في الرابع عشر من أيلول 2012، اطلقت المدفعية في مطار رفيق الحريري الدولي 21 طلقة ترحيباً بالبابا بنديكتوس السادس عشر الذي وصل الى لبنان حاملا في خبايا لباسه الحبريّ رائحة القداسة والاشتياق من سلفة البابا القديس يوحنا بولس الثاني.
Advertisement
ثلاثة ايام مرّت على اللبنانيين كالحلم وهم الذين كانوا يعانون من مشاكلهم وأزماتهم تماما كما يعانون اليوم، لكن بوتيرة مختلفة وبشكل أقلّ وجعاً وألماً واحباطاً.
وبالحديث عن الاحباط، لا بد من الاشارة الى ان زيارة البابا بنديكتوس الذي رحل ملتحقاً بقافلة الأبرار والصديقين، اتت اولاً لزرع الطمأنينة والأمل والرجاء في قلب اللبنانيين وكل أبناء هذا الشرق المتألم والموجوع.
وزيارة البابا فتحت النقاش حول الدور المسيحي في المنطقة، انطلاقا من شرطين أساسيين : الشركة والشهادة . تماماً كما نجح سلفه البابا يوحنا بولس الثاني قبل 15 عاما في تحديد دور لبنان بأنه " أكثر من بلد، إنه رسالة".
وقبل مغادرته الأراضي اللبنانية وقبل انهاء زيارته لبلد الارز التي حملت عنوان "سلامي أعطيكم"، قال متوجها الى اللبنانيين:
"من أجل لبنان لكي يعيش بسلام ويتصدى بشجاعة لكل ما يمكن أن يدمره أو يقوضه"، مضيفاً: "أتمنى للبنان أن يواصل السماح بتعددية الأديان وعدم الإصغاء لصوت الذين يريدون منعها".
كما وجه تحية خاصة إلى ممثلي الطوائف الإسلامية في لبنان، وقال: "أشكر بشكل خاص كل الشعب اللبناني الذي يشكل فسيفساء غنية وجميلة، والذي عرف كيف يظهر لخليفة بطرس حماسته عبر المساهمة المتعددة الأشكال والخاصة بكل مجموعة. أشكر خصوصاً ممثلي الطوائف المسلمة وخلال زيارتي لاحظت إلى أي حد ساهم وجودكم في إنجاح زيارتي".
وخلال مسيرته الكهنوتية والايمانية، شكّل البابا بنديكتوس السادس عشر نموذجا للمصالحة مع الذات والجرأة، اذ شكلت استقالته من منصبه كرئيس للكنسية الكاثوليكية في العالم علامة فارقة ودليل تواضع وتقديم للمصلحة العامة على الخاصة.
وعلى غراره، كانت خطوة المثلث الرحمة البطريرك ما نصرالله بطرس صفير، الذي قدّم استقالته ايضا فاسحا المجال امام تجدد الكنيسة المارونية قلباً وقالباً.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لبنان 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لبنان 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق