اخبار اليمن الان - كاتب عربي لم يبق من الوحدة اليمنية غير الذكرى

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

أعترف الكاتب والإعلامي اللبناني، خير الله خير الله، أن الوحدة اليمنية صارت من الماضي، مشيراً إلى أنه شهد ولادة الوحدة في 22 أيّار – مايو 1990، وشهدت انتهاءها في بلد لم أكن أتصوّر يوما أني سأتعلّق به وبأهله إلى الحد الذي تعلّقت به.

وقال في مقال له بصحيفة العرب اللندنية، "دفعني ذلك التعلّق إلى وضع كتاب عن # صدر قبل ثلاث سنوات تحت عنوان “حرائق #اليمن”. كتبتُ مقدمة للكتاب تحسرت فيها على #اليمن بعدما شعرت أن لا عودة إلى بلد موحّد، بل ستكون هناك كيانات عدّة سترى النور في يوم من الأيّام. صدر الكتاب قبل أن يغتال الحوثيون علي عبدالله صالح بدم بارد أواخر العام 2017".

ويضيف "كان لديّ شعور دفين بأن سيُقْدمون على هذه الخطوة بعدما غلب عليهم شعور بأنّ وجودهم في أبدي، وأنّه لم تعد لديهم حاجة إلى المحافظة على حياة الرئيس السابق الذي كان أوّل رئيس لليمن الموحّد وآخر رئيس له" .. مشيراً إلى أن علي عبدالله صالح الذي أعتقد أنّه سيكون قادرا على تدجين #اليمن واليمنيين. استسلم في نهاية المطاف لقدره. 

وتابع "ربّما كان يعتقد أنّ الحظّ لن يتخلّى عنه يوما بعد نجاته من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها في الثالث من حزيران – يونيو 2011 في أثناء تأدية صلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة" .. مؤكداً أن شهادته عن #اليمن التي كانت مقدّمة كتابه لا تزال صالحة إلى اليوم، خصوصا أن الأسئلة المطروحة منذ ثلاث سنوات لا تزال هي نفسها.

وبحسب خير الله فقد كتب كتبت وقتذاك: “عرفتُ #اليمن قبل أن تطأ قدماي أرضه. كنت مهتّما بما كان يدور في خصوصا أيّام “جمهورية #اليمن الديمقراطية الشعبية”. ففي هذا البلد وصل حزب شيوعي عربي إلى السلطة. كان الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الشيوعي العربي الوحيد، الذي استطاع ممارسة السلطة. سمح لي اهتمامي باليمن بأن أكون شاهدا على نهاية دولة الجنوب. كان ذلك في العام 1986، يوم الثالث عشر من كانون الثاني – يناير تحديدا، عندما حصل الانفجار الداخلي وتبيّن أن لا وجود لشيء اسمه حزب قائد وحاكم، بل قبائل وعشائر ماركسية تقاتلت في ما بينها من منطلق مناطقي إثر خلاف على السلطة.

واضاف أنه شهد بعد ذلك المرحلة التي مهْدت للوحدة اليمنية بين 1986 و1990، ثم توقيع اتفاق الوحدة وما تلا ذلك من تجاذبات أدّت إلى حرب صيف 1994 حين هزم علي عبدالله صالح بدعم من الميليشيات الإسلامية المختلفة وبعض الجنوبيين المشروع الانفصالي بقيادة الحزب الاشتراكي الذي كان على رأسه علي سالم البيض.

وتابع "شهدت أيضا الصراع الذي دار في البلد بين 1994 و2011، عندما اضطر علي عبدالله صالح إلى تسليم السلطة إثر المحاولة الانقلابية التي تعرّض لها والتي كان الإخوان المسلمون رأس الحربة فيها. حصلت ثورة شعبية حقيقية في 2011 قادها شباب متحمّسون من ذوي النيّات الحسنة الذين أثّر فيهم “الربيع العربي”، لكن الإخوان عرفوا كيف يخطفون تلك الثورة، وصولا إلى ذلك اليوم (الثالث من حزيران – يونيو) الذي أرادوا فيه التخلّص جسديا من علي عبدالله في مسجد النهدين داخل دار الرئاسة".

ويقول الكاتب "شهدت أخيرا، ولكن من خارج #اليمن، المرحلة الأخيرة من صعود الحوثيين الذين صاروا “أنصار الله” وتمدّدهم ثم انكفاءهم بعد شن العربي بقيادة المملكة العربية السعودية “عاصفة الحزم”.

شهدت في الواقع انهيار دولة الجنوب ثم قيام دولة الوحدة ثم انهيار هذه الدولة، مع ما يعنيه ذلك من تفتيت لليمن. كان اليمنيون يخشون من الصوملة (نسبة إلى الصومال). حدثت الصوملة وهم الآن في مرحلة ما بعد الصوملة.

ويضيف "كنت مؤيدا للوحدة اليمنية ومتحمّسا لها في مرحلة معيّنة. نلتُ “وسام الوحدة”. لم أخجل من ذلك. ما زلت مؤمنا بأن الوحدة وفّرت على #اليمن واليمنيين في تلك المرحلة الكثير من الدماء. لولا الوحدة، لما كان في الإمكان رسم الحدود البرّية بين #اليمن وجاريه، المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، والحدود البحرية مع إريتريا التي سعت في مرحلة معيّنة إلى احتلال جزر يمنية مثل جزيرة حنيش في البحر الأحمر. قبل الوحدة لم يكن الجنوب قادرا على رسم الحدود مع السعودية بسبب مزايدات الشمال. ولم يكن الشمال يتجرّأ على خطوة من هذا النوع بسبب مزايدات الجنوب".

وتابع "الأهمّ من ذلك كلّه، أن الوحدة كان يمكن أن تؤسس لنظام ديمقراطي قائم على التعددية الحزبية، يكون فيه تبادل سلمي للسلطة وحرّيات من كلّ نوع، خصوصا في مجال الإعلام. لكنّ كلّ ذلك بات من الماضي، كذلك احتمال قيام لامركزية موسّعة تسمح لكلّ مكوّن من مكوّنات #اليمن بالتعبير عن نفسه بحريّة".

وأضاف "الآن، لم يعد ممكنا الدفاع عن الوحدة. صارت الوحدة اليمنية جزءا من الماضي، خصوصا أنّه لم يعد واردا حكم #اليمن من “المركز”، أي من صنعاء، وخصوصا أن الصراع راح يدور ابتداء من العام 2010 داخل أسوار العاصمة".

وأكد أنه لن يحاول الدخول في التكهّنات أو الخوض فيها، مضيفاً "أقول ما أعرفه وعندما لا أعرف، أقول لا أعرف وأكتفي بالسكوت. لم أكن سوى صحافي شغوف باليمن أحبّ أهله واحترمهم وخرج، بعد ثلاثين عاما من مرافقة شبه يومية للحدث اليمني بانطباع واحد هو الآتي: كلّما عرفت #اليمن واليمنيين، كلما اكتشفت كم أنك تجهله وتجهلهم".

وأضاف "في ذكرى الوحدة اليمنية، يبدو ضروريا أكثر من أيّ وقت، ولأسباب عملية أكثر من أيّ شيء آخر، التخلي عمّا بقي من أوهام، بما في ذلك وهم إمكان العودة إلى صيغة الشطرين، أو الدولتين المستقلتين في #اليمن. ستكون هناك حاجة إلى سنوات طويلة قبل أن نعرف هل سيبقى شيء ما من الوحدة اليمنية غير ذكرى قيامها في يوم من الأيّام.

اليمن اخبار اليمن الان


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليمن العربي ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليمن العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق