اخبار مظاهرات لبنان : السلطة تخسر في لعبة الشارع... الاستشارات بعيدة وحظوظ الحريري في خطر

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة
في اليوم التاسع  عشر على الثورة، لا يزال المشهد يراوح مكانه. فالشارع لم يهدأ يوماً، وشكّل "أحد الوحدة" صرخة مدوية في وجه السلطة الحاكمة، التي حشدت مؤيديها على طريق القصر الجمهوري، في مشهد عرض للقوة في مواجهة الشعب.

وفي حين دعت الثورة الى اضراب عام اليوم والى قطع للطرقات الرئيسية، أكدت أن هدفها اليوم هو السعي الى الضغط على رئيس الجمهورية للاسراع في الدعوة الى استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس مكلف للحكومة يعمل على التشكيل سريعاً.


لا خرق في الشارع
اذاً، بدا المشهد أمس على الساحة الداخلية اللبنانية بمثابة شارع مقابل شارع، واحد داعم لمواقف الرئيس احتشد في بعبدا، والآخر في ساحة الشهدء وجميع ساعات الاعتصام في رفضاً للمطالة في موضوع الاستشارات النيابية.

وأشارت صحيفة "النهار" في هذا السياق، الى ان كلاً من عون - باسيل قام بعرض قوة قبل بدء التفاوض على عملية تأليف حكومة جديدة، بدا واضحاً انها لم تحقق أي خرق في عطلة نهاية الاسبوع، بدليل ان الرئاسة التي كانت سربت أن موعد الاستشارات النيابية الملزمة اليوم أو غداً، لم توجه دعوة الى النواب حتى ليل أمس، ولا تبشر الأجواء باجرائها غداً، في ظل شد حبال قائم حول شكل الحكومة الجديدة أولاً، واسم رئيسها ثانياً، وتركيبتها ثالثاً، وهي أمور لا تزال معقدة ولم يتم الاتفاق على النقطة الأولى فيها.

تقدير مصادر سياسية مطلعة، ان التصعيد الذي حصل الأحد، كان بسبب سوء إدارة ما يحصل على صعيد الانتفاضة الشعبية، منذ انطلاقتها قبل 18 يوماً، إذ من غير المعقول ان يلجأ العهد إلى التظاهر ضد شعبه، حسب ما يقول المتظاهرون، ولا ان يقوم حزب رئيس الجمهورية باظهار قوته امام انتفاضة شعبية تطالب بنفس ما كان يطالب به التيار العوني عندما كان خارج السلطة، الا إذا كان يريد استدراج الشارع الآخر الى النزول لإيصال الأمور إلى الصفر.

لكن المصادر استبعدت هذا الأمر، على اعتبار ان ، في كلمته امام أنصاره الذين تجمعوا في الطريق إلى قصر بعبدا، لم يكن يرغب في ان يرى ساحة ضد ساحة أخرى، معتبراً ان تحقيق أهداف محاربة الفساد والنهوض بالاقتصاد وإرساء الدولة المدنية يحتاج إلى تعاون الجميع وتوحيد الساحات، وهذه الإشارة وحدها كافية لتؤكد ان الرئيس عون لم يكن راضياً على التظاهر امام قصر بعبدا، لكنه رضخ امام ضغوط قيادة التيار، التي يتزعمها الوزير جبران باسيل.

وعلقت مصادر وزارية على كلمتي الرئيس عون والوزير باسيل أمس بالقول لـ"نداء الوطن" إنهما لم توحيا بإمكان حصول خرق في حالة الجمود الحاصل في تأليف الحكومة الجديدة، خصوصا أن رئيس "التيار الوطني الحر" استخدم القصر الرئاسي في شن هجوم مضاد على القوى السياسية كافة التي طالبت بإبعاده عن أي تشكيلة حكومية. ورأت المصادر الوزارية نفسها أن عون تعاطى مع الحشد على الطريق المؤدي إلى القصر الرئاسي كرئيس حزب وفريق، وذكر بمرحلة 1989 حين كان يعبّئ الجماهير ضد الوجود السوري ومن أجل انتخابه لرئاسة الجمهورية.

واعتبرت المصادر أن باسيل كرس سقوط التسوية الرئاسية، باتهام شركاء العهد أكثر من مرة، قاصداً الرئيس سعد ، بأنهم وراء فشل ومكافحة الفساد ورميه المسؤولية بعد أن أدى الحراك الشعبي إلى إسقاط هذه التسوية منذ 17 تشرين الأول، باستقالة الحريري، لكنه ظهر على أنه يسعى إلى تسوية جديدة بدعوته إلى اعتبار تأخير الانهيار أولوية.

المشاورات مستمرة
وسط هذه الأجواء، تتواصل المشاورات بين جميع الفرقاء السياسيين للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة، وفي هذا الاطار، لفتت "اللواء" الى ان المشاورات السياسية تواصلت بين قصور بعبدا وعين التينة و"بيت الوسط" عبر وسطاء لإخراج أزمة التكليف والتكليف من عنق الزجاجة، بينما دل البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية على ان الرئيس ميشال عون يتمهل في تحديد موعد للاستشارات النيابية، إلى حين نضوج الاتصالات والتوافق المسبق على كل تفاصيل عملية تشكيل الحكومة، تلافياً للوقوع في محظور نجاج التكليف وتعثر التأليف.

وفيما توقع عضو تكتل " القوي" النائب آلان عون ان يجري اليوم أوّل اتصال مباشر بين "التيار الوطني الحر" والرئيس للتشاور في موضوع التكليف، قالت مصادر مطلعة على أجواء بعبدا لـ "اللواء" ان رئيس الجمهورية سيجري الاستشارات النيابية الملزمة، عندما يتيقن انه سينتج عنها تسهيل في تأليف الحكومة، وان تبعثر أو انقسام أو تشرذم ينتج عنها لن يفيد لا الدولة ولا الإصلاحات المطلوبة، ولا معالجة لأسباب الأزمة ولا تداعياتها.

وأشارت مصادر رفيعة المستوى متابعة للاتصالات إلى ان كل الخيارات لا زالت مفتوحة بين تكليف الحريري شخصياً أو الاتفاق على شخصية مقربة منه أو تحظى بموافقته، وبين شكل الحكومة وتوزيع القوى وتوفير التوازنات، مع مراعاة ان الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد يفرض إجراءات ومقاربات استثنائية وتضحيات أو تنازلات للخروج من المأزق.

استبعاد الحريري ممكن
في المقابل، قالت مصادر سياسية منخرطة في الاتصالات الجارية في الكواليس لـ"نداء الوطن" إن مهرجان بعبدا يعكس قراراً لدى عون باستبعاد تولي الرئيس الحريري الحكومة المقبلة، في حال أصر على استبعاد باسيل منها، فضلاً عن غضبه من استقالته التي اعتبرها موجهة ضده. وأكدت المصادر إياها أن موقف عون السلبي حيال الحريري بلغ حد القول إنه مستعد للقبول بحكومة من غير الحزبيين والنواب والتكنوقراط، شرط أن تكون برئاسة غير الحريري.

لكن أوساطاً أخرى واسعة الاطلاع أوضحت أن "حزب الله" ورئيس البرلمان ما زالا يحبذان عودة الحريري إلى الرئاسة الثالثة، لكنهما يأخذان عليه استعجاله اشتراط عدم توزير باسيل، الذي أغضب عون في وقت يؤكد الحزب أنه لن يتخلى عن الأخير. وقالت الأوساط نفسها لـ"نداء الوطن" إن موفد بري إلى الحريري وزير المال علي حسن خليل استمزج رأي الحريري حول فكرة تسميته مرشحاً من قبله لرئاسة الحكومة إذا أصر عون على استبعاده من رئاسة الحكومة لرفضه توزير باسيل، لكن الحريري رفض الفكرة.

وقالت الأوساط هذه إن التواصل بين الحريري والثنائي الشيعي لم ينقطع بحثاً عن مخارج، ولم تستبعد أن يعمل الحزب على ترتيب لقاء بين الحريري وباسيل خلال الساعات المقبلة لعله يؤدي إلى تدوير الزوايا. وأوضحت أن الرئيس بري يعتبر أن تأخير تأليف الحكومة لا يجوز لأن البلد برمته تحت ضغوط كبرى على الأصعدة كافة، ولا بد من إحداث خرق في جدار المأزق، متوقعة أن يلتقي الحريري غداً خلال الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رؤساء اللجان النيابية وهيئة مكتب البرلمان، للبحث عن مخارج.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لبنان 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لبنان 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق