شرح قصيدة امام العلم والرأي المجلي - التعليم

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

جدول المحتويات

شرح قصيدة امام العلم والرأي المجلي التي انتشرت انتشارا واسعا ولاقت إعجاب القراء وحظيت باهتمام الدارسين، حيث أدرجت هذه القصيدة في المناهج المدرسية وصارت محط اهتمام وبحث للكثيرين، وفي هذا المقال يقدم موقع المرجع شرحا لهذه القصيدة تسبقه مقدمة عن الرثاء في الشعر العربي ويليه تعريج على غرض الشاعر من القصيدة ثم شرح أبياتها بالتفصيل بالإضافة إلى تعريف بالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ثم التطرق إلى مؤلف القصيدة والتوسع في الحديث عنه ثم الختام بأسماء مؤلفاته ودواوينه.

الرثاء في الشعر العربي

يعد الرثاء أحد أبرز الأغراض الشعرية وأكثرها دورانا على ألسنة الشعراء، فهو غرض شعري يهدف من خلاله الشاعر إلى تعداد مناقب الميت ومحاسنه وإبراز الحزن عليه ووصف أثر فقده في نفس الشاعر أو في نفس الجماعة. وغالبا ما يتطرق الشاعر إلى أربعة عناصر في قصيدة الرثاء فيتناول حتمية الموت ثم يتناول أحداث الفاجعة وكيفية وقوع الموت ثم يتطرق إلى خصال الميت الحسنة من خلال التأبين الذي يدور غالبا حول صفات الشجاعة والقوة والكرم وما إلى ذلك من صفات يمتدح بها الناس وينتهي بإظهار الحزن والأسى على الميت كما يقترن هذا الحزن والأسى بالرضا والتسليم ولاسيما في أشعار المؤمنين. وقد اشتهر الكثير من شعراء العرب في هذا الغرض، ومن أبرز شعراء الرثاء العرب:

  • أبو ذؤيب الهذلي
  • ابن الرومي
  • الخنساء
  • فاطمة الزهراء رضي الله عنها
  • الشريف الرضي
  • علي الحصري القيرواني
  • الزير سالم

شاهد أيضًا: شرح قصيدة أبو العلاء المعري يرثي فقيها

شرح قصيدة امام العلم والرأي المجلي

قبل الشروع بشرح قصيدة امام العلم والرأي المجلي لابد من معرفة سبب كتابة قصيدة إمام العلم والرأي المجلي وغرض الشاعر منها والمعاني المتناولة فيها بشكل عام للتفصيل بعد ذلك في شرح الأبيات بصورة مستقلة.

الغرض من قصيدة إمام العلم والرأي المجلي

كتب الشاعر أحمد صالح قصيدته إمام العلم والرأي المجلي رثاء للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي عرف بغزارة علمه وسعة اطلاعه وحفاوة الناس بمجلسه، حيث يمتزج الفخر بالحزن في هذه القصيدة، ويجد القارئ بين سطورها تقديس الشاعر لقيمة العلم وإعلاء شأن العلماء والفقهاء والشيوخ والدعوة إلى تقديرهم والاقتداء بهم واغتنام حياتهم للنهل من معين علمهم الغزير والوفاء لعطاءهم بعد وفاتهم.

شرح الأبيات من 1-3

عظيمًا في تواضعكم حليمًا

بسطت لكل معضلة جوابًا

أبا العلماء والفقراء إنا

نكاد نعيش دنيانا اغترابًا

رحلت وفي القلوب هواك يسري

وحبك نبتة طابت وطابا

يستهل الشاعر معانيه بالتنويه بالشيخ الجليل عبد العزيز بن عبد الله بن باز مشيرا إلى تواضعه مع الناس وصبره عليهم وقدرته على إجابة تساؤلاتهم وتيسير أمورهم. أما في البيت الثاني فينزل الشيخ منزلة الأب الذي يضم تحت جناحه العلماء لغزارة علمه واتساع معرفته مما جعله مرجعا لهم ومقصدا لجياع العلم والمال الذين افتقدوه بعد رحيله وشعروا بالغربة. ويؤكد الشاعر في البيت الثالث أن محبة الشيخ لن تزول برحيله فهي راسخة في وجدان الناس وثابتة كثبات عطر النبتة الفواحة.

شرح الأبيات من 4-6

أرى كرسي فتواك استجاشت

به العبرات ينتظر الإيابا

وطلاب تحروك اشتياقًا

تعلمهم وتلقيهم خطابا

كأنهم إلى لقياك ساروا

لتسمعهم من التشريع بابا

في البيت الرابع يصف الشاعر الحزن الذي خيم بعد رحيل الشيخ، فلم يقتصر هذا الحزن على البشر بل إن كل ما يخص الشيخ حزين على هذا الفراق، فقد وصف الشاعر الحزن الذي أصاب كرسي الشيخ  من باب المبالغة للدلالة على حجم فاجعة الفقد. وفي البيتين الخامس والسادس يصف الشاعر تلامذة الشيخ فقد جعلهم الشوق يبحثون عنه بعد وفاته ليلقي عليهم الخطب ويرشدهم فهم غير مصدقين لفكرة رحيله ينتظرون لقاء الشيخ ليفقههم في أمر من أمور الدين.

شرح الأبيات من 7-9

يتاماك المنابر مُطرقات

ومن عشقوا إلى العلم الكِتابا

قٌلوب المسلمين تزف نعشا

إلى من لا يخيب من أنابا

لئِن رفعوا على الأكتاف نعشا

فقد حملت قلوبهم المُصابا

يتابع الشاعر في البيت السابع وصف أثر الفاجعة بفقد الشيخ الذي افتقدته المنابر التي اعتلاها مثلما افتقده طلاب العلم. لكن الشاعر في البيت السادس يقلب الموازين فيجعل من جنازة الشيخ عرسا يزف به للقاء ربه وهو بذلك يؤكد مكانته الدينية وفضله في أمور الفقه والشريعة الذي جعله في مكانة مرموقة ليرحل مطمئنا إلى الله الذي لا يرد من يقصده، وقد حمله المسلمون إلى قبره بينما كانوا يحملون الحزن في صدورهم.

شرح الأبيات من 10-12

وأن له إلى الرحمن وفدا

-بإذن الله- لن يخشى الحِسابا

وداعُك في النفوس له أورا

وفقدك هز من حُزنِ شبابا

أرى (الحرم الشريف) يموج خلقًا

كأن هديرهم عجب عجابا

في البيت العاشر يظهر الشاعر اطمئنانه إلى منزلة الشيخ في الدار الآخرة ملمحا إلى أن جميل أعماله وما قدم في دنياه كاف كي يأمن الحساب فهو بين يدي الله الرحمن الرحيم. ويعود الشاعر في البيت الحادي عشر لوصف مقدار الحزن الذي أصاب الناس بعد وفاة الشيخ الجليل فقد كان هذا الحزن حارقا كالشمس في شدتها وقد تسببت وفاة الشيخ بصدمة لدى الشباب زلزلت كيانهم. أما البيت الثاني عشر ففيه يصف الشاعر ازدحام الناس في الحرم لتأدية صلاة الجنازة على الشيخ المتوفى حيث تهافت الناس إلى درجة تثير الذهول والدهشة.

شرح الأبيات من 13-15

قلوبهم إذا يحثون تُربا

لتغبط في محبته الترابا

إمام العلم والرأي المُجلي

لك العتبى ولم تأتِ العِتابا

وداعًا يا حبيب الناس إنا

بفقدك نسأل الله الثوابا

في البيت الثالث عشر يؤكد الشاعر مكانة هذا الشيخ في قلوب الناس التي تمتلئ بحبه وقد ظهر هذا الحب في مراسم دفنه حتى أحس به التراب ولو كان للتراب عقل لتمنى أن يحظى بمثل هذا الحب. أما البيت الرابع عشر ففيه وصف لمكانة الشيخ حيث خلع الشاعر عليه ألقابا تدل على غزارة علمه وقوة حجته. ويختم الشاعر في البيت الأخير بوداع الشيخ للدلالة على التسليم بقضاء الله وقدره راجيا المثوبة من الله على الصبر في هذا المصاب.

شاهد أيضًا: قصيدة الفرزدق في زين العابدين

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

هو قاضي سعودي الأصل وفقيه، ولد في الرياض حيث تلقى علومه. شغل منصب المفتي العام للمملكة السعودية لسبع سنوات قبل وفاته، كما ترأس هيئة كبار العلماء في السعودية كما شغل الكثير من المناصب، وحصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، وقد ألف الكثير من الكتب حتى بلغ عددها 41 كتابا حوت الكثير من علوم الشريعة كما تناولت ردود الشيخ على المذاهب الدينية. وأصبح بذلك من أبرز علماء الإسلام في عصره.[1]

من هو مؤلف قصيدة إمام العلم والرأي المجلي

كتب قصيدة إمام العلم والرأي المجلي الشاعر السعودي أحمد صالح الصالح الملقب ب(مسافر). وقد كتب القصيدة في رثاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وقد بث فيها مشاعر الحب لهذا الشيخ والأسى لرحيله والاعتزاز بمكانته والعرفان بفضله بين الناس، وقد انتشرت قصيدته هذه بشكل واسع لجمال معانيها وبلاغة أسلوبها.

شاهد أيضًا: العلم الذي كتبت هذه القصيدة في رثائه

معلومات عن الشاعر السعودي أحمد صالح الصالح

هو شاعر سعودي ولد عام 1943 في السعودية ودرس هناك وتخرج في إحدى جامعات الرياض بدرجة مجاز في التاريخ، وقد شجعه على خوض التجربة الشعرية سفره إلى مصر حيث عرض إنتاجه على الشاعر المصري صلاح عبد الصبور الذي شجعه على إصدار ديوانه الأول الذي نشره في الرياض عام 1978م تحت عنوان (عندما يسقط العراف). ويعد أحمد صالح من أبرز شعراء السعودية المحدثين ومن رواد التجديد في الشعر. نشر نتاجه الشعري في العديد من الصحف والمجلات، وله دواوين مطبوعة وقد بث من خلال أشعاره همومه العربية وقضاياه الوطنية، وأطلق على نفسه لقب المسافر.[2]

دواوين الشاعر أحمد صالح الصالح

نشر الشاعر أحمد صالح الصالح العديد من الدواوين المطبوعة، منها:

  • عندما يسقط العراف
  • انتفضي أيتها المليحة
  • قصائد في زمن السفر
  • المجموعة الأولى
  • الأرض تجمع أشلاءها
  • لديك يحتفل الجسد
  • عيناك يتجلى فيهما الوطن
  • عبق الذكريات الجزء الثاني
  • تورقين في البأساء
  • أصطفيك في كل حين
  • في وحشة المبكيات
  • تشرقين في سماء القلب

بهذا يصل المقال إلى ختامه حيث تم شرح قصيدة امام العلم والرأي المجلي وذلك بعد التعريف بشعر الرثاء ثم توضيح غرض القصيدة بالإضافة إلى التطرق إلى معلومات عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي كتبت القصيدة في رثائه ثم الحديث عن مؤلف القصيدة وإدراج معلومات عن الشاعر أحمد صالح الصالح وذكر أسماء مؤلفاته المطبوعة ليكون هذا المقال مرجعا كافيا للمهتمين بالقصيدة وكاتب القصيدة وموضوعها.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المرجع ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المرجع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق