اخبار اليمن الان | الرئيس علي ناصر محمد: العقيد القذافي كان قلقًا بشأن وحدة اليمن الحلقة

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
كريتر سكاي/خاص:


إعداد / د. الخضر عبدالله:

من إلى طرابلس

ذكر الرئيس علي ناصر  محمد في الحديث السابق حول العلاقات الودية بين  جمهورية الديمقراطية الشعبية  ودولة ليبيا.. وفي هذا اللقاء يروي ما تبقى من لقاء جمعه  بخمية  العميد القذافي ، وقال مسترسلا  في حديثه  :" لا أحد يمكنه التكهن أين ومتى سيلتقي الزعيم الليبي معمر القذافي. ومثلما هو الرجل اللغز الذي حَيّر الدول شرقاً وغرباً، فإن مواعيد لقائه أيضاً تضفي عليه مزيداً من الغموض، فبعد انتظار استمر أكثر من 10 أيام منذ وصولنا إلى طرابلس بحراً قادمين من ميناء اللاذقية السوري، استطعنا أخيراً مقابلته يوم الأحد 31 كانون الثاني/يناير 1993م في مدينة طرابلس التي عاد إليها بعد جولة شملت بنغازي وإثر زيارة قام بها لمصر. وقبل اللقاء كان الكل في حالة استنفار وانتظار أين سيتم اللقاء، ومتى، ولا أحد يستطيع الإجابة متى يكون بالتحديد... وأين. لا مراسم القيادة، ولا مراسم الخارجية، ولا مرافقنا ميلاد. الكل يجهل مكان اللقاء وموعده. هل سيكون في بنغازي، في سرت، في الصحراء، في البحر، في وادٍ تحت شجرة أم خيمة بين طرابلس وسرت، في الهيشة حيث التقيته في نيسان/أبريل عام 1989م؟ لا أحد يستطيع تحديد أي من الاحتمالات إلا الله... وعبد الله السنوسي... ومعمر القذافي.

الحصار الأميركي والعالمي لليبيا 

ويواصل الرئيس علي ناصر  قائلا :" الكل مستنفر، والأعصاب مشدودة، والجميع في وضع استعداد وانتظار إلى جانب الهاتف، والسيارات مجهزة بالوقود لنقل الوفود حين تأتي تلك الإشارة التي ينتظرونها بفارغ الصبر وكثير من الملل. والحقائب والملابس بداخلها مغلقة، فلا ندري أين سيحصل اللقاء ولا كم من الوقت سنقضيه، وعليك في خضمّ ملل الانتظار أن تحاول فك أسرار هذا اللغز الليبي.

طرابلس، لا لون، ولا طعم، ولا رائحة لها من غير القذافي، بل ليبيا كلها لأنه مصدر كل القرارات والسلطات، بالرغم من أنه يرفض أن يُسمي نفسه أو يناديه أحد بالرئيس. ورغم أن ليبيا دولة نفطية غنية، وعدد سكانها محدود، وكان بإمكان شعبها أن يعيش في مستوى معيشي أفضل كالذي تعيش فيه دول النفط الخليجية، إلا أن الصورة في طرابلس وغيرها من المدن الليبية التي زرتها لا توحي بأي مظهر من مظاهر الرخاء، بسبب الحصار الأميركي والعالمي لليبيا بعد حادثة (لوكربي)، ونظراً إلى تحمُّل ليبيا أعباء مناصرة حركات التحرر العربية والعالمية ودعمها، ما يضيف مسؤوليات وتبعات مثل هذه المواقف الثورية... في زيارتي هذه لمست بعض الانتعاش في الأسواق التجارية والمحال الخاصة التي أخذت في التنفس تدريجاً، ولكني كما علمت، فإن هذا الانتعاش النسبي ليس بسبب سياسة جديدة للدولة، ولكن يعود إلى ازدهار تجارة «الشنطة» والتهريب بعد أن أفلست السوبرماركت والأسواق الشعبية وأغلقت أبوابها ولم توفق الدولة في إدارة التجارة. 

بلاد مقبلة على انفراج تدريجي

واضاف   في حديثه وقال  :" أحسست بأن البلاد مقبلة على انفراج تدريجي، أو أقله كان ذلك هو الانطباع الذي خرجت به من تفاؤل الناس الذين التقيتهم في أثناء وجودي بطرابلس، في انتظار موعد اللقاء مع القائد القذافي الذي جاء بعد طول انتظار.

عند الساعة الحادية عشرة والنصف رنّ جرس الهاتف، وهرع الجميع إليه. كان المتحدث السيد موسى سليمان، مدير مكتب العقيد أبو بكر يونس، الذي طلب أن نصل فوراً إلى مكتب العقيد أبو بكر في القيادة، وأرسل ضابطاً لمرافقتنا إلى هناك... تنفس الجميع الصعداء، وتحرك موكبنا بسرعة البرق إلى مقرّ القيادة. مكثنا بضع دقائق في مكتب العقيد أبو بكر يونس، ثم طُلب إليّ بمفردي أن أرافق مدير مكتبه، وحتى هذه اللحظة لا أدري إلى أين، بينما بقي سائر أعضاء الوفد المرافق لي، مع سائر المرافقين في المكتب، والسيارات التي أقلتنا من الفندق منتظرة خارجه.  

مع القذافي في خيمته 

ويتحدث الرئيس  ناصر حول جلوسه مع القذافي وقال :"  أقلتني سيارة المراسم العسكرية، التي انطلقت بنا حيث مررنا بأكثر من حاجز عسكري حتى توقفت أخيراً، وترجلنا منها فلقينا أنفسنا أمام خيمة القذافي المنتصبة أمامنا. كان العقيد في انتظاري، ويبدو في أحسن حال، وصحة جيدة، وبكامل أناقته ولباسه الجميل، تعلو وجهه ابتسامة واسعة وهو يرحب بي ترحيباً حاراً... بعد أن جلسنا، بدأ العقيد حديثه بالاعتذار عن تأخر موعد اللقاء. وقال إنه هو الذي وجه إليّ الدعوة لزيارة ليبيا وأمر بالبقاء فيها حتى عودته من زيارة وجولته الداخلية في المدن الليبية طبرق وبنغازي وسرت، وأنه على علم بانزعاجي لطول انتظاري كل هذا الوقت دون تحديد موعد، وعلم أنني فعلاً قررت السفر إلى تونس، ولكنه طلب من المرافقين أن أبقى حتى عودته. وقال إنه حرص على لقائي لأن هناك أموراً وهموماً تتعلق باليمن يريد أن يتداول الرأي بشأنها معي. أبدى القذافي قلقه بشأن الوحدة اليمنية، وقال إنها في خطر، وكذلك اليمن في خطر، ولم يستبعد احتمال أن تتقسَّم اليمن إلى أكثر من دولة. ونقل أنه سمع في مصر من بعض المحللين السياسيين أن اليمن والوحدة يتعرضان للخطر، وأن دولاً تخطط لتقسيمه. وأكد أنه يريد أن يعرف رأيي شخصياً في ما يدور هناك، باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها، وباعتباري رجلاً وحدوياً وقومياً ضحى من أجل الوحدة، حسب تعبيره، مؤكداً أنه لولا أحداث كانون الثاني/يناير 1986 لما كان للوحدة أن تتحقق.

قلق بشأن الوحدة اليمنية

ويكمل الرئيس  ناصر حديثه بقوله  :" حدثني العقيد القذافي عن الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى اليمن عام 1990م بعد مؤتمر القمة العربي في بغداد الذي قال عنه إنه لا يدري لماذا انعقد!! وقال إن طائرة واحدة أقلته مع الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض إلى ، وإنه التقى عدداً كبيراً من الشخصيات اليمنية في لقاءات متعددة، بما فيها جلسات القات، وآخر في معسكر للقوات المسلحة، وإنه خرج بانطباع جيد بأن الوحدة اليمنية بخير، وعاد من صنعاء وهو متفائل. ولكنه فوجئ بالخلافات الأخيرة بين أفرقاء الوحدة، وبين الرئيس ونائبه، وبين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، وقد أثار ذلك عنده المخاوف! وأخبرني أنه اتصل بالرئيس علي صالح بعد أحداث وصنعاء الذي طمأنه إلى أن الأمور طيبة ولا تدعو للقلق. وأخبرني أيضاً أنه وجه دعوة إلى علي البيض لزيارة طرابلس، ولكنه اعتذر عن عدم تلبيتها، وأن علي عبد الله صالح عندما عرف بالدعوة انزعج لذلك، وقال لي القذافي إنه كان حريصاً على التشاور مع البيض والوقوف منه شخصياً على أسباب خلافه مع الرئيس، كذلك كان يرغب في أن يتشاور معه في الأوضاع في اليمن. وكان انطباعه أن البيض تطور كثيراً، وأنه الآن أكثر تعقلاً واتزاناً، بعكس ما كان عليه من الشطحات والمزايدات والفوضوية. وقال إن القيادة اليمنية ليست أمينة على الوحدة، وإنها استبعدت الجميع من المشاركة في السلطة وبناء الدولة الجديدة. وأضاف: «إن اليمن في انتظارك. وإن الوحدة أمانة في عنقك، وإنك جدير بأن تتحمل مسؤوليتك في اليمن، وعليك أن تعود إليها وإلى جماهيرك، لأنْ ليس لك بعد الوحدة موقع خارج اليمن». وهو الحديث نفسه الذي سمعته من حكام آخرين. دار بيننا حوار حول ضرورة الحفاظ على الوحدة باعتبارها إنجازاً تاريخياً، ليس لليمن وحدها، بل للأمة العربية كلها. قدرت للقذافي قلقه وحرصه على هذه الوحدة من منطلق إيمانه العميق، ونضاله الدائم من أجل تحقيق الوحدة العربية. وتطرق حديثنا إلى الفترة الانتقالية والأخطاء التي ارتكبت فيها، وما تركته من آثار سلبية، وخلافات وأزمة ثقة بين الحزبين الحاكمين، وبينهما وبين بقية الأحزاب والقوى الوطنية، وحتى مع دول المنطقة. وتحدثنا عن عودتي إلى اليمن، فأخبرته بأن المسؤولين طلبوا مني العودة فعلاً، وكذلك العديد من الأحزاب والشيوخ والقوى السياسية. صارحته بأنني أخشى أن يكون الباعث لهذه الدعوات التي جاءت في وقت اشتداد الأزمة، استخدام ورقتي في الخلافات والصراعات السياسية، وهو ما لا أرغب فيه، ولا أن تستخدم عودتي في الصراع على السلطة ولو كنتُ متيقناً من أن هذه العودة ستصب في مصلحة تعزيز الوحدة الوطنية والوحدة اليمنية لاستعددتُ للقيام بخطوة كهذه. وأضفت أنني أفكر في العودة إلى اليمن ولكن كمواطن وليس كمسؤول. وأخبرته أنني انشغلت في الماضي بكتابة مذكراتي عن الأحداث والقضايا التي عشتها وعاصرتها داخل السلطة وخارجها حتى أسجل تجربتي للأجيال القادمة، وأنني منشغل الآن بإنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية التي تهمّ الوطن العربي.

( للحديث بقية )
 


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة كريتر سكاي ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من كريتر سكاي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق