اخبار اليمن | شاهد .. وزير الدفاع البريطاني يصل إلى جبال ردفان جنوب اليمن لهذا السبب (تفاصيل)

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

سعى الإنجليز لكبح الثورة في مهدها، قاموا خلال العام 1964م بخمس عمليات كبيرة، شارك فيها آلاف الجنود ، وعدد كبير من الأسلحة الثقيلة أطلقوا على حملتهم الأولى ( نتكراكر) ، ومعناها كسارة جوز الهند، تكونت من الكتائب الثانية والثالثة والرابعة لجيش الاتحاد، معززة بكتيبة مصفحات، وبعض القوات البريطانية المسنودة بالدبابات والمدفعية والطائرات، وكانت منطقة الثمير نقطة تجمعها.

ما أن أقلت طائرات الهيلوكبتر كتيبة من الجنود فوق

الهضاب المشرفة على وادي ربوة ووادي المصراح حتى

انهال الثوار عليها بالضرب من بنادقهم، لتسارع القيادة

الإنجليزية بوقف هذه العملية نهاية ذات الشهر، ثم

عادت وأمرت باستمرار انزال الجنود، وبالفعل أنزلت ثلاث

فرق ، أحاط بهم الثوار وأجبروهم على الرحيل مشيا على

الأقدام.

قام الإنجليز بعد ذلك يحملتهم الثانية رستم، سيطروا فيها على وادي تيم، ووادي ذنبه ، نجح الثوار بعد أن وصلهم الدعم في استعادة تلك المناطق، وقتل عددا من الجنود، أعلنت إذاعتي صنعاء والقاهرة نبأ ذلك الانتصار، الأمر الذي أغاض الإنجليز، وقاموا أواخر مارس بإرسال سرب مكون من ثمان طائرات من نوع هنتر لضرب حريب وهو التعدي الصارخ الذي أثار سخطا عامًا في الصحافة البريطانية، وهيئة الأمم المتحدة.

اعترفت تقارير المخابرات البريطانية حينها أن عدد الثوار في ردفان وصل إلى أكثر من 500 مقاتل، ولأول مرة ذكروا بأن الثوار صاروا يلبسون بدلات رسمية، وأنهم في غاية التنظيم، ومسلحون تسليحًا جيدًا.

بعد فشل الحملة الثانية منتصف إبريل من ذات العام

قرر الإنجليز القيام بعملية عسكرية كبرى بقيادة المأجور

جنرال جون كابون، القائد العام للقوات البرية في الشرق

الأوسط .

. وهي قوات خاصة سميت بقوة ردفوس)، وقد

للعملية عدد كبير من الطائرات، وحددت أهدافها بمنع الثورة من الانتشار وإيقاف الهجمات على طريق الضالع، فيما بلغ عدد الجنود المشاركين بها حوالي 3000 جندي وضابط واستمرت لحوالي 25 يوما، وكسابقتها كان مصيرها الفشل الذريع خصص على الرغم من تمركز قوات الكومندوس البريطانية فوق الجبال المطلة على وادي تيم ووادي ذنبه ، وتهجيرها السكان قرى الواديين، استمر الثوار المتمركزين شمال وادي

تيم، ووادي المصراح، وجبال البكري بمناوشتهم

وتكبيدهم الكثير من الخسائر، ولذلك قرر الإنجليز القيام

بحملة رابعة بقيادة بلكر، استمرت من 11 حتى 23 مايو

من ذات العام.

أراد الإنجليز من خلال هذه الحملة تعريف الثوار بقدرة

جنودهم على التغلغل في عمق المناطق الوعرة، والاستحواذ على جبال البكري الاستراتيجية، وقد كان لهم ذلك، دارت المعركة الرئيسية في قرية القطيشي ليشهد الإنجليز بعد انتهائها بشجاعة أبناء ردفان وبسالتهم.

بعد ذلك تأتي الحملة الخامسة من 24 مايو إلى 23 أغسطس 1964م ، بقيادة بلير، ثم بلكر، وكان الهدف منها السيطرة على جبل الحورية أعلى قمة في ردفان، شن جيش الاحتلال هجمات فجائية على وادي تحلين بهدف

السيطرة عليه، وقطع طرق قوافل الثوار المحملة بالذخائر

والمؤن من الشمال، إلا أنَّ الثوار تصدوا لهم ، اسقطوا

طائرة هيلوكبتر، وأعطبوا طائرتين.

اضطر وزير الدفاع البريطاني دنكن ساندر حينها أن يأتي الجبال ردفان الملتهبة في عز شهور الصيف، محاولا رافع معنويات جنوده المنهارة، كما اضطرت الحكومة البريطانية أن تستقدم بعض جنودها المتواجدين في جنوب افريقيا وايرلندا، ولقوة وبسالة ثوار ردفان كانت الصحافة البريطانية تطلق عليهم الذئاب الحمر).

عقد مجلس العموم البريطاني جلسة خاصة لمناقشة تداعيات ذلك الوضع المربك، وذكر أحد المؤرخين - حضر تلك الجلسة - أن أعضاء المجلس تحدثوا عن صمود أبناء ردفان، وتسأل أحدهم: كيف لم تستطيع قواتهم المزودة بأحدث العتاد العسكري من القضاء على المتمردين وكيف لم تتمكن 1700 غارة جوية من ضرب مواقعهم؟! وعلق ساخرًا: «لقد أقاموا متحفًا أطلقوا عليه متحف الرؤوس البريطانية، لكثرة قتلانا هناك.

لم يسترح ثوار ردفان لحظة، تمكن الإنجليز نهاية عام 1964م من تضييق الخناق عليهم، تمترسوا في المرتفعات الوعرة، الصعبة المسالك، ظلوا أيامًا بلا ماء ولا طعام ولا ذخيرة، حتى الهواء لم يكن سوى غلالة كثيفة من رائحة البارود، الأمر الذي زادهم قوة وصلابة، لم يتزحزحوا عن مواقعهم قيد أنملة، تغلبوا على جميع المعوقات، وأثبتوا للجميع أن الثورة مستمرة، وأن بريطانيا يمكن هزيمتها.

تأكد حينها للقاصي والداني تيل مطالب الثوار وقوة شكيمتهم، وقساوة المحتل، وحقارة عملائه، خاصة بعد أن مارس الأخيرين جرائم حرب شنيعة في حق ردفان وأبنائها، أخذت طابع الأرض المحروقة. سمموا الآبار، وزرعوا الألغام، وقصفوا المنازل، وتسببوا بكارثة إنسانية فظيعة، نزح بسببها آلاف المواطنين إلى الضالع، وماوية، وعدن، وقد أدان أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني تلك الأعمال، وتناقلت تصريحاته وكالات الأنباء العالمية.

وفي عدن وقف أحد السياسيين الجنوبيين يتأمل أفوج

النازحين، وقال متهكما: «هذا ما جنته ردفان من الكفاح

المسلح»، وماهي إلا أيام قلائل حتى ضجت شوارع تلك

المدينة بالثورة، ولم يكد ينتهي العام 1965م إلا وهناك 12

جبهة مفتوحة في أرياف الجنوب، ساهمت عمليات عدن

الجريئة في تخفيف الضغط عليها، وصارت ردفان في فم

كل ثائر حسب أغنية شهيرة للفنان محمد مرشد ناجي

التكلل تلك التضحيات برحيل المحتل نهائيا 30

نوفمبر 1967م.

ثورة_14 أكتوبر المجيدة

كتبه بلال الطيب


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة يمن فيوتشر ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من يمن فيوتشر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق