اخبار سوريا اليوم - فريق "السورية.نت" يُعاينُ أجواء الحياة وسط الموت في إدلب: إرادةُ التحدي والبقاء ظاهرةٌ رغم الآلام

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

تحضيرات العيد في مدينة إدلب مساء آخر أيام رمضان - خاص السورية نت

إزدحام المارة واضحٌ في السوق الطويل بمدينة إدلب، حيث الباعة ينادون على بضائعهم، والآباء والأمهات يجتهدون ما أمكن، لإدخال البهجة والسرور لقلوب أطفالهم، خلال الساعات الأخيرة من رمضان، وأول ساعات يوم العيد؛ لعلها إرادة الحياة والبقاء، رغم المِحن والآلام.

خلال جول الساعات الأخيرة من رمضان، تحول ليل إدلب إلى نهار؛ فالجميع يحاول هنا أن يتغلب على أحزانه وهمومه، ويعيش أجواء العيد، لكن ماهي إلا لحظات قليلة حتى يتحول المشهد إلى سراب.

انتباه: مروحي بالأجواء

قبل ساعاتٍ قليلة من دخول أول أيام شوال، كان صوت المراصد الجوية، على قبضات الاتصال ينادي: "انتباه مروحي باتجاه إدلب"؛ هذا الصوت كان كافياً ليبعثر أجواء السوق، ويحوله إلى شبه فارغ في لحظات قليلة. مشهدٌ يلخص حياة آلاف السوريين الذين باتوا في أمس الحاجة، للعيش ساعة فرحٍ وحياة، فيما يصرّ الأسد ونظامه على نشر الموت والقتل حتى في أكثر الأوقات قدسية.

العيدُ حاضرٌ غائبْ

في عيد الفطر الخامس لمدينة إدلب، بعد خروجها عن سيطرة النظام، ثمة أشياء توحد حياة ومشاعر الناس هنا: النزوح، ومزيدٌ من مشاعر رفض بقاء النظام، والإصرار على تغييره، وغيرها؛ كل هذه  الأمور تَجمع آلاف السوريين  هنا من ، وحلب، والرقة ودمشق، وحتى درعا.
لم يعد السوق مقتصراً على شعيبات إدلب المشهورة فحسب، فهنا قرب دوار الساعة أشهر معالم المدينة، يعرض محل "طيبة" هريسته النبكية المميزة، وعلى يساره إلى الأمام قليلاً النابلسية الشامية، وبجوارها مبرومة وبقلاوة "الهايس" الديرية.

القصف والمعارك الأخيرة في المناطق القريبة من مدينة إدلب، حوّل انتباه السكان هنا إلى متابعة الأخبار فقط، حيث تطغو أحاديثهم لاعن العيد وأجوائه، بل عن أماكن القصف ونتائج التطورات والتحليلات السياسية. فقط مشهد واحد يربط بين الأمرين (العيد والموت)، هي الرياحين التي انتشرت على أبواب مقابر إدلب وفي أسواقها.

اقتناء الأساسيات

في اليوم الأخير لشهر رمضان، شهدت أسواق إدلب بعض الازدحام، إلا أنّ حركة البيع والشراء كانت ضعيفة، ودون المأمول، كما يؤكد لـ"السورية.نت"، أحمد عيّاش، وهو صاحب محل للألبسة النسائية في إدلب.

والسبب يعود وفق رأيه إلى "التصعيد الأخير لقوات النظام، وحالة الناس المادية الضعيفة، وإقبالهم على شراء أساسيات الحياة فقط"، فيما شهدت البسطات ذات الأسعار المنخفضة وفق التاجر نفسه، إقبالاً واضحاً، لاسيما فيما يتعلق بألبسة الأطفال.

حلويات العيد التي تعد تقليداً سنوياً للسوريين، كانت شبه غائبة عن بيوت السكان، كما يؤكد إحسان السيد، أحد سكان المدينة، معلقاً لدى سؤال مراسل "السورية.نت"، عن السبب "كيف تريدني أن أفرح ومازلنا نلملم جثث الأطفال من الشوارع يومياً، وآلاف من المحرومين يقبعون الآن بين أشجار الزيتون، للأسف، لا وقت لمشاعر الفرح هنا. ليس وقتها".

عيدٌ للأطفال بعد طول انتظار

فقط الأطفال من يمرون بين ثياب العيد الجديدة، تستوقفهم واجهات المحلات وألعاب العيد.

مازن وأخته ريم أثناء جولة فريق "السورية.نت"، في سوق إدلب، كانا يبحثان عن إجابات من أبيهم عن أسباب عدم تلبية جميع رغباتهم؛ وقد أتى العيد الموعود، الذي قضوا ربما في أحلامهم ساعات طويلة يفكرون به.
حيرةٌ بانتظار الأمل

في ساعات العيد الأولى، ثمة جملة يحتار السوريون في إدلب كيف يتبادلونها "كل عام وأنتم بخير" فكم من أب مفجوع بأبنائه لطالما لبث بعدها ساعات يفكر أي عيد وأبنائي ليسوا بجانبي؟، وكم من زوجة غاب عنها زوجها في غياهب السجون، تنتظر عيدها الحقيقي لتحتفل به بجانب زوجها.

ضيافةُ العيد حاضرة

رغم كل المآسي التي يمر بها سكان إدلب مازالت تقاليد أهلها العريقة بإكرام الجار، وإبداء الابتسامة، والضيافة حاضرة؛ فلدى مرور فريق "السورية.نت"، في سوق المدينة،  كان إبراهيم عرفان صاحب محل السكاكر، يقوم بضيافة كل من يقترب من محله صغاراً وكباراً، وبابتسامة هادئة كان يردد "تفضل جار كل عام وأنتم بخير".

أما أصوات التكبير في مساجد إدلب، صباح العيد، فقد كانت تصدح بالدعاء والتهليلات، بينما كان أحد المارة ويدعى أبو رائد، وهو في العقد السادس من عمره يقول:" صامدون رغم المِحن.. باقون ما بقيت أعيادنا".

المصدر: 

خاص: السورية.نت


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق