اخبار سوريا مباشر - كيف يمكن تخليص “ضحايا الإرهاب” من آثاره النفسية طويلة الأمد؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

آثار نفسية عميقة يُخلّفها “الإرهاب” لدى ضحاياه الذين عايشوا جرائمه أو مسّتهم على نحو خاص حتى بعد زواله، فأشكال وألوان التعذيب والحصار والاختطاف والاغتصاب تترك لدى الضحايا اضطرابات نفسية لا تزول من تلقاء نفسها، فهي بحاجة إلى برامج دعم وتأهيل نفسي طويلة الأمد، إلى جانب تضامن أسري ومجتمعي.

الاختصاصية والمعالجة النفسية، جوانا البزرة، تحدثت لعنب بلدي عن الآثار النفسية التي ترافق “ضحايا الإرهاب”، وأهم البرامج المستخدمة في مجال العلاج النفسي لهم.

ترى البزرة أن “الإرهاب” الذي سيطر على كثير من المناطق في ، لم يرحم امرأةً أو طفلًا أو رجلًا، إذ تصرف “الإرهابيون” بأشنع التصرفات التي لا يمكن لإنسان تخيلها، فكان إرهابًا جسديًا وفكريًا ونفسيًا، في محاولة لفرض سلطة الخوف بالضغط والقوة، ليعيش الناس برهاب وخوف دائم.

وقد تمت معاملة النساء كإماء أو سبايا أو رقيق من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” وغيره، وقد سمعنا عن محاولات انتحار بين هؤلاء النسوة، خاصة ممّن حملن من دون معرفة نسب أبنائهنّ، فقد أدى إحساسهنّ بالخوف والقلق والاكتئاب وعدم الأمان إلى شعورهنّ بالتهديد والضياع، والقلق من المستقبل المجهول.

وتلفت البزرة إلى أن مراحل عديدة يتبعها الأطباء النفسيون في رحلة علاج الأشخاص الذين تعرضوا لمخاطر الإرهاب، تتم بشكل تدريجي، إلى جانب طلب المساعدة من أهل الضحية وأصدقائها بشكل كبير.

تخطي الأذى بشكل تدريجي

وتوضح أن بداية مراحل العلاج تتجلى بمحاولة مساعدة الضحية على تخطي الأذى النفسي الذي تمر به، فعند شعور أحدهم بالذنب أو تأنيب الضمير أو بالاكتئاب والرغبة بالانتحار، يتم العمل على تخليصه من هذه المشاعر تدريجيًا بالتخفيف منها وبتقوية علاقته الإيمانية، بأن يتم على سبيل المثال إخبار الضحايا بأن ما قد تعرضوا له مر به كثر غيرهم، في سوريا وفي وغيرها من الدول التي تعاني من “الإرهاب”. 

كما يتم إخبار الضحايا بأن الحياة هي عبارة عن محطات فيها الجيد وغير الجيد، ولكن عندما نمر بمراحل صعبة يجب أن نعرف كيف يمكن أن نقفز وننسى المرحلة التي مررنا فيها. 

الابتعاد عن تذكير الضحايا بما حدث أو لومهم عليه

وإلى جانب ذلك تؤكد البزرة على أهمية أن يتجنب أهالي الضحايا تذكيرهم بالأحداث التي مرت بهم بأي شكل من الأشكال، وألا يستمعوا للأخبار أو للبرامج التي تتحدث عن مشاكل اجتماعية قد تعيد لذاكرة أبنائهم الأحداث السيئة.

أما بالنسبة للمجتمع المحيط فأهم ما يمكن القيام به لمساعدة الضحايا على العودة للحياة الطبيعية وتجاوز محنهم النفسية هو عدم لومهم أو اعتبارهم مذنبين أو مخطئين، بل على العكس من ذلك يجب التعاطف معهم كونهم ضحايا لما مروا به، وإظهار لإخراجهم من الحالة التي يمرون بها.

وعلى الأشخاص المحيطين ألا يكرروا القصة على مسامع الضحية بكثرة، وألا يعملوا على تسليط الضوء عليها بشكل كبير، حتى لا تبقى آثارها حية لدى الضحية. 

العلاج بالتنويم المغناطيسي

وتُبيّن الاختصاصية والمعالجة النفسية، أن جلسات العلاج النفسي التي ستأخذ بالضحية إلى بر الأمان ستحتاج إلى وقت طويل ليس أقل من سنتين أو ثلاث، وحتى تتمكن من التخلص من الرواسب والذكريات، قد يلجأ المعالجون النفسيون في بعض الأحيان للتنويم المغناطيسي، بهدف فصل الذاكرة عن الأحداث والمشاعر التي ارتبطت بالضحية وبعقلها، وهو ما تعتبره أفضل وأسرع حل، إذ إن كل جلسة تنويم مغناطيسي تعادل تقريبًا عشر جلسات علاج نفسي عادية تعتمد على التحدث. 

وتشير البزرة إلى أن العلاج في التنويم المغناطيسي قد يحتاج من 10 إلى  12 جلسة كأقل تقدير، حتى يتمكن المعالج من الدخول لأعماق الضحية وإخراج “الجراثيم” المعششة داخل العقل، بحسب تعبيرها.

وتلفت البزرة إلى أنه في حال لم يتمكن الضحية من الحصول على فرصة العلاج النفسي فقد يحتاج إلى مرور وقت طويل من أجل نسيان ما حدث ولن يتم ذلك بشكل جذري، لأن هذه الآثار قد تظهر على شكل أمراض جسدية أو قد تتحول إلى اضطرابات نفسية أخرى.

اذا كنت تعتقد أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل تصحيحًا


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عنب بلادي ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عنب بلادي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق