اخبار الامارات اليوم - اللون الأخضر يحرر مواطنة مقعدة من عزلتها

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

أطلق اللون الأخضر مواطنة وحيدة، من أصحاب الهمم، من عزلتها، بعد معاناتها العميقة مع اكتئاب شديد رافقها فترة طويلة، إذ أثارت النباتات اهتمامها، وشجعتها على تحطيم القيود النفسية التي كانت تحاصرها، ما مكنها من استعادة رغبتها في الحياة، وأقنعها بالخروج إلى الهواء الطلق، ورعاية مزروعاتها بنفسها.

وأكدت مدير إدارة أصحاب الهمم في هيئة تنمية المجتمع بدبي، مريم الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»، اكتشاف المرأة خلال تقصي إدارة أصحاب الهمم في الهيئة عن تفاصيل حياة الحالات المسجلة لديها، عبر تنفيذ الفريق المختص في الإدارة زياراته الميدانية لها في منازلها.

وتابعت أن الفريق اكتشف أن المرأة غير متزوجة، وتعيش في منزلها بمفردها، وأنها تعاني وضعاً نفسياً معقداً، موضحة أنها كانت تقضي ساعات النهار جالسة على كرسيها المتحرك، من دون أن تأتي أي نشاط أو عمل. كما أنها لم تكن تتواصل مع أصدقاء أو جيران، بعدما أحاطت نفسها بجدران سميكة من العزلة، الأمر الذي بدا محزناً ومقلقاً، وتطلب تدخلاً سريعاً، بهدف تغيير حياتها، ودفعها إلى حب الحياة.

ووفقاً للحمادي، فقد استندت الهيئة إلى دراسات تؤكد التأثير النفسي الإيجابي للطبيعة في التعامل مع المرأة، ومحاولة إثارة اهتمامها للتفاعل مع الحياة. وكانت الهيئة أطلقت مبادرة «حدائق كبار المواطنين» في عام 2017 لدعم كبار السن المسجلين في برنامج الرعاية المنزلية «وليف»، لمساعدتهم على إنشاء حدائق خاصة في منازلهم.

وأضافت الحمادي أن الفريق المختص وجد خلال زياراته أن الحالة الداخلية للبيت ومرافقه سيئة وغير مناسبة للمعيشة، خصوصاً لامرأة في مثل ظروف حياتها، ما جعله يقرر اتخاذ إجراءات سريعة، مثل تغيير مكان المعيشة، وتعيين مساعدة منزلية، وتدريبها، وتأهيلها لخدمة المرأة بشكل صحيح.

وعلى الرغم من نقل الهيئة المرأة، بشكل عاجل، إلى منزل آخر، بالتعاون مع مؤسسة للإسكان، التي تعطي الأولوية لأي طلب من الهيئة يتعلق بحالات إنسانية تحتاج إلى تعديل أوضاعها فوراً، فإن حالة المرأة النفسية لم تتحسن إلا حين قرر الفريق إنشاء حديقة خارجية في منزلها، إذ أسهمت النباتات الخضراء في جذب اهتمامها، والتركيز على شيء جديد وجميل في حياتها، حسب ما تبين لاحقاً من طريقة تفاعلها مع الحديقة.

ولفتت الحمادي إلى أن التعامل مع اللون الأخضر، الذي يميز الطبيعة، يبعث على التفاؤل، ويعطي إيعازاً بالراحة والهدوء، مضيفة أن كثيراً من الدراسات العلمية تؤكد أن القرب من الطبيعة، مثل الحدائق والشواطئ الرملية، يحسّن أداء الدماغ، وينعكس إيجابياً على الراحة ونوعية النوم.

وقررت الهيئة الاستفادة من تأثير الطبيعة، والتفاعل مع عناصرها المختلفة في تحفيز السيدة على مصالحة الحياة، بعد أن كانت قد حبست نفسها وأهملتها.

وقالت الحمادي إن إنشاء الحديقة الخارجية في منزل السيدة، بالتعاون مع بلدية دبي، غيّر نمط حياتها اليومية، حيث صارت تصر على الاستمتاع بالجلسة الخارجية، وتناول الطعام في الحديقة، والاهتمام بالزرع ورعايته.

وتابعت أن تنفس الهواء الخارجي النظيف، وتأمل المشاهد الطبيعية الجميلة، والاعتناء بالنباتات، أحدثت تغييراً ملحوظاً في حياة السيدة، التي أصبحت تحب الحركة والخروج من المنزل، وصارت تتحدث إلى الفريق المختص بحيوية ونشاط.

كما تبدلت حالتها النفسية بعد مداومتها على المشاركة في الاهتمام بحديقتها والجلوس فيها يومياً.


«حدائق كبار المواطنين»

أطلقت الهيئة مبادرة «حدائق كبار المواطنين» في عام 2017 لدعم كبار السن المسجلين في برنامج الرعاية المنزلية «وليف»، ومساعدتهم في إنشاء حدائق خاصة في منازلهم، بهدف شغل أوقات فراغهم بالعناية بالحديقة على مدار العام، وتحفيزهم على أداء أنشطة حركية ترفع مستوى حالتهم المعنوية.

طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest + Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق