينا رغم مرارة التهجير”.

لكن ما كان يهم “أبو باسم” ليس فقط تأمين نفسه وعائلته، بحسب ما قاله لعنب بلدي، بل “كانت الأخبار القادمة عن سقوط بلدات جديدة أشد مرارة”.

ما الذي جرى

كانت قوات المعارضة قبل حزيران 2018، تسيطر على كامل الريف الشرقي حتى الحدود الإدارية لمركز مدينة درعا التي حافظت عليها قوات النظام إلى جانب درعا البلد والريف الغربي وقسم كبير من الريف الشمالي وعلى محافظة القنيطرة.

وفي أيار 2017 وتحديدًا في الجولة الرابعة لاجتماعات “أستانة”، وقعت كل من روسيا وايران وتركيا على إضافة المنطقة الجنوبية لمناطق “خفض التصعيد”.

والتزمت الفصائل العسكرية بهذه الاتفاقية، وامتنعت عن فتح أي عمل عسكري يخفف الضغط عن ريف دمشق الشرقي الذي كان يتعرض لحملات عسكرية مكثفة في شباط 2018.

وبعد اتفاقية وقف اطلاق النار امتنعت “غرفة الموك” (لتنسيق الدعم)، ومقرها الأردن، عن تزويد المعارضة بالسلاح على الرغم أن المعارضة كانت تخوض حربًا مع تنظيم “الدولة الإسلامية”،  والذي سيطر على كامل حوض اليرموك وعلى تل الجموع الاستراتيجي.

كذلك أعلنت منظمة “فاب” الأمريكية، في منتصف في  آذار 2018، التوقف عن دعم مادة الطحين مع نهاية العام ذاته في جنوبي ، بعد تزويد المنطقة بالطحين لمدة خمس سنوات سابقة.

واعتبر ناشطون حينها هذه الخطوة بمثابة تشديد الحصار على المعارضة، وقال موظف إغاثي سابق لعنب بلدي، “منذ إعلان (فاب) التوقف عن تزويد المنطقة بمادة الطحين تبين أن هناك سيناريو جديد للمنطقة والذي ظهر لاحقًا بتسليمها للنظام السوري”.

ولم يكن إيقاف “فاب” للدعم بالطحين الإشارة الوحيدة، إنما توقفت مشاريع عديدة كانت تقوم على دعم البنية التحتية للجنوب السوري، وكذلك تراجع تقديم الأدوية.

وكانت المساعدات العسكرية والغذائية والطبية تدخل لسوريا من معبر “الرمثا” الحدودي مع الأردن، والذي توقف العمل به بعد سيطرة النظام السوري على الشريط الحدودي.

وأضاف العامل الإغاثي الذي تحدث لعنب بلدي أن قادة الفصائل في درعا والقنيطرة كانوا يعولون على موقف أمريكي يلجم روسيا والنظام السوري، إلا أن الصدمة كانت عندما تلقوا رسالة من الجانب الأمريكي مفادها: “نتوجه إليكم الآن لنؤكد ضرورة عدم الرد على الاستفزازات، فكروا بعوائلكم وأبناء شعبكم وافعلوا كل ما بوسعكم من أجل حقن الدماء”.

وبعد تخلي أمريكا والأردن عن المعارضة في ، تمكنت قوات النظام بدعم جوي روسي من السيطرة على كامل الريف الشرقي خلال مدة 17 يومًا من المعارك في حين دخلت درعا البلد والريف الغربي بمفاوضات تسوية مع الروس انتهت بتسليم السلاح الثقيل ودخول النظام للمناطق دون إقامة حواجز عسكرية فيها.

وتعهدت روسيا لقادة الفصائل بتحقيق مطالبهم بالإفراج عن المعتقلين ورفع المطالب الأمنية وسحب الجيش لثكناته وعودة الموظفين المفصولين، إلا أن هذه المطالب لم تتحقق.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عنب بلادي ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عنب بلادي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق