اخبار الامارات اليوم - مبادرة تضمن لـ «كبار المواطنين» المشاركة في صناعة المستقبل

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

بدأت هيئة تنمية المجتمع في دبي تطبيق مبادرة التخطيط للمستقبل، التي أطلقتها بالتعاون مع دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، والتي ستنتج كادراً من الإماراتيين المؤهلين لمتابعة حياتهم العملية والاجتماعية في مرحلة ما بعد العمل الوظيفي بنجاح، ومن دون التعرض لانتكاسات مالية ونفسية.

وتستهدف المبادرة في مرحلتيها الأولى والثانية تدريب 4300 موظف حكومي على الاستعداد لتلك المرحلة بخطط مدروسة تضمن استقرارهم، على أن يتم قياس نتائج المبادرة بعد مرور عام على تطبيقها، وذلك للخروج بأهم النقاط المطلوب تطويرها، استناداً لتجارب كل من الموظفين المتدربين والعاملين على تنفيذ البرنامج التدريبي للمبادرة.

وقالت مدير إدارة كبار المواطنين ومدير إدارة أصحاب الهمم بالإنابة في هيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم الحمادي، لـ«الإمارات اليوم»: «ستؤهل المبادرة الموظفين الحكوميين للتعامل مع مرحلة ما بعد الوظيفة بإيجابية، عبر تدريبهم على مواصلة العطاء، الأمر الذي سيضمن استمرارية إنتاجيتهم، ويقلل عدد الأفراد المستحقين للمساعدات المالية، نتيجة تعلمهم أثناء وجودهم في الوظيفة كيفية التخطيط المستقبلي السليم، والاستعداد بخططٍ مدروسة لحياتهم في مرحلة ما بعد التقاعد، ما سيسهم بدوره في ترسيخ مبادئ التمكين الاجتماعي».

وأوضحت الحمادي أن برنامج التدريب يكسب الموظفين المعرفة الضرورية للتخطيط المالي والاجتماعي والصحي والنفسي، استعداداً للانتقال إلى مرحلة ما بعد الوظيفة خلال السنوات المقبلة، كما يسهم في تأهيلهم لعدم الوقوع في الممارسات الخاطئة التي تؤثر بشكل كبير في أوضاعهم المادية والاجتماعية والصحية والنفسية.

وكشفت عن تدريب 87 موظفاً ضمن خمس ورش تعليمية، وذلك ضمن تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة التي تستهدف تدريب 300 موظف خلال العام الجاري، على أن يتم تدريب 4000 موظف في المرحلة الثانية منها، التي ستنفذ خلال عام 2020، مضيفة أنه سيتم اعتماد تدريب العدد نفسه سنوياً.

وأشارت الحمادي إلى أن المشاركين في برنامج التدريب من موظفي حكومة دبي ينتمون إلى الشريحة العمرية الواقعة بين 40 و59 عاماً، وأنهم يخضعون لدوراتٍ تدريبية تخصصية، تم تطوير محتواها العلمي، بحيث تسهم في تحفيز السلوك الإدراكي لدى الموظف، وتنمي لديه الرغبة والقدرة على وضع وتنفيذ خطط مستقبلية مثمرة.

وتابعت: «يتم التدريب من خلال مجموعة من ورش العمل والبرامج التي يقدمها مختصون في المجال نفسه، لإكساب المشاركين في البرنامج المهارات اللازمة لبناء خطة شخصية كفيلة بالحفاظ على استمرارية عطاء الموظف، واستثمار طاقاته بما يعود على حياته المستقبلية بالمنفعة».

وأضافت أن التدريب في البرنامج يتكون من محورين أساسيين، الأول يركز على بناء ثقافة ما بعد الوظيفة، عبر إعادة تعريف معنى التقاعد في أذهان الأفراد، وفهم مسار الحياة والقدرة على إدارتها، وإدراك التحديات واستثمار الفرص المتاحة، وإعادة صياغة التوقعات، والمكانة الاجتماعية واكتشاف الذات، فيما يركز المحور الثاني من البرنامج على مهارات التخطيط العملي في مرحلة بعد التقاعد من خلال التأكيد على ضرورة التخطيط لما بعد الوظيفة، ووضع خطوات الانتقال الآمن نحو ما بعد الوظيفة، ومهارات بناء المخططات الموضوعية والذاتية.

وعن قياس نتائج تنفيذ المبادرة، قالت الحمادي: «تقييم فوائد المشروع يحتاج إلى فترة زمنية، وسيتم بعد عام مقابلة شريحة من الأشخاص الذين شاركوا في التدريب، لمتابعة مدى تطور تنفيذهم للخطة التي وضعها كل موظف لنفسه، والاطلاع على الأثر والملاحظات ومواطن الضعف أو الخلل في بعض الخطط».

أما أهم الممارسات الخاطئة التي يقع فيها الموظفون في مرحلة بعد التقاعد، فتقول الحمادي: «تفكير الموظف الدائم في أنه شخص غير مفيد للمجتمع، وذلك لتوقفه عن العمل الوظيفي، وكذلك تفكيره في أن أسرته لم تعد بحاجه إليه، نتيجة عدم قيامه بأي عمل، لاسيما أن دخله قلَّ عما كان عليه، فبعض المتقاعدين يمضي يومه بالتدخل في أصغر الأمور الأسرية، لعدم وجود أي موضوع آخر يشغله، وتجده ينزعج من تصرف أي فرد من الأسرة، ما يؤدي إلى إثارة المشكلات الأسرية، وتذمر أفراد الأسرة منه». أما عن نوع التحديات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يتعرض لها المتقاعد، فأشارت الحمادي إلى أن أهم تلك التحديات مرتبط بشكل كبير بالجانب الاجتماعي، نتيجة التغيرات التي تطرأ على حياة الإنسان في مرحلة التقاعد، والتي من أهمها الخلل في علاقاته الاجتماعية الناتج عن ابتعاده عن محيط العمل وزملائه، والذي يؤدي إلى خلل في كل الجوانب الأخرى.

وتابعت: «يشعر المتقاعد بالوحدة وبفراغٍ كبير في يومه الذي تضيع ملامحه، بسبب عدم وجود تخطيط مسبق لأنشطته الحياتية، كما كان الحال خلال التزامه بالعمل الوظيفي».

وأضافت: «تردي حالته النفسية يشكل تحدياً كبيراً، لأنها تسوء نتيجة تفكيره في المتغيرات التي طرأت على وضعه الاقتصادي، بسبب فقدانه دخله الثابت الذي اعتاد وأسرته عليه، كما أن انقطاع المتقاعد عن العمل يثنيه عن ممارسة أي نشاط أو هواية، ما يؤثر سلباً في حالته النفسية، ويسبب له اكتئاباً يؤدي إلى تدهور حالته الصحية، ودخوله في سلسلة من الأمراض والانتكاسات الصحية، نتيجة التفكير السلبي في وضعه، إضافة إلى عدم الحركة، والجلوس في المنزل دون أي نشاط».


تغيير الصورة النمطية

أكد المدير العام لهيئة تنمية المجتمع في دبي، أحمد عبدالكريم جلفار، أن «تطبيق مبادرة التخطيط للمستقبل تهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن مرحلة ما بعد الوظيفة، وتسعى لتغيير نمط تفكير وتوقعات الموظفين، بحيث تصبح هذه المرحلة بداية جديدة لهم، يخططون لها، ويضعون أهدافاً تعزز من رضاهم عن حياتهم، وتؤمن لهم استقلالية واستقراراً أفضل».

وحذّر جلفار من أن الكثير من الموظفين لا يخطر ببالهم التخطيط لمرحلة ما بعد الوظيفة، باعتبار أن هذه المرحلة ستكون بعيدة، وأن هناك راتباً ثابتاً تؤمنه لهم الدولة، إلا أن مرحلة ما بعد التقاعد مهمة جداً، وأبعادها وآثارها على حياة الفرد أكبر بكثير من مواجهتها بالحصول على راتب تقاعدي.

ونبه إلى أن الموظف لا يشعر بأهمية هذه المرحلة إلا بعد وصوله إليها وتغير كل جوانب حياته. وقال: «إن أهمية البرنامج تكمن في أنه يزود الموظفين بمهاراتٍ اجتماعية ونفسية وقدرة على التخطيط الإداري والمالي، حتى تصبح مرحلة ما بعد الوظيفة مفعمة بالإيجابية، ومرضية لهم من جميع الجوانب»، مضيفاً أن في ذلك جوهر التمكين والدمج الذي تعمل هيئة تنمية المجتمع على تعزيزه لجميع فئات المجتمع.

15 ساعة تدريبية

تولت كل دائرة من دوائر حكومة دبي في بداية البرنامج ترشيح اثنين من موظفيها، ممن تزيد أعمارهم على 40 عاماً، وأكملوا في الخدمة الحكومية نحو 15 عاماً أو أكثر، من أجل المشاركة في برنامج تدريب مبادرة «التخطيط للمستقبل»، الذي تستغرق كل دورة من دوراته مدة 15 ساعة تدريبية، موزعة على ثلاثة أيام، ويتم توجيه أفكار الموظفين وتكييف توقعاتهم لمرحلة ما بعد الوظيفة، وتمكينهم من التخطيط الديناميكي المسبق استعداداً للمستقبل، وتمكينهم من رفع مستوى الرضا عن نوعية الحياة ما بعد الوظيفة.

طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest + Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق