اخبار سوريا اليوم - اللعب على الحساسيات العربية الكردية شمال سوريا

0 تعليق ارسل لصديق نسخة للطباعة

المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت

قبل أيام، انتشرت في قرى والرقة، منشورات تدعو لمقاتلة قوات «قسد»، متحدثة عن الانتماء العروبي ورفض الهيمنة الكردية، يبدو من لغة المنشورات، أن النظام السوري يقف وراءها، خاصة مع منشورات أخرى ألقتها المروحيات العراقية، التي حلقت فوق مناطق تنظيم «الدولة» و»قسد» في ريف دير الزور، في تعاون ملحوظ لوجستي وعسكري بين بغداد ودمشق لاكمال السيطرة على تلك المنطقة، وانتزاعها من خصمين ما زالا يؤرقانهما، هما تنظيم «الدولة» والأكراد.

وجود الأمريكيين كحليف للقوى الكردية شمال هو العائق الأبرز أمام النظامين في وسوريا، المرتبطين بإيران عضويا، وبما أن العرب هم سكان تلك المناطق المستهدفة في الرقة ودير الزور، تقوم أجهزة الأمن في البلدين بمحاولة البحث عن حلفاء داخل المكون العشائري العربي، وتحريضهم ضد الهيمنة الكردية، وقد سبق للنظام السوري أن نجح فعلا في اجتذاب عدد من الكتل العشائرية والشيوخ البارزين في تلك المنطقة، ولعل أبرزهم نواف أحد شيوخ عشيرة البقارة، الذي انتقل من صفوف قادة المعارضة إلى صفوف المقاتلين في جيش النظام. البشير، الذي كلما التقيناه كان يعرب عن استيائه من تجاهل دوره من قبل الدول الداعمة للمعارضة السورية، وجد ضالته في اهتمام النظام السوري به، وعاد لحضن دمشق ليؤسس ميليشيات من أبناء عشيرته قاتلت إلى جانب جيش النظام في معظم المعارك التي خاضها الأسد شمال سوريا.

 ويبدو أنه يعمل الآن على جذب العديد من شيوخ العشائر والنافذين في قراهم لجانب النظام، في سعي هذه المرة ليس للتحريض على الأكراد، بل لتلبية رغبة ملحة لسياسات طهران في شمال سوريا، وهي تشكيل فرق اغتيالات وعمليات تهاجم المصالح الأمريكية في مناطق «قسد»، وقد نفذت هذه المجموعات الصغيرة عدة اغتيالات بالفعل ضد قيادات في «قسد» ، ويبدو أنها تستهدف إقلاق الاستقرار الهش في مناطق «قسد»، وصولا لإرباك المشهد والضغط على الأمريكيين للانسحاب من الشمال السوري، والتراجع عن دعمهم للأكراد، ويبدو الروس اكثر المستفيدين من هذه المعادلة، فهم يبحثون عن كل الوسائل والحلفاء لإبعاد الأمريكيين من المنطقة.

كما علينا أن نتذكر أن الأتراك أيضا يضغطون شمالا من دون أن يتمكنوا من إيجاد موطئ قدم ثقيل في المناطق العربية لحد الآن، وبينما تحتفظ أنقرة بفصائل حليفة من في مناطق درع الفرات، تفعل الولايات المتحدة الأمر نفسه مع أبناء المنطقة العرب في الرقة والدير، وكذلك النظام السوري يزداد الموالون له شيئا فشيئا اعتمادا على تسعير الخطاب القومي ضد الاكراد، وهو ما دأب عليه النظام السوري لعقود في مناطق القامشلي والحسكة، إذ اعتمد على العشائر العربية للتصدي للنشاط الكردي المطالب بمزيد من الحقوق والاستقلالية للأكراد، وفي ضوء إصرار النظام على اللعب على الحساسيات العربية الكردية شمال سوريا، فإن المشهد في مناطق «قسد» مقبل على مزيد من التطورات في الأشهر القليلة المقبلة.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السورية نت ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت | اخبار اليمن وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السورية نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

0 تعليق