اخبار مظاهرات لبنان : 'هلا هلا هلا هو'... 'نشيد' ثورة الطلاب!

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

 

"هلا هلا هلا هو" أغنية إنتشرت في كل الساحات، وبقيت قافيتها التي تنتهي بـ"واو" خاضعة لمزاجية وهوى كل ساحة ووفق ما تقتضيه حماسة الشارع، حتى أن البعض حولّها إلى نوع من الشتيمة، التي طاولت في شكل أساسي الوزير جبران باسيل، الذي إضطرّ إلى الإعتذار من والدته لأنه بسببه لحق بها هذا الكمّ من الإهانات، ولكن سرعان ما تحوّلت هذه الأغنية إلى ما يشبه "نشيدًا" يحتلّ الساحات، مع تغيير في نمط القافية لتتلاءم مع المطالب التي يرفعها المتظاهرون، وبالأخص بين طلاب المدارس، الذين أخذوا الشعلة من الحراك الأساسي وأستلموا الدفة وملأوا الطرقات، مردّدين أن خسارة سنة دراسية تبقى أفضل من خسارة العمر كله، في ظل غياب الرؤية الواضحة لدى المسؤولين الذين توالوا على السلطة منذ الإستقلال حتى اليوم، والذين لم يستطيعوا أن يبنوا أكثر من مزرعة، بحيث تسهل عليهم تقاسم مغانمها، وفي ظل إنعدام الحسّ بالمسؤولية، وعدم الإهتمام بالفئة الشبابية، التي هي أساس التغيير، وعليها التعويل ببناء مستقبل مختلف عن سنوات الماضي الطويلة.

 

وبغض النظر عما في هذه الإغنية من تسخيف لمطالب بحجم المستقبل فإن ما يظهره هؤلاء الطلاب من خلال الإحتكاك بهم لمعرفة مدى وعيهم لما يقومون به يشكّل مفاجأة كبيرة بالنسبة إلى الذين يعتبرون أن هؤلاء لم ينزلوا إلى الساحات إلاّ لتمضية الوقت والتهرب من الحصص المدرسية، ليتبين لهم مدى العمق الذي يتحدّثون به، ومدى عمق ثقافتهم، الذي يحلو للبعض تسمية هذا الجيل بـ"جيل الإنترنت"، مع تمام المعرفة بحقية الأزمة التي تعيشها البلاد، وهم يؤكدون أن المستقبل هم من سيصنعونه، لأن الطبقة السياسية لم تستطع أن تبني وطنًا على القدر الكافي، الذي يحقق للشباب اللبناني طموحاته وأحلامه، وهي غير الطموحات التي لدى السياسيين.

 

ما يختزنه هؤلاء الشباب من طاقة إيجابية تستأهل أن يعطوا فرصة للتعبيرعن مكنوناتهم وعن تطلعاتهم، لأن ما يحلمون به يختلف تمام الإختلاف عمّا يحلم به من سبقهم، وكانوا هم بدورهم يحلمون بعكس أحلام آبائهم. وهكذا دواليك إلى أن تستقيم الأمور في دورانها على ذاتها من أجل الوصول إلى ما يحقق للبشرية رفاهيتها من دون أن يعني ذلك التقليل من أهمية ما أنجز في السابق، لأن التطور هو نتيجة حتمية لتراكم الخبرات على مرّ الأجيال.

 

وفي الجدلية بين القديم والجديد فإن هذا الصراع قائم منذ أن قامت حركات التحرر، بدءًا من الثورة الفرنسية وصولا إلى الثورة الصناعية والحرب الطبقية بين جنوب وشمال. وهذه سنّة من سنن الحياة، إذ يرفض الجيل القديم التسليم بأفكار الجيل الجديد، التي تبدو مختلفة تمام الإختلاف في نمطية التفكير، اسلوبًا وجوهرًا.

 

ما نسمعه من طلاب لا تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة، كمعدل وسطي، فاجأ الجميع وجعلهم يقفون مذهولين أمام هذا النضوج الذي يتخطّى حاجز ما هو عادي، فتسمّى الأشياء بإسمائها، كمن يقول مثلًا بإنه يريد أن يعرف من أين تأتي مصادر تمويل رئيس حزبه ونوابه "لأننا لا نريد بعد اليوم أن نتبع حزبًا أو زعيمًا على العميانة"، أو من يقول "إننا نرفض أن ندرس التاريخ، لأننا نحن اليوم نصنع هذا التاريخ".

 

الأمثلة كثيرة وكلها تدعو إلى الإطمئنان على المستقبل على رغم ما يحيط به من غيوم قاتمة تحجب الرؤية.

 

في المحصلة، يقول الشباب اليوم لمن سبقهم "لقد جاء دورنا. إختبرناكم على مدى سنوات طويلة ولم تقدّموا لنا سوى الفشل. لقد حان الوقت لأن تستريحوا وتتركوا الساحة لنا، لأن المستقبل لنا ونحن من سيصنعه."

 

 

 


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لبنان 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لبنان 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق