فرات بوست: مظاهرات البصيرة(25أبريل/نيسان) احتجاجاً على تردي الوضع الأمني و المعيشي و الصحي وسط تصاعد غضب سكانٍ محليين، في قرى وبلداتٍ عديدة، خاضعة لـ"قسد"، بأرياف محافظة دير الزور، شرقي البلاد، وبعد يومين من إفراج هذه القوات، التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، على نحو أربعين مُعتقلاً في سجونها، كـ"بادرة حسن نية بعد طلب من شيوخ ووجهاء عشائر منطقة دير الزور"، استأنفت الوحدات الأمنية لـ"قسد"، حملة الإعتقالات مُجدداً، الثلاثاء والأربعاء، وقالت أنها تأتي " في إطار حملة أمنية استهدفت الإرهابيين". و قالت "قسد"، في بيانٍ اطلع عليه موقع "السورية.نت"، أنها اعتقلت عشرين شخصاً، بتهمة الإنتماء لـ"الدولة الإسلامية"، في بلدة الشحيل، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة دير الزور، بنحو 37 كيلو متراً. وأضاف بيانُ "قسد"، بأن هذه الإعتقالات، تأتي "في إطار حملة أمنية استهدفت الإرهابيين في المنطقة الصحراوية من البلدة"، قائلاً إنه تم الكشف مؤخراً، عن نفقين ومخابئ أسلحة وذخيرة، تخص المُتّهمين. بموازاة ذلك، وفيما اتهمت "قسد"، بعض الناشطين، بـ"تَسييسِ المظاهرات"، فإنها قالت، وفق بيانٍ نشرته وكالة "هاوار" التابعة لها، أنها اعتقلت في قرية الجرزي شرقي دير الزور، أربعة أشخاص، نظموا المظاهرات، وكتبوا لافتاتٍ تطالب بإطلاق سراح السجناء، والمطالبة بحصص السكان من نفط مناطقهم، فضلاً عن شعارات عشائرية. ويوم الثلاثاء، جددت وحدات الانضباط العسكرية، التابعة لـ"قسد"، بالتعاون مع قوات الآسايش في محافظة الرقة، حملات اعتقال طالت عشرات الشبان المطلوبين للتجنيد الاجباري لديها. وقالت شبكات أخبار محلية، إن الحملة دخلت يومها الثالث على التوالي، وتركزت في حي الفردوس بمدينة الرقة، و اعتِقِلَ خلالها عشرات الشبان؛ كما طالت منطقة مزرعة القحطانية الواقعة شمال غرب الرقة، إضافة إلى مدينة تل أبيض التي اعتقل فيها العشرات أيضاً. بموازاة ذلك، كانت "قسد"، قد أعلنت الثلاثاء، إطلاق سراح 43 معتقلًا من سجونها في دير الزور ، كانت أوقفتهم في فترات متفاوتة، بتهمة الانتماء لـ"تنظيم الدولة". وقالت وكالة "هاوار"، التابعة لــ"الإدارة الذاتية"، إن المفرج عنم "لم تتلطخ أيديهم بالدماء في دير الزور"، وأن بينهم امرأة، مُشيرةً إلى أن الخطوة تأتي "كبادرة حسن نية بعد طلبٍ من شيوخ ووجهاء عشائر منطقة دير الزور". وكان شيوخ ووجهاء عشائريون، خاصة من قبيلة العكيدات، في محافظة ديرالزور ، اجتمعوا الاثنين، في مدينة الشحيل، لمناقشة المستجدات في المدينة وريفها، وخرج الاجتماع ببيان ختامي طالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية"تقارير كيدية"، وايقاف "الاعتقالات التعسفية" فوراً، وإخلاء المخيمات، ولا سيما النساء والأطفال والشيوخ. وجاء الاجتماع العشائري في مدينة الشحيل، على خلفية اقتحام عناصر "قسد"، ليل الأربعاء-الخميس الماضي، بلدة الشحيل، بمساندة مروحيات "التحالف الدولي"، حيث نفذوا عملية مُداهمة، انتهت بمقتل ستة أشخاص من البلدة، ما دفع السكان للخروج بمظاهراتٍ في اليوم التالي، حرقوا خلالها مقراتٍ لـ"قسد"، وسط تصاعد الأجواء المشحونة في المنطقة. وقالت شبكة "فرات بوست"، التي يديرها ناشطون من دير الزور، منذ ثلاثة أيام، إن "القتلى والمعتقلين(في حادثة الشحيل)، مدنيون لا ينتمون لأي فصيل عسكري"، بينما تقول "قسد"، أنهم ينتمون لـ"تنظيم الدولة". وقوات "قسد"، التي تفرض سيطرتها على قرى وبلدات خط الجزيرة(تسمية محلية) في دير الزور، على الضفة اليسرى من نهر الفرات الغنية بالنفط، تواجه احتجاجات متصاعدة منذ أشهر، عقب طرد "تنظيم الدولة" من تلك المناطق، وذلك بسبب قيام "قسد"، بالاستيلاء على منازل أو ممتلكات خاصة، أو عامة، بقصد تحويلها إلى مقرات عسكرية لها، فضلاً على ما يعتبره سكانٌ محليون "سياسة تهميش" لمناطقهم، وحملات اعتقالاتٍ، بتهمٍ جاهزة، وهي الانتماء لـ"تنظيم الدولة"، أو قوات "درع الفرات".