اخبار سوريا اليوم - مسؤولون في منظمات محلية ودولية لـ"السورية.نت": لهذه الأسباب تراجع العمل الإغاثي في الشمال السوري

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

من نشاط سابق لفريق ملهم التطوعي في حملة "خيرك دفا" لتوزيع المساعدات الشتوية على المحتاجين في مخيمات الشمال

 

في الوقت الذي تزداد فيه ضراوة الحرب في الشمال السوري، ويُهجّر مزيدٌ من المدنيين من بيوتهم، جراء قصف الأسد وروسيا، ليصبحوا مشرّدين في الخيام وتحت أغصان الأشجار، يمر العمل الإغاثي في الشمال السوري بأصعب أوقاته، مع تراجع واضح في المساعدات، وتضييق كبير على العاملين، وانسحاب منظمات أممية و دولية من العمل الإنساني.

ومنذ العام الماضي، تشكو مكاتب الأمم المتحدة المعنية بتقديم الدعم الإنساني، عدم وفاء الدول المانحة بالتزاماتها، وتراجع وتيرة الدعم المقدم للإغاثة في سورية.

تغيّر مصالح ومخاوف:

أسباب عديدة لتراجع الدعم الإغاثي في سورية، يتحدث عنها مدير منظمة "إحسان" الإغاثية، براء الصمودي، بعضها كما يرى سياسي دولي يتعلق بتغيّر مصالح الدول الداعمة في سورية، مثل الولايات المتحدة التي أوقفت معظم برامجها في الشمال السوري ووجهته لمناطق سيطرة "قسد"؛ هذا عدا عن دول أوربية أخرى تأثرت مشاركتها بسبب "حساسيات سياسية" لها مع ، ما دفعها لإغلاق مكاتب منظماتها وايقاف معظم برامجها.

ويتحدث الصمودي في حديثه لـ"السورية نت"، عن أسباب داخلية أخرى أدت لعراقيل كبيرة في العمل الإغاثي أبرزها "سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب، وما تلاه من شروط وضعها الداعمون لمنع وصول هذه المساعدات لجهات يعتبرونها إرهابية".

ويتابع مدير منظمة "إحسان" حديثه بالقول:" في السابق كنا لا نحتاج إلى وقت طويل للموافقة على مشاريعنا، وحتى التنفيذ كان يتم بشكل سريع. لكن مع وصول الهيئة وُضعت شروط جديدة، وأصبحت معظم المشاريع يتم تدقيقها لوقت طويل، وتحتاج إلى تقديم تفاصيل عن أسماء المستفيدين، وطريقة وصول هذه المساعدات. حتى أسماء الموظفين أصبحت تُدقق بشكل أكبر، وكل هذه الأشياء تحتاج لوقت أطول ما يعني تأخر الإغاثة عن المستفدين".

وختم الصمودي، أن العمل الإغاثي لن يتوقف، لكنه أصبح أكثر تعقيداً، ويحتاج إلى سلسلة طويلة من الموافقات البيروقراطية، وهو ما أدى لشعور المحتاجين بخذلان الدول الداعمة.

تراجع التعاطف

الوضع الإنساني السيئ للنازحين لا تتحمل مسؤوليته المنظمات والهيئات الدولية الداعمة فحسب، بل كان ملاحظاً أيضا انكفاء الجمعيات المحلية والفرق التطوعية عن تقديم المساعدات بالوتيرة المُعتادة سابقاً.

فريق "ملهم التطوعي" الذي تشكل بمبادرة شبان سوريين منذ العام 2012، استطاع خلال الأعوام السابقة، تقديم دعم كبير للنازحين بفضل تبرعات الأفراد المتعاطفين مع الوضع الانساني، لكنه اليوم بات يعاني من تراجع واضح في نسب التبرع لأجل الحملات التي يطلقها.

مدير الفريق عاطف نعنوع تحدث لـ "السورية نت" عن أهم الأسباب لتراجع العمل التطوعي في الشمال السوري، ويأتي في أبرزها "طول فترة المأساة ما أدى لتراجع التعاطف الخارجي، و زيادة حاجات النازحين أكثر من ذي قبل، وتراجع الوضع المادي للسوريين المغتربين في الخارج، لاسيما في دول الخليج، والتدقيق الأمني الكبير على تحويلاتهم المالية".

ويوضح نعنوع أنّ "استمرار  نظام الأسد في مجازره منذ سنوات لم يعطي لهؤلاء المتبرعين فرصة لالتقاط أنفاسهم، فكانت حملات الاستجابة تأتي متتابعة، وهو ما أدى لانخفاض التعاطف أحياناً، لاسيما في قطاع الداعمين من غير السوريين".

ويضيف نعنوع في حديثه عن الأسباب:"خلال الفترة الماضية تطوع عدد من الشبان السوريين للعمل الإنساني ومساعدة الآخرين، لكن بعد أن طالت المدة فإن البعض أصبح مسؤولاً أيضاً عن عائلة وأطفال ما أدى لتراجع أعداد المتطوعين".

ويضيف مدير فريق ملهم، سبب آخر لضعف استجابة المتبرعين، وهو "تراجع الوضع المالي لعدد كبير من السوريين في دول الجوار والخليج الذين كان لهم الدور الأبرز في دعم اخوانهم، لاسيما أنّ معظمهم بات حالياً وبعد تهجير الأسد لمناطق واسعة في سورية مسؤولاً عن إرسال دعم مالي لعائلاتهم في ادلب".

التشديد التركي

في السياق ذاته أكد مسؤول إداري في منظمة "سيريا ريليف" وهي واحدة من المنظمات الدولية التي تشرف على مشاريع عديدة في الشمال السوري، أنّ "توقف الدعم عن معظم المشاريع وعدم وصول تمويل جديد سيؤدي لنتائج كارثية خلال الأشهر القادمة، لاسيما في ظل استمرار النزوح، ووصول أعداد كبيرة إلى المخيمات الحدودية مع تركيا".

وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب خاصة، أنّ "معظم المنظمات الدولية حالياً في تركيا تتجه للإغلاق بسبب توقف مشاريعها وعدم التجديد لها".

ونوّه المسؤول إلى أن "شروط الحكومة التركية، وضغوطها المتزايدة على المنظمات، وقوانين العمل الصارمة، واشتراطها وجود موظفين أتراك ودفع ضرائب كبيرة، ساهم أيضاً في اتجاه هذه المنظمات لمناطق أخرى مثل اقليم كردستان والأردن".

وختاما ذكر الإداري في "سيريا ريليف" انّه "لايمكن اغفال الجوانب السياسية عن تخلي المجتمع الدولي عن السوريين خاصة عندما نسمع عن قرارات مثل اخلاء مخيمات في تركيا، وطرد اللاجئيين منها، وعدم التزام الدول بالمبالغ المادية التي وعدت بها".

المصدر: 

خاص: السورية.نت


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق