مدن المستقبل هل واقع أم خيال!

تُعد مدن المستقبل ثورة كبيرة في تطوير عقارات المدن، حيث تجتمع الشركات العالمية من أجل معرفة ما توصل اليه العلم في تطوير الطرق والبناء، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتحديث وسائل نقل نظيفة؛ التي بدورها ستكون أحد أهم ما تضمنه تلك المدن.

ولكن يبقى السؤال هنا؛ كيف ستكون هذه المدن؟ وهل سيتواجد بها سيارات دون سائق؟ هل ستعتمد وبشكل كبير على التكنولوجيا؟ هل سيتم تداول وعرض وطلب العقارات الموجودة عليها على مواقع الإعلانات المبوّبة مثل السوق المفتوح وغيره من المواقع المعروفة في المنطقة؟!...

مدن المستقبل

جاء مشروع المدن الحديثة والتي عرفت بإسم مدن المستقبل؛ من أجل حل الكثير من المشاكل التي تعاني منها المدن حالياً والتي تتمثل في مشاكل التلوث، والضوضاء، وانتشار الجريمة، والازدحامات المرورية، بالاضافة الى افتقار بعض المناطق لخدمة الانترنت.

يرتكز تصميم وبناء مدن المستقبل على مفهوم الطاقة الخضراء والذي يعتمد كلياً على مصادر الطاقة الطبيعية والمتجددة؛ تلك التي يتم الحصول عليها من الرياح والشمس والمياه، حيث أن ما تعانيه المدن الآن من تلوث جاء بسبب اعتمادها الكلي على النفط والغاز. كما أنه سيتم اعتماد أساليب البناء الخضراء الذي يعتمد على طريقة هدم وبناء فعالة ومستدامة؛ الأمر الذي يساعد على الحد من الآثار الضارة على صحة الناس والبيئة.

للتكنولوجيا دور فعال في مدن المستقبل، حيث أن هذه المدن ستستخدم التكنولوجيا بشكل كبير في جميع مناحي الحياة، فضلاً عن انتشار سيارات ذكية وصغيرة الحجم والتطبيقات الذكية الخاصة بها، والتي تعمل على تسهيل عملية الاصطفاف لدى السائقين من خلال ايجاد مكان مناسب للسيارة، كما أنه من الممكن انتشار طائرات صغيرة الحجم والتي يمكن استخدامها من قبل المدنيين.

بعض مدن المستقبل التي يتم بنائها

• مدينة مصدر في الإمارات

بدأ مؤخراً بناء مدينة مصدر في أبو ظبي، حيث تعتمد المدينة بالشكل الكامل على الطاقة المتجددة، كما أنه تم تصميم هذه المدينة من أجل أن تصبح مركزاً لشركات تطوير الطاقة النظيفة. يعتبر معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا أول ما تم افتتاحه في المدينة، حيث إنه تم افتتاحه والعمل به منذ سبتمبر من عام 2010.

تم العمل على تقليل درجة الحرارة في شوارع مصدر ما يقارب الـ 20 درجة عن درجة حرارة المناطق المحيطة بها، ويعود السبب في ذلك إلى إنشاء برج الرياح والذي يصل ارتفاعه إلى 45 متر، حيث يقوم هذا البرج بسحب الهواء من الأعلى وضخ النسيم المبرد على شوارع المدينة، علاوةً على أن بناء المدينة تم على رقعة تعتبر أكثر ارتفاعاً من حولها.

●مركز الابتكار والاختبار والتقييم في أمريكا

قامت شركة ماربل آرك بارتنرز بانشاء هذه المدينة بحيث تكون مدينة بلا سكان؛ إذ أنها تعد مركز متكامل للإختبار والتقييم، متخصص بشكل كامل في اختبار التكنولوجيا الحديثة قبل القيام بطرحها تجارياً، وتشمل وسائل الاتصال وتكنولوجيا المواصلات الذكية وتوليد الطاقة بطرق صديقة للبيئة.

نظراً إلى أن هذه المدينة يعود ملكها لشركة خاصة؛ فمن الممكن اقامة العديد من الشركات الخاصة والحكومية على أرضها.

• مدينة الملك عبدالله الإقتصادية في السعودية

قامت شركة إعمار في بدء العمل في مشروع بناء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في السعودية، حيث بلغت تكلفة إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية حوالي 207 مليار ريال سعودي، من المقرر الانتهاء من إنشاء هذه المدينة عام 2020م وقد تكون أكبر من العاصمة الامريكية واشنطن.

جاء إنشاء مدينة الملك عبدالله من أجل تنويع الاقتصاد المعتمد على البترول من أجل جذب الاستثمارات المحلية والدولية، بالاضافة الى ان المدينة ستقوم بتوفير ما يزيد عن مليون فرصة عمل، إلى جانب احتواء المدينة على 6 أقسام رئيسية وهي: المنطقة السكنية، والمنتجع، والمنطقة الصناعية، والمنطقة التعليمية، والميناء، ومنطقة الأعمال المركزية.