منذ تقديم سعد الحريري لاستقالته، بدأ الوزير جبران باسيل سلسلة لقاءات مع شخصيات سنّية تتوق لتنعم بلقب "دولة الرئيس". ربما يعرف هؤلاء، في قرارة أنفسهم، أن أكثرهم سذاجة وخفة هو أوفرهم حظاً في التكليف، نظراً لنوع الأسئلة والمتطلبات. وحده بهيج طبارة كان خارج هذا التصنيف، على الرغم من قبوله بالمهمة وفق شروطه، وليس وفق ابتداعات وابتكارات رئيس التيار الوطني الحرّ، الشبيهة ببدعة "منتشرين لا مغتربين". وضع طبارة شروطه التي لم تناسب باسيل ولا الحريري، فتنّحى جانباً.
الذمّيون السياسيون
يتزاحم المرشحون فيما بينهم، على من يتقن أكثر فنون الإرضاء والبهلوانيات وادعاء الإنجازات. غايتهم الوحيدة تقديم فروض "ذميتهم السياسية" لصاحب القوة الذي يفصّل ويُلبس. ولا مشكلة لديهم إذا ما كان اللبوس على شبهة التعرية إلى حد الصقيع.
المشكلة الوحيدة التي لا تزال تعترض طريق باسيل إلى "صناعة رؤساء الوزراء" هي حاجة حلفائه، بعقلانيتهم النسبية وواقعيتهم، إلى الغطاء السنّي. وضرورة الحصول على موافقة "سنّية" تصويتاً ومشاركة في الحكومة العتيدة. إنها الحاجة إلى سعد الحريري. وليس وحيداً، بل معه "رؤساء الحكومة السابقين". فخروجه عن اجتماعهم وعن توافقهم ستؤدي إلى تعريته. فالزمن تغيّر ولم يعد الحريري قادراً على التسليم بكل شيء، كما فعل إبان التسوية الرئاسية، وتمكن حينها من الحفاظ على رمزيته وبعضاً من شعبيته وحضوره السياسي. وهو يعلم أن باسيل المدعوم من رئيس الجمهورية، يريد انتزاع كل الصلاحيات، وإعادة موقع رئيس الحكومة إلى ما قبل الطائف، على نحو لا طاقة للحريري ولا لأحد آخر على تحمّل ذلك. وحتّى عندما غضّ "زعيم السنّة" طرفه عن بعض التفاصيل، وجد نفسه يدفع الأثمان، فيما الآن حانت الفرصة لتصحيح الأخطاء ربما، فيعيد الحريري بعضاً من المهابة إلى مكانته.
السخط والمسؤولية
الواضح أن المسؤولية الأكبر تقع على بعبدا ووزيرها المدلل، الذي لا يرى ما يجري في الشارع إلا باعتباره موجهاً إلى الحريري وسياسته الاقتصادية، متناسياً أنه شريكه وصاحب الثلث المعطّل منذ عشر سنوات وماسك أهم الوزارات. لذلك يستمرّ باسيل بفرض إملاءاته. فمع بهيج طبارة طالب بالحصول على كل الوزراء المسيحيين، واشترط تسمية الوزراء بنفسه، ومن بينهم الوزيرة ندى البستاني وغسان عطا الله، إلى جانب عودته المظفّرة هو إلى قلب الحكومة. وفي المفاوضات مع سمير الخطيب تستمر الشروط ذاتها.
باسيل يهدد الحريري
المشكلة ليست فقط بالحصص والحقائب، بل هي شخص جبران باسيل، الذي منذ البداية بات استبعاده شرطاً لاستبعاد الحريري من رئاسة الحكومة. أي معادلة سعد مقابل جبران. ليتبين فيما بعد أن كل الإيحاءات التي قُّدّمت من التيار باستعداده للتخلي عن باسيل كانت أوهاماً. وعندما سُئل رئيس الجمهورية عن الموضوع، رفض بشكل قاطع التضحية بباسيل، خصوصاً بعد الانتفاضة الشعبية، كي لا يتم تكريس صورته كمذنب تحيط به شبهات الفساد أو سمة الفاشل. فذلك يقضي على مستقبله السياسي. وهذا ما لا يرضى به الرئيس عون مهما كلّف الأمر.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لبنان 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لبنان 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق