اخبار مظاهرات لبنان : مع الثورة حتى النهاية...ولكن!

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

لم يبقَ لبناني واحد إلاّ وأيّد المبادىء التي من أجلها نزل متظاهرو الإنتفاضة إلى الشوارع والساحات، بدءًا برئيس الجمهورية حتى آخر مسؤول في الدولة ومن بينهم الوزير جبران باسيل، الذي كان هدفًا من أهداف الإنتفاضة – الثورة، والذي طاولته بشتى أنواع النعوت والألقاب.

 

 

فالعناوين العريضة التي يرفعها المتظاهرون هي مطلب كل لبناني يحلم بأن يعيش في وطن تُصان فيه كرامة كل إنسان، صغيرًا كان أم كبيرًا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ما يطالبون به، وهو الحد الأدنى من مقومات العيش في بلد أصبح فيه الفساد مستشريًا في شكل لا يتصورّه العقل، وهو بات بمثابة الجرثومة السرطانية التي تنهش بجسد الوطن المنهوك، بكل مستوياته، سواء أكان فسادًا سياسيًا، وهو من أخطر أنواع الفساد، أم فسادًا ماليًا يأخذ ألف شكل ولون، بدءًا من الموظف العادي حتى أكبر موظف في إدارات الدولة، من دون أن نقع في خطأ التعميم، لأن ثمة موظفين "أوادم" وكفّهم نظيف ولم يتأثروا بلوثة الرشوة أو الإرتهان لإرادة هذا الزعيم أو ذاك المسؤول.

 

 

لا جدل في أحقية ما يطالب به الشعب، الذي يأكل خبزه بعرق الجبين، وهو بالكاد يستطيع أن يسدّ رمقه بما تيسرّ، حتى أن البعض منهم، وهم الأكثرية، لا يستطيعون إعالة أطفالهم، ناهيك عن همّ الطبابة، إذ شاهدنا أكثر من حالة على أبواب المستشفيات، لأن أهل المريض لا يملكون فلسًا واحدًا مما يُطلب منهم قبل إدخال مريضهم إلى المستشفى، فيما يبقى مصير من يصبح في سن الكهولة غامضًا ومجهولًا، لأن قانون ضمان الشيخوخة قد أصبح عمره من عمر الخبز ولم يقرّ وبقي مادة للمزايدة في مواسم الإنتخابات.

 

فمن يسمع ما يطالب به الشعب الغاضب والثائر لا يسعه إلاّ أن يكون من ضمن صفوف مؤيدي الثورة على الظلم والإستعلاء والإهمال والوعود العرقوبية.

 

 

ولكن، أن تتحوّل هذه المطالب إلى مسألة "عنزة ولو طارت"، وأن يُعمد إلى إقفال الطرقات في وجه من يؤيدون هذه المطالب، فهو أمر لم يعد مقبولًا، وقد تفلت الأمور من أيدي العقلاء لتصبح مادة للمساومة على حساب أعصاب الناس المضطرّين للذهاب إلى أشغالهم اليومية. فإذا لم يشتغلوا كل يوم بيومه لا يستطيعون تأمين ثمن ربطة الخبز.

 

 

فالذين يعانون من زحمة الطرقات الداخلية هذه الايام هم في الأساس مع مبادىء هذه الثورة، ولكن يُخشى أن ينتقلوا مع الوقت ونظرًا إلى ما يقاسونه على هذه الطرقات وما يتعرّضون له من إذلال من ضفة إلى أخرى، ومن مؤيدين لهذه المبادىء إلى معارضين لها، خصوصًا أن أسلوب إقفال الطرقات لن يؤدي إلى الغايات التي من أجلها نزل وينزل المنتفضون إلى الساحات.

 

 

فإذا كان المقصود بإقفال الطرقات من أجل الضغط على السلطة ففي الإمكان الضغط عليها كما فعلوا بالأمس عندما قصدوا الساحات رافعين الصوت، بدلًا من أن تتحوّل النقمة على هذه السلطة إلى نقمة عليهم.

 

 

ولا يخفى أن وراء زحمة الأمس، وبالأخص في منطقة جل الديب، حيث بقي المواطنون العاديون محتجزين في سياراتهم ساعات طويلة، من يريد أن يقول للمتظاهرين إنكم "قطاع طرق" ولستم أصحاب قضية، وهذا الأمر يندرج ضمن مخطط معروف وذلك لتأليب الرأي العام على المنتفضين، الذين يؤكدون أن إقفال الطرق ليوم أو ليومين أفضل من إقفال طرق الحل المنشود أمام جميع اللبنانيين من دون إستثناء لسنوات طويلة.

 

 

 


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لبنان 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لبنان 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق