اخبار اليمن | بالوثيقة .. الحكومة اليمنية تكشف ولأول مرة تفاصيل مفاوضات السعودية والحوثيين

كشفت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ولأول مرة بصورة رسمية، تفاصيل المفاوضات بين التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، الجارية منذ شهرين، بوساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، مؤكدة "تقريب وجهات النظر" حيال توسيع بنود الهدنة وتمديدها لاطول فترة على طريق انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

 

أعلن هذا، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور احمد عوض بن مبارك، في تصريح تلفزيوني، الجمعة، أكد فيه تواصل الجهود الاقليمية (الوساطة العمانية) في ما سماه "تقريب وجهات النظر" بين مختلف اطراف الحرب لاستيعاب مطالب توسيع بنود اتفاق الهدنة، لتشمل الملف الانساني وفي مقدمها رواتب موظفي الدولة ووجهات رحلات الطيران المدنية وفتح الطرقات واطلاق الاسرى.

 

وقال وزير الخارجية الدكتور أحمد بن مبارك: إن الجهود الاقليمية مستمرة في محاولة لتجسير الفجوة وتقريب وجهات النظر بين الاطراف المتحاربة في اليمن فيما يتعلق بتنفيذ بعض فقرات الهدنة الإنسانية، التي إنتهت في أكتوبر الماضي". منتقدا في الوقت نفسه ضغوط جماعة الحوثي في ما يخص اعاقة تصدير النفط من الموانئ المحررة بذريعة "صرف رواتب الموظفين من ايرادات النفط".

 

مضيفا: إن هذه المساعي لم تثمر عن شيء حتى الان؛ فجماعة الحوثي مستمرة في خروقاتها بجبهات القتال، ومواصلتها الضغط على الاقتصاد والاستيلاء على الموارد، ونهب إيرادات ميناء الحديدة". ولفت إلى أن "ملف الأسرى وهو ملف مسكوت عنه من الحوثيين، وكان أحد أبرز ملفات إتفاق ستوكهولم، ولم يعد المجتمع الدولي مهتم فيه أو يتحدث عنه" في اشارة إلى تصدر ملف "رواتب موظفي الدولة".

ويأتي هذا الاعلان الحكومي عقب ساعات على تسجيل دول اوروبا رسميا عبر مفوضية اتحادها في بروكسل، موقفا مفاجئا من التطورات في اليمن، وأعلنت رسميا دعمها الكامل للمفاوضات الجارية بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية الجارية بوساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن. مؤكدة تأييدها ترتيبات انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام ووحدة اليمن وسيادته.

 

تزامن هذا البيان الاوروبي، مع صدور أول اعلان من سلطنة عمان، يحسم الجدل المثار منذ بدء وساطتها بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، عن مخرجات هذه المفاوضات، وانباء التوصل إلى مسودة اتفاق اولي بين الجانبين على تمديد الهدنة بشروط الجماعة وبدء ترتيبات انهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن، واستئناف العملية السياسية بمشاركة مختلف الاطراف.

 

وترافق الاعلان العُماني مع اصدار الامارات، الاثنين، إعلانا رسميا، مفاجئا وصادما للمراقبين السياسيين للشأن اليمني، صرحت فيه عن التوصل إلى اتفاق مع جماعة الحوثي الانقلابية، وأكدت انباء وصول المفاوضات بين المملكة العربية السعودية والجماعة عبر وساطة عُمانية، لمسودة اتفاق بشأن الملف الانساني وإنهاء الحرب وبدء ترتيبات احلال السلام في اليمن.  

 

جاء هذا التأكيد الاماراتي، عقب ساعات على اعلان مجلس القيادة الرئاسي وهيئة مستشاريه، لأول مرة موقفه رسميا من المفاوضات الجارية منذ شهرين بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية، ومخرجات هذه المفاوضات، المسربة دبلوماسيا وسياسيا من مسودة الاتفاق الاولية التي تم التوصل اليها.  

 

وتواصل السعودية منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

 

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.