اخبار مظاهرات لبنان : الشارع حسم خياراته...عن أي حكومة تتحدّثون؟!

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

لا إستشارت نيابية ملزمة قبل التوافق السياسي على شكل الحكومة العتيدة وعلى الإسم الذي سيتولى هذه المهمة الصعبة، إن لم نقل مستحيلة.

الخيارات المطروحة على بساط البحث عديدة، وهي محور مشاورات بعيدة عن الإعلام، وتقوم بها دوائر القصر الجمهوري، مع بصمات واضحة للوزير جبران باسيل، الذي أصبح يداوم في قصر بعبدا معظم الأوقات ليكون قريبًا من كل شاردة وواردة، وذلك لبلورة صيغة ما من بين الصيغ الكثيرة المطروحة تحت مشرحة مدى تطابقها مع ما تطالب به جماهير الإنتفاضة وما يتوافق مع الواقع السياسي، ومن بين هذه الصيغ المطروحة:

 

-حكومة تكنوقراط أو إختصاصيين.

 

-حكومة سياسية مطعمّة بوجوه جديدة توحي بالثقة لحراك الشارع.

 

-حكومة سياسية بإمتياز تكون من لون واحد.

 

بالنسبة إلى الخيار الأول، أي حكومة تكنوقراط، وهذا ما تطالب به الإنتفاضة، أي أن تضمّ وجوهًا مشهود لها بكفاءاتها وغير مرتبطة بأي حزب من الأحزاب، التي أثبتت التجارب فشلها في التوصل إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وقبل الإنهيار الكبير.

 

هذا الخيار يرفضه كل من حركة "امل" و"حزب الله"، وهذا ما أبلغه الوزير علي حسن خليل للرئيس في إجتماعمها الأخير.

 

فإذا سقط هذا الخيار فإن موجة الإحتجاجات في الشارع ستتصاعد وستأخذ منحىً مغايرًا للمنحى الذي بلغته حتى الآن، وقد يكون من بين خطوات المواجهة الدعوة إلى عصيان مدني.

 

أما بالنسبة إلى الخيار الثاني، أي تشكيل حكومة سياسية مطعّمة بوجوه جديدة، فدونه صعوبات، أقله بالنسبة إلى الشخصية السنّية التي ستكّلف والتي ستوكل إليها مهمة التشكيل. فإذا كان الرئيس الحريري هو من سيكّلف بتشكيل مثل هكذا حكومة فإن إسم الوزير باسيل سيكون من بين الأسماء المطروحة بقوة من ضمن الحصّة السياسية في هذه التشكيلة، مع من ستسميهم كل من حركة "امل" و"حزب الله" وتيار "المردة"، وهذا يعني نوعًا ما إعادة إحياء "التسوية الرئاسية".

 

لا يخفى أن هكذا نوع من الحكومات سيكون مرفوضًا من شارع الإنتفاضة، حتى ولو ضمّت أسماء ترتاح إليها الإنتفاضة، بإعتبار أن عودة ممثلي الاحزاب سيكون طاغيًا على تركيبة فيها وجوه من المجتمع المدني، الذين ربما لن يكون لهم خبرة سياسية كافية تجعلهم يميلون دفة الميزان إلى جانبهم، وإن كان نبض الشارع يؤازرهم.

 

أما الخيار الثالث، أي حكومة سياسية بإمتياز وتكون من لون واحد، فإنه سيواجه بشراسة سياسية، وعلى رأسها الرئيس الحريري، الذي يرفض ترؤوس حكومة من هذا النوع، فضلًا عن رفض الشارع لهذا الخيار، الذي قد يؤدي في حال إعتماده إلى مواجهات كان الجميع حتى الأمس القريب يتخوّفون من حصولها، مع ما يترتب عليها من مضاعفات ونتائج قد لا تصبّ في خانة الوحدة الوطنية.

 

المشكلة في كل ذلك أن بعض الذين يعملون من تحت الطاولة على "تخريجة" حكومية لا يموت فيها الذئب ولا يفنى الغنم إنما يعملون وكأن تاريخ السابع عشر من تشرين الأول بات من الماضي، وأن نبض الشارع لم يعد بالزخم الذي كان عليه، خصوصًا بعدما أصبح معلومًا لدى الجميع أن لا قطع طرقات بعد الآن، وهذا ما أفقد الحراك ورقة ضغط مهمة، وفق ما يراه بعض الذين لا يزالون يكابرون ويغضّون الطرف عمّا يمكن أن يحدثه الحراك عندما يتحّول هذه المرّة إلى ثورة حقيقية.

 

 

 


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة لبنان 24 ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من لبنان 24 ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق