اخبار يمنية : حكاوي_ريفية (008) ..المرحوم/ حسين عبدالله برجف العكبري ايقونه الشعر الشعبي في ارياف المكلا(1)

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

أخبار دوعن / حكاوي_ريفية (008)
المرحوم/ حسين عبدالله برجف العكبري ايقونه الشعبي في ارياف
(1)
كتب / م محمد الحسني
ايقونة الشعر الشعبي في ارياف المكلا ,الشاعر الشعبي حسن عبدالله برجف العكبري المولود في بداية القرن العشرين بمنطقة غار ب #ارياف المكلا ,الواقعة على بعد 45كم من مدينة المكلا وهي اخر منطقة في وادي شهورة احد اودية مديرية ارياف المكلا الستة, حيث عاش فيها ردحا من الزمن محبا لها,عمل فيها بالزراعة, ومن سهولها والجبال ومزراعها والتلال ,ظهرت الملامح الاولى لموهبة شعرية تنبئ بميلاد شاعر كبير, سيكون له شانا في ميادين الشعر الشعبي في بوادي حيث تنتشر الزوامل ورقصات الفن الشعبي كالغياضي والهبيش وجلسات سمر الدان.
ومن كثر حبه لمنطقتة (غار) ظلت ذكراها في العديد من قصائده ان كان اسما او تلميحا, منها قوله:
ياسلامي على قرية تربيت فيها .. فاك دكان لاجل الفائدة والخسارة
(2)
لم يطب به المقام كثيرا في مسقط رأسه , وشد الرحال الى حاضره المدن الحضرميه (المكلا) فقضى فيها بقيه سنوات عمره حتى وفاته, حيث اتاح له التواجد في المكلا فرصا اكبر لمجالسة اكبر عدد من شعراء الساحل الحضرمي لعل ابرزهم الشاعر الكبير حسين ابوبكر المحضار , حيث كانت لهما معا مساجلة شعريه في جلسة سمر في احتفال وطني في الثمانينات, كان فيها برجف كعادته مبدعا في اختيار الجواب المناسب للرد على بدع الشاعر العملاق حسين المحضار .
(3)
الشيبة حسن كما كان يطلق عليه في اواخر حياته تقديرا له وتمييزا عن شعراء اخرين يحملون الاسم نفسه ظهروا في الفترة الاخيرة تحديدا في منتصف التسعينات كحسن بانمر وحسن بحلص وغيرهم ,عاصر ثلاثة اجيال الجيل الاول ذلكم الجيل الذي لم تنل اشعارهم حقها من الظهور والبروز نتيجة لعدم وجود مايجعل لاشعارهم صداها المسموع راهنا من اجهزة تسجيل او كتاب ومهتمين يحفظونها من الضياع ومن ابرزهم الشاعر باشحفين الحامدي ومحمد باقديم الحسني (صراط) وسعيد باحويرث وغيرهم كثير , الجيل الثاني جيل كان حظه اكبر من سابقيه ولكن لازالت اشعار معظمهم لم تجمع بعد كالشاعر عوض باغطاء ,عوض الرحباني , احمد عمر باحويرث ,علي السومحي, وبن يسلم السومحي وباصره الخمعي , والجيل الثالث جيل توفرت لهم الكثير ممما يضمن لاشعارهم الحفظ صوتا وصورة وان كان تواجده في فترتهم قليل او قل نادر جدا بحكم كبر السن ومن ابرزهم حسن بانمر وحسن بحلص العكبري وعبيد بانوبي ,احمد محمد باقديم الخمعي وحامد البار وعلي بامهدي وغيرهم كثير.
وحكايته مع الجيل الثالث تجسدها ابيات شعريه اوردها في سياق رده على بدع الشاعر حسن محمد باقديم الخمعي :
نحنا نعمنا في الحضاره والبوادي في كبد = والقبوله ماتت رحمها الله وكم من جيد مات
اذ كان رد برجف كالاتي :
شيبه في السبعين لا كنه حياني خو حمد = وردني لا شاب ولا قد رجولي هاملات من مات مايحيى ولاكن عادها معها ولد = بايجيك متعلم ويقراء في حروف العاديات
(4)
كان محبا للشعر , ليست لاشعاره موعدا تقال فيه ولامكانا معينا يقول فيه ماتجود به قريحته الشعريه من شعر سهل المغنى , كبير المعنى, جزل اللفظ , جميل المبنى , ليست وحدها جلسات السمر , اولحظات الزوامل هي من تستنطق شعره , بل حتى لحظات جلساته العابره ولحظات مجالسته مع محبيه واصدقائه , يكون لاشعاره تواجدا ,خاصة اذا كان بين الجالسين من يقول الشعر .
ذات يوم كان في مجلس في منطقة #ايدمه التي تحتل موقعا وسطا بين اودية مديرية ارياف المكلا الثلاثة (لهوته,شهورة , المسنى ) وبين مدينة المكلا, وكان بين الحضور الشاعر المرحوم محمد صراط باقديم , وكانت ايدمه انذاك اشبه بسوق يجمع القادمين والغادين من تلك الاودية من والى المكلا , والمكلا انذاك تشهد احداث سياسيه كان يمني نفسه شاعرنا ان يجد بعضا من تفاصيلها عند الشاعرصراط المعروف عنه بانه شاعر مقل ومن اصحاب الردود المفحمة كما يشهد بذلك برجف فانشد برجف قائلا :
يابو حسن بنشدك بى منك خبر يومك في البندر تجي عندك خبار
وايش دي حصل بين الحمومي والقثم تشاورو يابو حسن على ايش شار
فرد عليه المرحوم صراط :
نابن علي بحمد محمد باعلي لاقول لك هذا ولا باقول لك ذاك
(5)
تميزت اشعاره بالثراء المعرفي والقصصي , كما حملت في طياتها من الحكم الشئ الكثير ,عاش مايربوا على مائة عام فخبر الحياه , عاش البداوة والحضارة معا ,وعاش كثيرا من المنعطفات والاحداث السياسيه , فكان لشعره من تقلبات الوضع السياسي والمعيشي واثرها على حياة المواطن نصيبا وافرا.
كان اميا ومع ذلك فمن يقرأ قصيدتيه عن سيدنا يوسف وايوب عليهما الصلاة والسلام, يكاد يجزم بان هذا الشعر لاينطق الا عن شخص قارئ جيدا لقصص الانبياء والمرسلين, لكن في الواقع قائله لم يقرأ كتابا واحدا.
(6)
يصف الطمع في احد اشعاره فيقول :
الانسان خلقه من طمع ياماطمع في الادمي = لا قد لحق وادي في الدنيا بغا الا واديين وحنا على ديره وصلنا قاعة البئر الذي = من عينها نشرب ونرمي في وسطها ياهوين ولو درينا هكذا ياالبقل مابانشتري = البيع من اربع بيس والمشترى من عانتينوهو هنا يروي باسلوبه الجميل جزءا مما حصل للبرتغالين في فيقول في نهاية قصيدة طويلة له :
من قبل ما البرتغال بجيشها تنطح = في سدة الشحر ذي عابابها الرميان وعارضوهم وضلوا ياطريح اطرح = باالسيف والرمح والنمشه وباالعيدان وجودوا المقبره من زايد المطرح = وباقي القوم دفنوهم بغير كفان والخال لا مابغا القرشين يتسنح = وان قد بغاها يرد عوده الى الاوطان ذي كافحوا بروا الموقف وذي يكفح = شرب وذي مابغا يشرب جلس ظميان نبه من العود الاخضر فختها تنفح = رد الحياء في الجسد واللحم عاالعظمان لولاه ماالؤل في وسط الغضب يمنح = سلام عاغايصين الؤل والمرجان والختم صلوا على احمد عد ماذلح = ريح الزيب وطلع البارق من القنفان
(7)
بموته في العام 2013م فقدت جلسات السمر وميادين الشعر واحدا من اعمدتها الهامه , وبرحيله افتقدت مثاوي اهله وخلانه ومحبيه ومتذوقي الشعر بدرا انار بضؤه سماء الشعر حكمة وموعظة وقصصا,رثاه شعرا العديد ممن زامله وعاصره من الشعراء , اخترنا جزءا من قصيدة رثاء الشاعر حسن بانمر باعتبار انه الاقرب له نسبا , واكثر ارتباطا واحساسا بهكذا فقدان, حيث يقول في خاتمه تلك القصيدة :
الله يرحمه عاصر في زمانه صدف ## كم من نوابغ وكم من شخص تاج الظلام
شهدوا له الناس وتواريخ في كل ملف ## له من بطئ شاهده ومسجله بالاقلام
له كل شاعر عصر ابنه وقر واعترف ## شاعر وصيته خطا ع حدوده والعلام
ان جيت سيؤن والغرفه وجيت الغرف ## وان جيت حوطة حمد بن زين والله شبام
وان جيت في القطن مثناتها والطرف ## له باتحصل محبه عندهم واحترام
وان جيت في شرق من سيحوت لما عرف # اذا سالت منه نفر بيقول لك ياسلام
شاعر ومعروف وكلامه يجي ع هدف # مايكهل اللفلفه في الشعر شعره تمام
تحسبه من علماء الازهر متى ماهذف # باتقول يانعم ذا العالم ونعم الامام
وهو في الاصل امي مادخل اي صف #ولادرس للدراسه مالقى اي اهتمام
لكنه الهام من ذي لاتعكت شرف # من فوق عبده يعطي العبد ع مايرام
يابو الجويد رحمك الله في كل ملف # بيذكرونك وانا بذكرك دائم دوام
جزعت سنوات زينه والسنين العيف # في قسمنا جاءت معنا قسم يا خس القسام
فرحمة الله تغشاك ايها الشاعرالقدير,عشت مع الشعر لحظات من الحب العذري,فكنت انت وهو كعاشقين لايفترقان حتى يلتقيان اكثر حبا ومحبة, اهديت لنا شهدا من عسل القوافي والكلام الجميل لازلنا نتذوق رحيقه , تجاوز الله عن سيئاتك وجعل قبرك روضة من رياض الجنان …..
(8)
وانا في طور الاعداد لحكاية الشاعر الراحل حسن برجف بلغني ان حفيديه الاخوين طلال وهلال العكبري يبذلان جهودا كبيرا في تجميع قصائده لغرض طباعتها ونشرها في كتاب سيتم اصداره فور الانتهاء من تجميع مواده.
كل الدعوات والامنيات بان يوفق الاخوين وينجزا هذا الكتاب في اسرع وقت , كمانامل خصهان يحذو حذوهما بقية المهتمين بحفظ التراث الريفي من الاندثار فثمة شعراء كثيرين لازالت قصائدهم بحاجة الى تجميع من اشرطة الكاسيت او دفاتر المهتمين وذاكرة بعض ممن يحفظون اجزاء من اشعارهم .
وفي الختام للارياف حكاوي كثيره تستحق ان تروى, نلتقي واياكم مع بعض منها ان طال بنا العمر , وحتى نلتقي استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه….
م/ محمد حسن الحسني
13مايو 2019م


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اخبار دوعن ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اخبار دوعن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق