اخبار مظاهرات لبنان : ليحكمنا الهنود الحمر... لكن لا تضيّعوا حقوقنا!

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

أول من أمس كان يوماً طويلاً من قطع الطرقات. أوصال بعض المناطق قطعت. فقد أقدم المتظاهرون على قطع أكثر من طريق حيوية داخل وخارجها خاصة طرق والبقاع والشمال. وكذلك في كل من حاصبيا ومرجعيون حيث أقدم المتظاهرون على إغلاق الطرقات.

في المحصلة، ما جرى أسفر عن تعطيل الحركة في بعض المرافق العامة والخاصة، لكن المشكلة هي في تصاعد الاستياء الشعبي. فقد شهد اللبنانيون سواء كانوا في مكاتبهم أو في بيوتهم، وحتى على هواتفهم، حصول مواجهات بين محتجين وقوى أمنية وأيضاً بين متظاهرين ولبنانيين حاولوا المرور.

وتم تداول مقطع فيديو يظهر إمرأة في خلدة تحاول الوصول إلى المستشفى حيث والدتها، إلا أن أحد الاشخاص الملقب بالملا عمر رفض السماح لها بالمرور. وكذلك الأمر حين منع محتجون على "الرينغ" مرور شخص يتوجه للحصول على دواء لأحد أفراد عائلته المصاب بالسرطان، في حين أن بعض سيارات الاسعاف علقتْ في زحمات السير ما منع وصول المرضى الى المستشفيات نتيجة قطع الطرقات.

أمام هذه الصورة الكثير من الآراء الفوضوية التي أصبحنا نصادفها يومياً. تماماً كما هي حال الفوضى التي نتخبط فيها اليوم، من دون أن ننجر إلى صدامات مسلحة، وهذا من لطف الله بنا!
من المتعارف عليه أن إخضاع أي سلطة في العالم، إنما يتم بالضغط عليها وتوسيع رقعة الاحتجاج الشعبي ضدها. ومنها قطع الطرقات واحتلال الساحات العامة (لنصل الى ما يشبه شلل الحركة الفردية والجماعية) لإحداث خضة تهز السلطة. 

لكن اليوم بات هذا الامر معضلة. فبينما هذا حق مشروع في المبدأ لأي مجموعة تحتج، يظهر أن الامور أضحت خارج السيطرة، إذ لا يحق لأحد، يطالب بتحسين وضعه الاقتصادي – الاجتماعي، ألا يكون على قدر كبير من الانسانية والشعور بغيره، ليفسح الطريق لسيارات الاسعاف والمرضى. لا الحكم على هؤلاء بالاعدام، في بلد يعدم أبناؤه بطيئاً.
 
هذا ما ناحية، لكن من ناحية أخرى، لم يعد من المفهوم، (اذا استثنينا نظرية المؤامرة وقلنا ان كل التحركات لم تنزل عفوية وليست مدفوعة من اطراف داخلية لتصب في قلب الصراع القديم بين اركان السلطة)، لماذا لا يتم التظاهر وبكثافة أمام الاشخاص والجهات والمؤسسات المسؤولة عن الازمة الحالية؟ 
 
إذا لم توجه التحركات ضد المؤسسات المسؤولة عن انهيارنا، فإن حصول صدام بين شارعين شبه محسوم. ولن ترى في التحركات سوى تجمهرات قطع طرق لا عناوين مطلبية حياتية يجمع عليها الكل، بمن فيهم المحازبون، وبالتالي يفقد اي تحرك مستقبلي زخمه في بلد يعرف زعماء طوائفه كيف يفرغون كل شيء من محتواه وتطويعه لمصالحهم. 
 
هذا ما في يخص المتظاهرين. أما السلطة فشأن آخر، اذ يبدو أن خطابها لم يستوعب بعد حجم ما جرى. كأنها في حالة ارتداد للماضي وتمارس فعل التعامي العمد عن رؤية الحاضر فكيف اذا كان المستقبل. 
 
هل يعقل أن تكون أجواء المشاورات بين الاحزاب والزعماء التي تسبق الخطوات العملية لتشكيل الحكومة الجديدة، ما زالت ترى التوازن الطائفي في قائمة أولوياتها؟ في وقت لا يهم الكثير من اللبنانيين اليوم إلا لقمة عيشهم. كأنهم يصرخون: فليحكمنا الهنود الحمر، لكن لا تضيعوا حقوقنا، أما توازناتكم فلا طعم لها في وطن على شفير الانهيار.

 


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لبنان 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لبنان 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق