اخبار الامارات اليوم - 615 مليون إصابة بالقلق والاكتئاب حول العالم

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

كشف البروفيسور في جامعة الكويت، اختصاصي الطب النفسي السريري، الدكتور نايف المطوع، عن أن 4% من سكان الإمارات يعانون اكتئاب سريري، بينهم 2% أبدوا استعدادهم لطلب المساعدة، فيما يعاني الشباب في منطقة الخليج من مستويات اكتئاب مماثلة لنظرائهم في دول الغرب.

وأكد المطوع خلال محاضرة ألقاها في مجلس صاحب السمو الشيخ آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، أنه تم تشخيص أكثر من 615 مليون حالة إصابة بالقلق والاكتئاب حول العالم، بينما بحلول سنة 2020 سيكون الاكتئاب هو السبب الرئيس للإعاقة في جميع أنحاء العالم.

وتفصيلاً، نظم أمس، مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، محاضرة بعنوان "تحسين الصحة النفسية"، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، الشيخ عبدالله آل حامد، وعدداً من الوزراء والمسؤولين.

وقال المطوع إن الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب، والاضطراب المزاجي ثنائي القطب، والرهاب، واضطرابات تناول الطعام، والفصام، واضطرابات القلق، كلها حالات صحية تؤثر على تفكير الفرد وعواطفه وسلوكه، لافتاً إلى أن الأشخاص الذين يعانون أمراض نفسية، تقل ثقتهم بأنفسهم، ويجدون صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.

وتابع: "يعد القلق والاكتئاب أكثر الأمراض النفسية انتشاراً، حيث تم تشخيص أكثر من 615 مليون حالة إصابة بهما في العالم، وبحلول سنة 2020  سيكون الاكتئاب السبب الرئيس للإعاقة في جميع أنحاء العالم بعد أمراض والأوعية الدموية، وهو الآن أكثر مرض يصيب النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

وأضاف: "تشكل ثقافة العار المرتبطة بالأمراض النفسية عائقاً كبيراً أمام علاجها على مستوى العالم، ولاسيما في المنطقة العربية، فالذين يعانون من مثل هذه الأمراض قد يترددون في طلب المساعدة لأسباب اجتماعية، إضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي ثقافة العار، إلى عدم تغطية شركات التأمين الصحي لعلاج هذه الأمراض، كما يمكن أن تؤدي كذلك إلى تقليل فرص العمل، وعدم تقبل الأسرة والمجتمع للمريض، وكذلك تعرضه للتنمر والمضايقات".

وأشار المطوع إلى أنه وفق استطلاع آراء أجرته مؤسسة "يو جوف" البريطانية المتخصصة في أبحاث السوق وتحليل البيانات، فإن 4% من سكان الإمارات يعانون اكتئاب سريري، ولم يبد سوى أقل من نصف الذين شملهم الاستطلاع، استعدادهم لطلب المساعدة حال كانوا يعانون اضطراباً نفسياً.

وأوضح أن مشكلات الصحة النفسية أصبحت منتشرة في جميع أنحاء العالم وتؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، منوهاً إلى أنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الاكتئاب والقلق سيكلفان الاقتصاد العالمي حوالي تريليون دولار خسائر إنتاجية، وبحلول عام 2030، ستبلغ الكلفة التقديرية لمشكلات الصحة النفسية على الاقتصاد العالمي، 16 تريليون دولاراً أميركياً.

وقال المطوع :"في الوقت الحاضر، لا يوجد بلد قادر على معالجة أزمة الصحة النفسية على نحو فعال، لاسيما وأن 75% من جميع الأمراض النفسية تبدأ قبل سن الرابعة والعشرين، حيث يظهر نصفها قبل سن الرابعة عشرة".

وأضاف: "في الولايات المتحدة ينتحر طبيب كل يوم، وفي بريطانيا، يشكل التوتر أو الاكتئاب أو القلق 44% من جميع حالات المرض المرتبطة بالعمل، حيث يعاني 1.4 مليون شخص من آثاره، كما يتسبب التوتر والقلق المرتبطان بالعمل في خسارة 57% من أيام العمل".

وأشار المحاضر إلى أن كندا أصبحت أول دولة تضع معياراً وطنياً للصحة النفسية في مكان العمل، عام 2013، حيث تشرف عليه لجنة الصحة النفسية الممولة من الحكومة، موضحاً أن هذا الإجراء يوفر للشركات منهجية دقيقة لخلق بيئة عمل صحية من الناحية النفسية، بدءًا من تكليف أحد المديرين ذوي الأقدمية بالإشراف على العملية، وحتى قياس نتائج المبادرات الجديدة.

كما أكد المحاضر أنه عام 2013، شكّل الاكتئاب ما نسبته 44.6% من إجمالي الأمراض النفسية في شرق البحر المتوسط، في حين يعاني الشباب في منطقة الخليج من مستويات اكتئاب مماثلة لنظرائهم الغربيين، إلا أن شعوب الدول العربية التي عانت مؤخراً من النزاعات المسلحة، تتأثر بالاكتئاب بدرجة أكبر.

وتطرق المطوع إلى آليات العلاج السلوكي المعرفي، موضحاً أن الناس لا تقلق بسبب الأشياء بحد ذاتها، بل قلقها يكون من وجهة النظر التي يتخذونها تجاه تلك الأشياء.

وقال: "أثبت العلاج الإدراكي السلوكي فعاليته في علاج مشاكل الصحة النفسية، حيث أنه مكن الأفراد من تحديد الأفكار والمعتقدات غير الصحية الكامنة وراء ردود الفعل العاطفية والسلوكية السلبية، التي قد تنجم عن عدد من المواقف المثيرة للتوتر والقلق".

وأضاف: "من خلال العلاج الإدراكي السلوكي، يتعلم الفرد كيف يصبح أكثر وعياً وتقبلاً، ويغير أفكاره إلى شيء أكثر عقلانية وإيجابية، وهذا بدوره يؤدي إلى ردود فعل عاطفية وسلوكية خلال المواقف الصعبة، تكون أكثر صحة، مما يحسن من الصحية النفسية للشخص، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يساعد العلاج الإدراكي السلوكي الشخص على معالجة غضبه وتحويلها إلى مشاعر الانزعاج الصحية نسبياً".

وأوضح المطوع أن العلاج الإدراكي السلوكي هو شكل من أشكال العلاج الحديث الذي يمكن أن يقلل بشكل كبير من الاكتئاب والضغط والقلق والرهاب والاضطرابات مثل اضطراب الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة واضطرابات النوم واضطرابات تناول الطعام، مشيراً إلى أنه يمكن لأي شخص الاستفادة من هذه العلاج للتعامل بفعالية مع الظروف المثيرة للقلق والتوتر.

طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest + Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق