اخبار السودان اليوم الخميس 1/11/2018 - ما السر وراء زيارة الرئيس المصري للخرطوم مرتين في أسبوع واحد؟

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

السودان اليوم:

في سابقة بالعلاقات المصرية السودانية، زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السودان الخميس، للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، فيما أعلنت مؤسسة الرئاسة أن الزيارة كانت لمدة يوم واحد وتأتي لرئاسة اللجنة المشتركة بين البلدين.

وزار السيسي، السودان الخميس الماضي، 25 تشرين الأول/ أكتوبر، لذات السبب، وهو ما فتح بابا للتساؤل حول أسباب تكرار زيارته للخرطوم مجددا بعد أيام من لقائه الرئيس السوداني عمر البشير، الذي التقى هو أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإسطنبول، الاثنين الماضي.

رسالة السيسي لأردوغان

وحول سر الزيارة، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبدالله الأشعل: “الأمر ليس مستغربا كما يظن البعض، ويأتي على خلفية أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول على يد فريق أمني جاء من الرياض”.

الأشعل، بحديثه، يعتقد أن “السيسي، حمّل البشير، رسالة منه إلى أردوغان، أثناء زيارته الأولى الخميس الماضي، وأنه عاد للخرطوم اليوم كي يحصل على الرد التركي عبر البشير، ونظرا لأهمية وحساسية الرسالة ذهب بنفسه”.

وكان الصحفي التركي المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم إسماعيل ياشا، قال عبر “تويتر”، إن البشير، حمل رسالة السيسي، لأردوغان.

ويرى الأشعل، أن “تلك التحركات على أعلى مستوى بين القاهرة والخرطوم وأنقرة، وبهدف التوسط بين النظامين المصري والتركي من جهة وبين السعودية وتركيا من جهة أخرى حول أزمة قتل خاشقجي، وتثبيت ولاية محمد بن سلمان للعهد، وذلك برغم أنه على المستوى الرسمي لم يصرح أي طرف بذلك”.

وحول اختيار السيسي، للبشير، أكد أستاذ العلوم السياسية، أن “البشير حليف لأردوغان، وتركيا لديها قاعدة عسكرية ببورسودان”، متوقعا أن يكون السيسي “وصل لقناعة بأن الأصلح الآن هو التصالح مع تركيا”، مشيرا لاعتقاده أن أردوغان “لن يقبل، وأنه لن يتم تقارب بين مصر وتركيا بوجود كليهما بالسلطة”.

تدارك تبعات “خاشقجي”

ويعتقد الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية الدكتور السيد أبو الخير، أن الزيارة مردودة لتوسط السودان لدى تركيا بشأن قضية خاشقجي، وفي محاولة لإقناع أنقرة بقبول حل سياسي للقضية وعدم تصعيد الأمور خاصة مع تمسك أردوغان بموقفه”.

الأكاديمي المصري، أشار بحديثه، إلى أن “تركيا رفضت كافة الوساطات السياسية وتتمسك بالجانب القانوني وتصر على التصعيد والتمسك بحقها”، مضيفا: “ويبدو أن هناك تسريبات ظهرت تفيد إشتراك مصر والإمارات في التخطيط والإعداد وربما تنفيذ جريمة قتل خاشقجي، خاصة وأن أردوغان تحدث عن إشتراك دول بالجريمة”.

ويعتقد أبو الخير، أن السيسي، لا يحمل تكليفا من السعودية للتوسط في مأزق كبير تريد الرياض الخروج منه خاصة وأن الخناق يضيق عليها وعلى المتورطين، متوقعا أن “يكون قد تم إطلاع السيسي، أثناء زيارته لألمانيا –من الأحد وحتى الأربعاء- على ما لدى تركيا من أدلة تؤكد تورط نظامه بالجريمة، وفق تسجيلات بحوزة تركيا”.

وأضاف: “أعتقد أن إصرار النائب العام التركي على موقف بلاده بلقاء النائب العام السعودي بتركيا؛ يؤكد أنها ترفض الحل الدبلوماسي والسياسي وتصر على الجانب القانوني الوطني والدولي، خاصة وأنها على علم بوجود دور للسعودية والإمارات ومصر والبحرين بانقلاب 2016، والتلاعب بالليرة التركية قبل أشهر”، موضحا: “ولذلك فالزيارات المتكررة محاولة لتدارك تبعات القضية”.

أوجه عدة للزيارة

ويعتقد مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية باسطنبول، ممدوح المنير، أنه “لزيارات السيسي، المتكررة للخرطوم عدة أوجه أولها داخلي”، موضحا أن “السيسي ومدير مكتبه السابق ومدير المخابرات الحالي عباس كامل، يديران الدولة المصرية فعليا ووزارة الخارجية وباقي الوزارت أطقم سكرتارية على الأكثر”، مضيفا: “لذلك ليس مستغربا أن يكرر السيسي، هذه الزيارات بنفسه”.

الأكاديمي المصري، تابع بحديثه: “وخارجيا: فهناك ملفات شائكة بين القاهرة والخرطوم، لكن حدث الساعة حاليا مقتل خاشقجي، وتورط ابن سلمان، ومحاولة السيسي، إنقاذه بوساطة البشير لدى أردوغان لعلاقتهما الجيدة، وخصوصا أن قطر حليف تركيا لم تنجح جهودها للوساطة”.

وأشار إلى أمر “توقيع مصر والسودان اتفاقية أمنية لضبط الحدود ومكافحة الإرهاب مسبقا، كونه الملف الأكثر حساسية وأهمية لدى السيسي، وخصوصا أن الخرطوم بدأت بالتعاون بجدية مع القاهرة أملا برفع كامل للعقوبات الأمريكية عليها، وهو ما بدا بتسليم السودان بعض معارضي الانقلاب للنظام المصري قبل شهر”.

واستبعد الباحث المصري، حدوث توافق بين الشقيقتين بملف سد النهضة وحلايب وشلاتين، معتقدا أنهما يحتلان أولوية متأخرة لدى النظام بمصر والذي يركز على ملفات أمنية تخدم مصالح النظام وإن لم تكن بالضرورة تخدم مصالح الدولة المصرية، كما أنه لا يملك أوراق ضغط فعلية تجعل له كلمة مسموعة بالملفات الاستراتيجية بعد تحول مصر من زعيمة للمنطقة إلى تابع للإمارات والسعودية.

زخم يظهر لاحقا

وعلى الجانب الآخر يرى المحلل السياسي محمد حامد، أن “الزيارة الثانية تؤكد وجود زخم ما في العلاقات المصرية السودانية سيظهر للعلن قريبا”، موضحا لـ”عربي21″، أن “هناك حديثا عن مصالحة محتملة بين القاهرة وأنقرة -لا أعرف مدى دقته- قد يكون طرفها البشير”، متوقعا أن يكون لأمريكا القدرة على مصالحة الطرفان كونها حليف لكليهما.

وقال إن “السيناريو الأقرب هو وجود زخم كبير بين السودان ومصر بدا في تطوير العلاقات التجارية وفتح الحدود”، متوقعا أن يتم كشف شيء جديد في هذا الإطار إثر زيارة السيسي”.

عربي21


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السودان اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السودان اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق