كتب وليد شقير في" نداء الوطن":لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية عن حظوظه في رئاسة الجمهورية في مقابلته التلفزيونية أول من أمس، لكن حديث فرنجية هذه المرة جاء بعد محطتين، الأولى لقاؤه مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بضيافة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله حين دعاهما إلى إفطار في 8 نيسان الماضي، والثانية زيارته إلى موسكو في 18 من الشهر نفسه، التي رأى المراقبون أنها استقبلته بصفته صاحب الحظ الراجح للرئاسة في لبنان.
Advertisement
لكن هذا الموقف لم يمنع من اطلعوا على فحوى اللقاء من ترجيح ميل الحزب إلى تبني ترشيح فرنجية. فبعد الانتخابات النيابية، يكون نصر الله قام بما عليه لدعم باسيل ومساعدته على تعويض بعض ما خسره تياره من شعبية في الوسط المسيحي، ليتحول بعدها نحو دعم دعم فرنجية.
وعلى ذمة الراوي أن فرنجية أبلغ نصر الله بوجوب تحسين العلاقة مع دول الخليج والتزام العروبة، وعدم معاداتها لأنها الشريان الاقتصادي للبنان، وأن علاقته مع هذه الدول جيدة على رغم أنها عادية، حتى لو كان مع محور الممانعة، وأن نصر الله وافقه الرأي. وعلى الصعيد الدولي فإن صلاته متوازنة مع روسيا ولا مشكلة لديه مع الدول الغربية، لأن هذه هي القاعدة في موقف لبنان...
يبقى السؤال الأساسي، حول كيفية إقناع الدول المعنية بالتوافق على رئيس الجمهورية، ومعها فرقاء لبنانيين، بألا تعتبر فرنجية امتداداً لعهد عون من زاوية تبعية الرئيس المقبل لمحور الممانعة، الذي هو أصلٌ للمشكلة التي نجمت عن فرض السياسة الإيرانية على الموقع المسيحي الأول في الدولة. فمنها تفرعت سائر الأزمات، وصولاً إلى الأزمة الاقتصادية الكارثية. ففرنجية يبقى ملتزماً هذا المحور في حال تبوأ المنصب، وإن كانت تجربة عون تخطت هذا الالتزام، إلا إذا كان يراهن على التسوية الإقليمية التي كرر القول إن حل مشكلة سلاح الحزب يأتي في سياقها.

0 تعليق