اخبار سوريا اليوم - بعد انتهاء نفوذه بالكامل .. تحليل لـ"السورية نت" يُشَرّحُ أسباب وتداعيات إعلان "تنظيم الدولة" عن عملياته في درعا

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

مقاتل من "تنظيم الدولة" في معارك حوض اليرموك - 2018 المصدر: وكالة أعماق

أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية"، يوم الرابع من يونيو/ حزيران الجاري، عن عملية لعناصره ضد قوات النظام في محافظة درعا؛ وهو الإعلان الأول من نوعه منذ سيطرة النظام على معاقل التنظيم، في منطقة حوض اليرموك، قبل أكثر من عشرة أشهر.

رغم الأهمية الكبيرة التي يحملها هكذا إعلان، إلا أن التنظيم اكتفى بالقول إن حصيلتها مقتل "3 من جنود الجيش السوري وتدمير آلية كانوا يستقلونها على الطريق بين نامر وخربة غزالة".

أهمية هكذا عملية، ولا سيما مع إعادة التنظيم لإحياء مسمى "ولاية حوران"، التي ترمز إلى محافظة درعا في خطابه الإعلامي، تختفي بشكل كامل، عند الكشف بأنها لم تحدث على الإطلاق، فالمنطقة المذكورة لم تشهد أي انفجارات أو عمليات أمنية نهائياً، بحسب مصادر متطابقة من درعا تحدثت لـ"السورية نت".

ولفهم وتحليل الدور الذي يحاول "تنظيم الدولة" القيام به في محافظة درعا، منذ سيطرة قوات النظام عليها بشكل كامل، في تموز/يوليو 2018، وصولاً إلى ما يمكن اعتبارها الموجة الأعنف من عمليات الاغتيال شبه اليومية بحق قادة وعناصر سابقين في فصائل المعارضة، يجب استعادة بعض مجريات معركة حوض اليرموك التي استمرت لأكثر من أسبوعين وانتهت بهزيمة التنظيم بشكل كامل.

"تنظيم الدولة" في حوض اليرموك، الذي تدرج بعدة أسماء كان أبرزها "جيش خالد بن الوليد" وآخرها "ولاية حوران"، قُدر عدد عناصره بأكثر من 2200 مقاتل، محاصرون داخل منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي، إلا أن التنظيم كان يملك جهازاً أمنياً، يعمل بشكل سري خارج هذه المنطقة، سبق له أن نفذ عشرات العمليات ضد فصائل المعارضة، في مرحلة المواجهات بين الطرفين، والتي استمرت لأكثر من ثلاثة أعوام. ورغم أن فصائل المعارضة أحكمت الحصار على مناطق سيطرة التنظيم، إلا أنه كان يمتلك خطوط عبور سرية، يستخدمها بشكل دائم، مستفيداً من الطبيعة الوعرة للمنطقة وتعقيد تضاريسها.

مع بدء الحملة العسكرية لقوات النظام التي تحالفت مع فصائل دخلت "التسوية"، ضد "تنظيم الدولة"، في حوض اليرموك، كان واضحاً أن المعركة ستنتهي بهزيمة التنظيم المحاصر تحت الغارات الجوية العنيفة التي شنتها الطائرات الروسية في حينها، ليبدأ التنظيم حينها في استخدام طرقه السرية إلى خارج حوض اليرموك، بالإضافة للتسلل برفقة المدنيين الفارين إلى مناطق "التسوية" في المحافظة، حيث رجحت مصادر لـ"السورية.نت" من محافظة درعا، أن العدد الذي خاض المعارك ضد قوات النظام وفصائل المعارضة لا يتجاوز بضع مئات، حينها.

قُتل للتنظيم في حوض اليرموك ما يقارب 200 عنصر، وأُلقي القبض مع نهاية المعركة على أكثر من 125 عنصراً، تم إعدام 60 منها بشكل ميداني بعد تسليم أنفسهم، بينما نقلت قوات النظام الباقين، إلى مراكز اعتقال للفرقة الرابعة في منطقة الكسوة في ريف دمشق، ولا يُعرف مصيرهم بعد ذلك، ويُرجح أنهم معتقلون ضمن سجن صيدنايا حالياً.

فوضى أمنية تخلط الأوراق

بناء على ماسبق، فإن "تنظيم الدولة"، الذي انهزم في حوض اليرموك، مازال يمتلك عناصر قادرة على تنفيذ عمليات أمنية في محافظة درعا، لكن هل هم المسؤولون عن الحوادث الأمنية والاغتيالات التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية؟.

في حديث لـ"السورية نت" يقول قتيبة الحاج علي، وهو صحفي ينحدر من مدينة درعا، إن "الجزم بالإجابة مستحيل لاسيما في ظل الفوضى الأمنية وتعدد الأطراف القادرة على حيازة السلاح في المنطقة، لكن بعض هذه العمليات تحمل بصمات تنظيم الدولة الإسلامية فعلاً، من حيث طبيعة العملية والمكان الذي وقعت فيه والشخصيات المستهدفة".

ويضيف الحاج علي، أن نظام الأسد، أدرك بعد انتهاء معركته في حوض اليرموك، أن التنظيم لم يُهزم بشكل كامل، فالمواجهة مع المئات من مقاتليه المجهولين الذي "تسربوا" إلى خارج المنطقة يؤكد ذلك، وهذا ما دفع روسيا والنظام إلى إجراء صفقة تم خلالها استعادة عماد أبو زريق القائد السابق في "جيش الثورة" والمسؤول الأمني عن ملف "تنظيم الدولة" أثناء سيطرة فصائل المعارضة على محافظة درعا.

أبو زريق عاد من الأردن ضمن اتفاق سري مع روسيا، بحسب الصحفي مشيراً إلى أنها هي التي سخرت له إمكانيات بشرية وصلاحيات واسعة، من أجل أن يتولى ملف ملاحقة عناصر "تنظيم الدولة" في جنوبي سورية.

وفي 20 نيسان/أبريل الماضي، اغتال مجهولون في بلدة طفس في ريف درعا الغربي، القيادي السابق في "جيش الثورة"، محمد البردان، الذي التحق بالفرقة الرابعة بعد سيطرة قوات النظام على المحافظة.

وكان البردان من أبرز أعداء "تنظيم الدولة" في ريف درعا، وشارك في عديد المعارك ضده، وله مقاطع فيديو توثق قيامه بالتمثيل والتنكيل بجثث قتلى للتنظيم.

في 28 نيسان/أبريل الماضي، اختطف مجهولون قرب مدينة نوى، المقاتل السابق في فصائل المعارضة، مطلق العلي، الذي التحق بفرع المخابرات الجوية بعد سيطرة قوات النظام على المحافظة، قبل أن يلقوه جثة هامدة عليها آثار للتعذيب بعد عدة أيام. العلي من مقاتلي الفصائل الذين شاركوا في قتال التنظيم، وهو من أبناء قرية بيت آره التي كانت تخضع لسيطرة التنظيم طوال سنوات.

وبحسب الحاج علي فإن كلتا العمليتين والعديد غيرها من العمليات، سُجلت ضد مجهولين، قد يكون التنظيم خلف هذه العمليات وقد لا يكون، لكن بصماته واضحة عليها، تحديداً في شخوص المستهدفين منها.

التنظيم يسعى إلى العودة من جديد

ولا يزال "تنظيم الدولة"، قادراً على التحرك ضمن محافظة درعا، وتؤكد أحداث معركة حوض اليرموك وما تلاها من تداعيات وصولاً إلى الاغتيالات الحالية ذلك، ليبقى السؤال: لماذا يلجأ التنظيم لإعلان مسؤوليته عن عملية لم تحدث أبداً؟.

ويوضح الحاج علي أنه "من المؤكد أن تنظيم الدولة الإسلامية يسعى للعودة إلى محافظة درعا من جديد، حيث أن إعلان التنظيم عن أي عملية ضد قوات النظام يستهدف إيصال رسالة إلى الحاضنة الشعبية أو الفئات التي مازالت مؤمنة بالثورة في المحافظة أن التنظيم وحده من يواجه النظام حالياً".

ويضيف:"بينما اندثرت فصائل المعارضة وتوزع عناصرها بين جيش وأمن النظام، وفي الوقت ذاته هي رسالة إعلامية من التنظيم الذي فقد كامل مساحة سيطرته، ويسعى لتعويضها بخلايا أمنية في كل مكان، ودرعا أحدها".

الهروب إلى الأمام

من زاوية مختلفة يرى العقيد المنشق عن نظام الأسد، عبد الله الأسعد، أن نظام الأسد يحاول خلط الأوراق في السوري، ويعتبر "تنظيم الدولة أحد أذرعه، حيث يعمل على تحريك الخلايا النائمة له في عملية تتجسد بالهروب إلى الأمام".

ويقول الأسعد، الذي ينحدر من محافظة درعا لـ"السورية نت"، إن الغاية من البيان الذي نشرته وكالة "أعماق" بخصوص العمليات الأمنية في محافظة درعا، هي لصق تهمة الإرهاب بـ"الشخصيات الثورية" التي تنفذ عمليات ضد قوات الأسد، ومواقعها في الجنوب السوري، وذلك بعد التوصل لاتفاق التسوية مع النظام وروسيا.

ويضيف الأسعد أن "نظام الأسد يريد صبغ عمليات عناصر في محافظة درعا بصبغة داعشية"، مشيراً إلى أن بيان "تنظيم الدولة" ينسف جميع عمليات الجيش الحر في المنطقة الجنوبية، ويُصَدرُ "تنظيم الدولة"، و"الإرهاب" المرتبط به.

المصدر: 

خاص السورية.نت


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق