اخبار الامارات اليوم - زايد.. ما مات مَن بنى أوطانــاً وخلف قادةً ورجالاً

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

يحمل كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، لصاحب السمو الشيخ آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الكثير عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وتمحورت القصة رقم 45 من الكتاب بشكل بارز وجلي حول حكمته، التي رسخها عبر أكثر من نصف قرن وهبها لبلده، ونفع بها ملايين البشر، وهذا هو الخلود الحقيقي.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في كتابه: «حتى في رحيله، ترك لنا زايد حكمة عظيمة، ما مات مَن بنى أوطاناً، ما مات مَن خلف قادةً ورجالاً، ما مات مَن فعل معروفاً، وما مات مَن صنع أجيالاً. رحل زايد بهدوء في الثاني من نوفمبر من عام 2004. لعل رحيله بهدوء هو الذي يجعل شعب الإمارات مازال يعيش مع زايد كل يوم، يعيش مع أقواله، يعيش مع تسجيلاته، يعيش مع حكمته ويستذكرها ويتخذها منهاجاً له في مسيرته».


القصة رقم 45 من كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تناولت الكثير عن مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإرثه العظيم ومواقفه الإنسانية محلياً ودولياً.

وجاء في نص القصة:

الناس صنفان موتى في حياتهم

                   وآخرون ببطن الأرض أحياء

 

الناس نوعان: زائدٌ على الحياة، وزائدٌ فيها، وزايد بن سلطان من النوع الثاني، زاد إلى حياته حياةَ شعب، وأضاف لمسيرته إحياءَ أمة، ونفع بحكمته وحنكته ملايين البشر، هذا هو الخلود الحقيقي.

- «كان رحمه الله صاحب قلب كبير وعمل مخلص».

- «سخّر زايد الأموال لبناء تنمية مستدامة لشعبه، وصُنع دولة من لا شيء».

- «زايد كسب قلوب حكام الإمارات الست.. والشعوب العربية أحبته أيضاً بسبب حكمته».

علمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسان حياً في القلوب والعقول، علمنا زايد كيف يمكن أن يبقى الإنسان عالياً في الحياة وفي الممات.

صحبتُ زايد كثيراً، وتعلمتُ منه الكثير. تعلمت منه البحثَ عن مساحات الاتفاق لا الاختلاف، البحث عن المستقبل لا عن الماضي، البحث عن أسبابٍ تُوحّدُنا وتجمعنا وتقوينا وترفعُنا، هكذا كان زايد في سعيه لجمع شمل الإمارات، ولولا حكمته ربما لم تكن الإمارات هي الإمارات.

زايد هو أول حاكم للإمارات، أول مؤسِّس، أول من سن قوانينها وتشريعاتها، أول من وضع حجر الأساس لبنائها. زايد هو الأول في كل شيء، والأول دائماً له محبة مختلفة، ومنازل في القلوب أي منازل.

حكم زايد العين منذ عام 1946 عندما كان عمره 28 عاماً فقط. أحبته القبائل، واجتمع حوله الرجال، وبدأ مسيرته من قلب الصحراء. حفر الآبارَ بيده مع البدو، وشق الأفلاج معهم بنفسه، ولم تقف ندرة الأمطار والمال عائقاً أمامه. أنشأ أول مدرسة، وأول سوق، وأول مشفى، وأول شبكة طرق حديثة. هو الأول دائماً. أحبه الناس هناك لأنه كان يأكل معهم على الأرض، ويحاورهم ويشاورهم ويعمل بيده معهم. من بساطة العين انطلق زايد في مسيرته من غير تكبر أو غطرسة مصطنعة، فنجح في ترسيخ حكمه وحكمته عبر أكثر من نصف قرن وهبها لبلده.

في عام 1953، وقبل أن يحكم أبوظبي بنحو 13 عاماً، سافر الشيخ زايد في جولة شملت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وسويسرا ومصر والعراق والهند وغيرها، فرجع من رحلته بقناعة، وبحلم، وبعزم، قناعة أن شعبه يستحق أن يعيش مثل تلك الشعوب، وحُلم بأن يبني دولة تكون مثل تلك الدول، وعَزم بألا يتوقف عن حلمه حتى تتوقف أنفاسه.

وبدأ، رحمه الله، حلمه واستمر دون كلل، حتى توقفت أنفاسه في عام 2004، ومازالت إنجازاته باقية تتنفس بيننا ما بقيت هذه الدولة.

صحبتُ زايد في الكثير من اللقاءات والاجتماعات والأزمات أيضاً. إن كان لي أن أصفه بكلمة فهي «الحكمة»، والحكمة كنز عظيم يؤتيه الله من يشاء من عباده، «ومن يؤت الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً».

كانت له حكمةٌ في التصرف بالأموال تحت يديه، أموال النفط، هناك الكثير من الدول النفطية في العالم، ولكن القليل منها فقط يملك الحكمة، حكمة زايد. سخر زايد الأموال لبناء تنمية مستدامة لشعبه، وصُنع دولة من لا شيء، وبناء إنسان قادر على إكمال حلم زايد. بل سبق زمانه بحكمته المالية في تأسيس صندوق سيادي ليحتفظ بجزء كبير من تلك الأموال ويستثمرها لأجيال لم تأت بعد. كان يفكر، رحمه الله، بأحفاده وأحفاد أحفاده من أجيال الإمارات، حتى أصبح الصندوق السيادي الذي أسسه اليوم أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم.

زايد كانت لديه حكمة في إدارة الاتحاد. كسب قلوب حكام الإمارات الست منذ البداية، وامتلك قلوب المواطنين، كل المواطنين. وأخمد كافة الخلافات مع الجيران بشكل كامل ونهائي، ثم تفرغ لمشاريع التنمية والعمران والبناء، واندفع فيها بكل قوة. كانت بساطته تأسر الشباب، وكان كرمه يأسر القلوب، وكانت مشاريعه تأسر العقول دهشة. إنها الحكمة التي أعطاها الله لزايد، «وَمَن يُؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً».

«حكمة زايد».. نهج تسامحٍ دائم

أحبت الشعوب العربية الشيخ زايد، رحمه الله، أيضاً بسبب حكمته. سعى زايد بقوة من أجل بناء مع أخيه الشيخ جابر الصباح، واستضاف في العاصمة أبوظبي أول اجتماعاته في مايو 1981. تدخل بين سلطنة واليمن الجنوبي في خلافات نشأت بينهما في ثمانينات القرن الماضي واستطاع حلها، ودعا لقمة عربية لإنهاء حرب في الفترة نفسها، وتوسط بين وليبيا لحل الخلافات. كان أول من دعا لإعادة مصر لجامعة الدول العربية بعد الخلاف حول اتفاقية السلام مع إسرائيل. كان أول من دعا للمصالحة بين والكويت بعد الغزو الغاشم للكويت، وحاول تجنيب العراق الغزو الأمريكي عبر عرضه على الرئيس العراقي الخروج واستضافته في أبوظبي. كما ساهم مع الأمم المتحدة في حفظ الأمن في الصومال الجريح من خلال مشاركة قوة إماراتية في القوة الدولية المتعددة الجنسيات في مطلع 1933، وغيرها الكثير الكثير من القرارات والمواقف التي تبرز سعي زايد للبحث عن مساحات الاتفاق، وإطفاء نيران الخلافات، والجمع بين الأخوة، ونبذ الفرقة، مواقف تبرز حكمة هذا الرجل، «ومَن يُؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً».

لعل أكثر ما جعل الناس تحب زايد هو حبه للإنسان، حبه لخير الإنسان أينما كان، وشهادتنا في عمل زايد الإنساني شهادة مجروحة، لأنه علمنا معنى العطاء دون انتظار مقابل. وتعلمتُ منه بشكل شخصي العطاء في السر، المعلن من تبرعات وعطايا زايد أقل مما أعرفه شخصياً. كان رحمه الله، صاحب قلب كبير وعمل مخلص.

لعل ذلك أحد أسباب محبة الناس له، لعل الله أحبه ووضع محبته بين الناس. لذلك لا أستغرب أن تكون ذكرى زايد من الأشياء الثمينة التي كلما ذكرتها زادت بريقاً، وكلما مر عليها الزمان زادت قيمة.

رحل زايد بهدوء في الثاني من نوفمبر من العام 2004. لعل رحيله بهدوء هو الذي يجعل شعب الإمارات مازال يعيش مع زايد كل يوم، يعيش مع أقواله، يعيش مع تسجيلاته، يعيش مع حكمته ويستذكرها ويتخذها منهاجاً له في مسيرته.

حتى في رحيله، ترك لنا زايد حكمة عظيمة، ما مات مَن بنى أوطاناً، ما مات مَن خلف قادةً ورجالاً، ما مات مَن فعل معروفاً، وما مات مَن صنع أجيالاً.

هم أحياء عند ربهم يرزقون، وفي قلوب الناس باقون.. باقون.

في جنة الخلد يا زايد الخير.

زايد «حكيم العرب»

ولد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، في مدينة العين عام 1918، حيث كانت تعد أكبر المجمعات الحضرية في إمارة أبوظبي في تلك الفترة. وهو ابن الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الذي حكم أبوظبي من عام 1922 حتى وفاته عام 1926، وسمي تيمناً بجده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان (زايد الأول) الذي حكم الإمارة من عام 1855 حتى عام 1909.

وخلال طفولته، تلقى الشيخ زايد مبادئ العلوم والمعارف على يد عالم دين، الذي كان يسمى آنذاك «المطوع»، فحفظ القرآن الكريم وتعلم أصول الدين. وقد كان لنشأته في مدينة العين ومحيطها الصحراوي القاسي أثر واضح في تكوين شخصيته، إذ كان يتسم بسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال والحكمة، ولذلك لقب بـ«حكيم العرب».

«حكمة زايد»

اتخذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما جاء في كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً» لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كثيراً من القرارات والمواقف التي تبرز سعي المغفور له إلى البحث عن مساحات الاتفاق، وإطفاء نيران الخلافات، والجمع بين الأخوة، مواقف تبرز حكمة هذا الرجل، وكما جاء في كتاب الله عز وجل «ومَن يُؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً» ومنها هذه القرارات والمواقف:

■■ سعى الشيخ زايد بقوة من أجل بناء مجلس التعاون الخليجي مع أخيه الشيخ جابر الصباح، واستضاف في العاصمة أبوظبي أول اجتماعاته في مايو 1981.

■■ تدخل بين سلطنة عُمان واليمن الجنوبي في خلافات نشأت بينهما في ثمانينات القرن الماضي واستطاع حلها.

■■ دعا إلى قمة عربية لإنهاء حرب لبنان في ثمانينات القرن الماضي.

■■ توسط بين مصر وليبيا لحل الخلافات.

■■ كان أول من دعا إلى إعادة مصر لجامعة الدول العربية بعد الخلاف حول اتفاقية السلام التي وقعها مع إسرائيل.

■■ كان أول من دعا إلى المصالحة بين العراق والكويت بعد الغزو الغاشم للكويت.

■■ حاول تجنيب العراق الغزو الأميركي عبر عرضه على الرئيس العراقي الخروج واستضافته في أبوظبي.

■■ أسهم مع الأمم المتحدة في حفظ الأمن في الصومال الجريح، من خلال مشاركة قوة إماراتية في القوة الدولية المتعددة الجنسيات في مطلع العام 1993.

طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest + Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق