اخبار سوريا اليوم - حرق المحاصيل الزراعية: أحدث أسلحة الحرب في سورية

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

أثناء محاولة سكان قرية اليمامة في ريف الرقة الغربي اطفاء الحريق الممتد في أراضيهم 21 مابو/أيار 2019 خاص السورية نت

بات احتراق المحاصيل الزراعية واتساع دائرتها في مختلف المناطق السورية، حدثاً أكثر من استثنائي، لاسيما بعد أن بدا اشتعال هذه النيران، ليس مجرد حوادث عابرة دائماً، لتصبح سلاحاً أحياناَ، كما يحدث ببعض المناطق مؤخراً.

واحتراق المحاصيل الزراعية، ليس أمراً جديداً بالمطلق، بل هو هاجس يلاحق المزارعين في كل موسم زراعي، فعقبُ سيجارة واحد، قادر على إحراق مئات الهكتارات من محاصيل القمح، والقضاء على مجهود عام كامل للفلاحين. لذلك فإن المزارعين دائماً ما يبذلون جهداً إضافياً، خلال موسم الحصاد من أجل حماية محاصيلهم من الحرائق.

لكن في مشهد الحرب التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري، فإن كلّ شيء قد يتحول إلى سلاح قابل للاستخدام، ليعاني المزارعون طوال السنوات الماضية من استهداف قوات الأسد العشوائي لمحاصيلهم الزراعية برًا وجوًا، ضمن سياسة حصار المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ومحاربتها اقتصاديًا وغذائيًا.

واتضح هذا المشهد بشكل كبير في الأشهر الأخيرة لحصار مدينة داريا، في ريف دمشق، عندما استهدف النظام بالأسلحة الحارقة، بضع مزارع كان الأهالي قد زرعوا فيها بعض المحاصيل الغذائية، بهدف تخريبها وحرمان المحاصرين من محاصيلها، وبات سلاحًا معتمدًا لدى النظام في حربه ضد الغوطة الشرقية وريف الشمالي.

و خلال الأسابيع الماضية، اتضح أن النظام طور من استخدامه هذا السلاح، وبات الأمر أكبر من مجرد حرق للمحاصيل الزراعية، بل هي سياسة وسلاحٌ جديد دخل دائرة الاستخدام، من النظام بشكل خاص، وأطراف أخرى في سورية.

"تنظيم الدولة" من جانبه، دعا أنصاره، إلى حرق المحاصيل الزراعية، معتبرًا أن هذا الحرق لا يقل قيمة عن "قيمة قطف الرؤوس وفلق الهامات" بحسب تعبيره. التنظيم استعرض الحرائق التي قال إن أنصاره أشعلوها، في عديد المناطق ضمن سورية والعراق، وأفرد لها تقريرًا إعلاميًا مفصلًا، في صحيفته "النبأ"، بعددها الأخير، ما يعني أن لدى التنظيم خطة مُمنهجة لعمليات الحرق.

أما النظام، فمارس عمليات الحرق بمنهجية واضحة، فغاراته وقصفه الأرضي، تستهدف المَزارِعَ بشكل واضح وممنهج في ريفي إدلب وحماة. فرق الدفاع المدني بدأت تعي لهذه السياسة أكثر، وأصبحت تقسم عملها ما بين إنقاذ الضحايا في المناطق السكنية، ومحاولة احتواء الحرائق التي يشعلها النظام هنا وهناك.

خلال الأيام الثلاثة الماضية، رصد موقع "السورية.نت"، احتراق عشرات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في مختلف المحافظات السورية. الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام وحليفها الروسي أحرقت مساحات شاسعة في ريفي إدلب وحماة.

آلاف الهكتارات تعرضت للحرق في محافظة الحسكة وريف الرقة الشمالي، بينما أعلنت السلطات التابعة لـ "الإدارة الذاتية" في المنطقتين أن عمليات الحرق مفتعلة.

في محافظتي درعا والسويداء التهمت النيران مساحات واسعة في ريف السويداء الغربي وريفي درعا الشرقي والغربي، هنا حيث لا تأكيدات على أنها حرائق مفتعلة، لكن تزامنها واتساع نطاقها يُرجحان ألا تكون حوادث عرضية عابرة.

يُرجحُ مراقبون، أن خسائر قطاع الزراعة في سورية، باتت بالمليارات من الليرات خلال الأسبوع الماضي فقط، من عمليات الحرق المتعمدة أو غير المتعمدة وبغض النظر عن الجهة المسيطرة عسكريًا على المنطقة التي يقع فيها الحريق.

هذه الخسائر الكبيرة من المتوقع أن تدفع بالجهات المسؤولة في كل منطقة إلى تعويضها بالاستيراد الخارجي، ثم إعادة تحميل المواطن لتبعات ارتفاع الأسعار.

 النظام فعل ذلك خلال السنوات الماضية، و"الإدارة الذاتية" من المتوقع أن تنتهج النهج ذاته في حال انخفضت كمية إنتاج المحاصيل، لا سيما القمح.

ويُرجح أن ينسحب ذات المشهد، في مناطق سيطرة المعارضة؛ ليبقى السؤال: من هو الخاسر فعلًا؟  هل هم المزارعون بشخوصهم أم الجهات التي تلعب دور الدولة في مناطق سيطرتهم؟


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق