اخبار الامارات اليوم - خطة لتعافي المصايد السمكية في الدولة

أكدت هيئة البيئة أبوظبي أنها تنفذ خطة لتعافي المصايد السمكية، بعد أن أظهرت نتائج مسح الموارد السمكية، الذي نفذته طوال العامين الماضيين، لتقييم حالة المخزون السمكي في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، أن مخزون الأنواع الرئيسة: (الهامور، والشعري، والفرش)، يتعرض للاستغلال المفرط، بمعدل ثلاثة إلى خمسة أضعاف حدود الصيد المستدام لهذه الأنواع.

وأوضحت الهيئة، لـ«الإمارات اليوم»، أن الخطة تتضمن العمل بشكل عاجل مع مجتمع الصيد التجاري والترفيهي، لوضع خطط لاستعادة وتعافي المخزون السمكي تعكس حالة مصايد السمك الحالية، والقيام بمتابعة المقترحات الخاصة باعتماد التشريعات اللازمة، كفرض رقابة أكثر صرامة على ممارسات الصيد غير القانونية، وضمان اتباع الصيادين لأساليب الصيد المستدامة، لمنع تعرض الأسماك للمزيد من الاستغلال المفرط، بالإضافة إلى مواصلة تشديد الرقابة على عمليات الصيد غير المنظمة، بحيث يمكن من خلال هذه الإجراءات الحد من مواصلة تراجع مخزون الأنواع الرئيسة بالدولة.

وأكدت الهيئة أنها، على مدار السنوات الماضية، عملت مع شركائها على تنفيذ مجموعة من الإجراءات المعتمدة عالمياً لإدارة المخزون السمكي، استجابة للوضع الراهن لمصايد الأسماك، ونتج عن هذه الجهود إنشاء العديد من المحميات البحرية، وإدخال وتطبيق نظام ترخيص مصايد الأسماك التجارية والترفيهية، وتنظيم استخدام معدات الصيد، على سبيل المثال الحد من استخدام القرقور، وحظر استخدامه على الطرادات في إمارة أبوظبي، إلى جانب تطبيق حظر موسمي لحماية الأسماك خلال مواسم تكاثرها، ووضع حد أدنى لحجم الأسماك التي يمكن صيدها لبعض الأنواع الرئيسة، بالإضافة إلى حظر طرق الصيد غير المستدامة.

وأشارت الهيئة إلى أن المساحة التي غطاها المسح بلغت 46 ألفاً و898 كيلومتراً مربعاً، وشمل المسح تنفيذ مسحين موسميين: أحدهما خلال موسم تكاثر أنواع الأسماك التجارية الرئيسة، والثاني خلال أشهر الشتاء، باستعمال شبكة الجر القاعي والمسح الصوتي، لافتة إلى أنها استخدمت طرقاً عدة في المسح، شملت جمع العينات الرئيسة: الصيد بشباك الجر والقراقير وتقنيات المسح الصوتي، بالإضافة إلى استخدام التصوير بالفيديو تحت الماء لتسجيل سلوك الأسماك.

وأفادت الهيئة بأن عمليات المسح تضمنت أخذ عينات من 160 محطة، في المياه الإقليمية للدولة، منها 57 محطة قريبة من الشاطئ، و103 محطات داخل البحر، كما تم تدريب 10 موظفين مواطنين أثناء الرحلات البحرية لأخذ العينات، فيما بلغ عدد ساعات العمل لأخذ العينات 1200 ساعة، حيث تم أخذ عينات من 6.5 أطنان مترية من الأسماك التي تم جمعها، وتضم نحو 200 نوع مختلف من الأسماك، وأسماك القرش ورأسيات الأرجل، كما وصل وزن كمية الأسماك التي تم جمعها آلافاً عدة، حيث تم قياس الأسماك، وجمع بيانات عن حالة تفريخ الأسماك، للمساعدة في تحديد توقيت ومكان وضع البيض، بالإضافة إلى جمع عظام الأذن من 10 أنواع رئيسة من 1798 سمكة، لمعرفة عمر الأسماك. وأخذ عينات من زعانف 1799 سمكة فردية من 15 نوعاً، لإجراء الدراسات الجينية.

ولفتت إلى جمعها 137 عينة إضافية من 76 نوعاً، من خلال المسح الثاني، إضافة إلى 459 عينة جُمعت من المرحلة الأولى من المسح، ليتم استخدامها في بناء أول مجموعة عن الأسماك والتنوع البحري في المنطقة، بجانب جمع بيانات عن خصائص المياه، مثل الملوحة ودرجات الحرارة والعمق وسرعة واتجاه التيار، كما وفر المسح الفرصة لبناء قدرات العاملين في مجال البحوث السمكية.

وأوضحت الهيئة أن الأنواع الرئيسة، التي تمت تغطيتها في هذه الدراسة شملت 18 نوعاً من الأسماك، تضمنت: الهامور، والشعري، والفرش، والزريدي، وجش أم الحلا، وشعري شخيلي، والبدح، ويماه، والقابط، وينم، والفسكر، والكوفر، والجرفة، وقباب، والكعند، وصدا، وجد، والبرية، مؤكدة أن المسح شكل فرصة فريدة من نوعها، لجمع عينات من مختلف أنواع الأسماك والأنواع البحرية عبر مياه دولة الإمارات، الأمر الذي يسهم في توفير قاعدة بيانات، خصوصاً في عدم وجود أي مجموعة مرجعية شاملة لعينات الأسماك بمنطقة الخليج العربي، في جميع أنحاء المنطقة.

مسح اجتماعي واقتصادي

أفادت هيئة البيئة في أبوظبي بأنها أكملت، بدعم من وزارة التغير المناخي والبيئة، مسحاً اجتماعياً واقتصادياً، تضمن الحصول على معلومات حول المعارف التقليدية للصيد، بمشاركة 300 من أصحاب قوارب الصيد، والصيادين وأصحاب الخبرة في هذا المجال في جميع أنحاء دولة الإمارات، مشيرة إلى أن هذا المسح ركز على استطلاع آراء المشاركين حول مدى تغير حالة المصايد السمكية على مر الزمان، والقضايا المتعلقة بإدارتها، وآرائهم في القيادة المستقبلية لها. وأشارت الهيئة إلى أن المسح استطلع آراء مجموعة من الصيادين المهرة، وذوي الخبرة في مختلف إمارات الدولة، وأظهرت آراء 80% من هؤلاء الصيادين اعتقادهم أن مصايد الأسماك في مياه الدولة يتم استغلالها بشكل مفرط.